هل تحول الشعب المصري إلي قطيع يقوده جهلة وأصحاب مصالح؟ وهل تحولت مصر بعد سقوط مبارك إلي عزبة لا يوجد بها دولة ولاميثاق شرف ولا أخلاق ولا احترام للمؤسسات والأشخاص؟ هل نتيجة الديمقراطية التي نتطلع لها هي حرق البلد واستغلال الثورة وفقر الناس وجهلهم وقميص عثمان في الكذب والتلفيق والبهتان من أجل المناصب؟ هناك ملاحظات توضح الأيادي التي تحرك الأمور نحو الانفجار وتبيع الوهم للشارع المصري يمكن رصد أهمها فيما يلي: فور تنحي مبارك بدأ المجلس العسكري في تحمل المسئولية والقفز بالبلاد في فضاء ديمقراطية حرة لأول مرة في تاريخها الحديث عبر استفتاء ثم انتخابات مجلسي الشعب والشوري وأخيرا الرئاسية وعلي الرغم من أخطائه المتكررة فقد كانت له انجازات تاريخية منها محاكمة مبارك ونظامه وحرية تشكيل الاحزاب وإطلاق الاعلام وتخمة الحرية التي أصبح أول ضحاياها وكان جزاؤه إهانته بشكل يخرق العادات والتقاليد المصرية. لم يكن تشويه القوات المسلحة والتصادم معها هو الخطوة الوحيدة بل سبقها تشويه رجال الأمن ووزارة الداخلية والجهاز المركزي للمحاسبات وغيره وجاء دور القضاء وفي لحظة نطق المستشار أحمد رفعت بالحكم علي مبارك انطلقت زغاريد أهالي الشهداء فرحت وخرجت أصوات من المحكمة وبشكل منظم تعلن أن الحكم باطل وتطالب بتطهير القضاء وقلبت الصورة وبدل أن تعيش مصر عرس العدالة عاشت مأساه إهانة القضاء وتحريقهم في سابقة أولي من التطاول الجماعي شارك فبها أعضاء من مجلس الشعب واستمر الهزيان فرفض نواب التيار الديني قرار المحكمة الدستورية بحل مجلس الشعب. تعيش مصر حالة من التزوير المتعمد للتاريخ وحتي ذلك المتعلق بالأخرين فبعد خروج لنموذج تركيا علي أنها دولة اسلامية والجميع يعرف أنها دولة علمانية مدنية وأن دستورها لايوجد به حتي لفظ الإسلام ثم روجوا لخريجي السجون كمناضلين متخذين من نلسون مانديلا مثالا والجميع يعرف أن مانديلا دخل السجن لنشاطه السياسي كونه من أوائل المحامين المدافعين عن السود أمام المحاكم وكان رجلا سلميا أمضي تاريخه دون قنابل ولا عمليات ارهابية ولا اغتيال زعيم الدولة وبعد اتهام عبد الناصر الكاذب بأنه كافر والسادات بأنه خائن يتم اتهام المعارضين بأنهم أما فاسدون أو فلول واطلاق كل أنواع الاكاذيب عليهم وصولا بالمرشح الرئاسي الذي روج أنه أحد أعمدة نظام مبارك والجميع يعرف أنه شغل منصبه لأسابيع معدودة ولم يكن معروفا له وزن في هذا النظام وحتي قيام البعض بتقديم بلاغات لاتهامه بالفساد أعتبرت احكاما نافذة العجيب أن كل هذه الاكاذيب تأتي من تيار يدعي التدين ويعدنا بالأخلاق النبيلة!! بعدما رفض المرشح السلفي قرار لجنة الانتخابات باستبعاده ودفع بمريديه للتصادم والدعوة للفوضي وعلي الرغم من إجراء الانتخابات المتتالية استمر الاعتراض علي تولي المجلس العسكري الحكم وظهرت مطالب تارة بمجلس رئاسي وتارة بتسلم السلطة فورا وخرجت المظاهرات ومات وأصيب العشرات دون سبب واضح ثم عاد الاعتراض علي الإعلان الدستوري المكمل وأطلق البعض عليه انقلاب لمنحه صلاحيات منقوصة للرئيس متناسين أن مصر بها حاليا رئيس وأن المجلس التشريعي تم حله وأن هناك لجنة تعمل حاليا لإعداد الدستور الجديد وأن المجلس سيسلم السلطة وهذه الصلاحيات بعد أيام. هل كل هذه الاحداث عفوية وهل لا يتوقع أحد أن فوضي الشارع لم توقف الاقتصاد وتفرض حالة احباط ويأس وتشوه صورة مصر في العالم؟ هل هذه هي المسئولية التاريخية التي وضعها الشعب في اعناق الاخوان والتيار الديني هل خلت مصر من العقلاء حتي تحتلها قوي الظلام ويصبح التهديد والوعيد هو سيد الموقف؟ بالتأكيد المستفيد من هذه الأزمة هم أعداء مصر ومن يريدون لها ان تنهار أو تتحول لدولة فاشلة في المنطقة فاستيقظوا!