الوضع فى مصر الآن خطير للغاية.. فهناك من يحاول جر مصر إلى حرب أهلية ويحاولون دائماً استدعاء النموذج الجزائرى أو اللبنانى إلى مصر بحجة أن المجلس العسكرى لا يريد تسليم السلطة ويسعى لتمكين النظام السابق من كرسى الرئاسة ولغة الحوار أصبحت مستحيلة بين جميع الأطراف والكل ممن لهم مصلحة يدفعون البلاد فى اتجاه الحرب الأهلية سواء فى الداخل أو الخارج حيث تحاول الولاياتالمتحدةالأمريكية وحلفاؤها إسرائيل وقطر أن يسحبونا إلى هذا الاتجاه الخطير سواء بتمويلهم الواضح لجماعة الإخوان المسلمين حيث صب بعض نواب الكونجرس الأمريكى غضبهم على أوباما لمنحه الجماعة مليارا ونصف المليار دولار ولا أحد يعلم ما هو ثمن هذه المنحة الضخمة كذلك هناك من يقوم بتحريض الشباب المصرى للخروج فى مظاهرات لتعيش مصر فى فوضى عارمة كما هو مخطط من قبل بالنسبة لمستقبل الشرق الأوسط الكبير ناهيك عما تفعله كل من إيران وحماس من حيل ومساعدات لتمكين التيار الإسلامى من السلطة أو الحرب الأهلية.. أما فى الداخل فنجد أن هناك مقاومة شديدة من قبل الإخوان المسلمين لرفض أحكام القضاء والتشكيك فيه ويتضح ذلك فى محاولة بعض أعضاء البرلمان المنحل من دخول المجلس لممارسة أعماله رغم صدور حكم المحكمة الدستورية العليا بعدم دستورية مجلس الشعب الحالى مما يستوجب حله.. كما كان هناك هجوم شديد من جانب بعض النواب السابقين المنتمين لحزب الحرية والعدالة على القضاء والقضاة قبل بدء المرحلة الثانية من الإعادة فى الانتخابات الرئاسية واتهامهم بالفساد وأنه يجب تطهير القضاء لأنه لم يعد فى مصر مؤسسة أو سلطة إلا وتم إهانتها والمطالبة بالقضاء عليها حتى المؤسسة العسكرية التى لولاها ما اكتملت ثورة 52 يناير 1102، فهى لم تسلم من الإهانة والهجوم عليها واتهامها بالطمع فى السلطة وأخيراً ما تشهده مصر الآن من صراع على كرسى الرئاسة حيث خرج علينا كل من الفريقين - شفيق ومرسى - بالإعلان بأنه الفائز وأن الآخر هو الذى قام بتزوير النتيجة دون انتظار حكم الجهة الشرعية المنوط بها إعلان النتيجة ضاربين عرض الحائط بالشرعية والقانون ناهيك عن تهديد الجماعة الإسلامية ومؤيديهم بالتصادم إذا ما فاز الفريق أحمد شفيق بكرسى الرئاسة.. كل هذا ينذر بأن هناك اتجاها قويا لدفع البلاد لنفق مظلم إذا دخلته مصر لن تخرج منه أبداً.. فليحفظ الله مصر ويلهم شعبها الثائر العقل والاتزان وأن يحترم الجميع أحكام القضاء والقانون حتى نتمكن من عبور هذا المنعطف الخطير والفارق فى تاريخ مصر.
