علي أنغام السمسمية, افتتح مساء أمس الدكتور محمد صابر عرب, وزير الثقافة, واللواء جمال إمبابي, محافظ الإسماعيلية, الدورة الخامسة عشرة الاستثنائية من مهرجان الإسماعيلية الدولي للأفلام التسجيلية والروائية القصيرة. والتي تستمر حتي الخميس المقبل.. وألقي وزير الثقافة كلمة قوية أهم ما جاء فيها أنه لا يمكن أن تقوم أي نهضة سياسية أو اقتصادية في أي أمة في غياب الفن والثقافة, في رسالة واضحة لمن يهمه الأمر. الطريف أن مشهد راقصي السمسمية والتنورة تعانق بشكل يدعو للدهشة والتأمل مع التواجد الأمني المكثف علي باب قصر ثقافة الإسماعيلية حيث أقيم حفل الافتتاح, في رسالة واضحة مفادها أن الحياة مستمرة والإبداع مستمر رغم كل شيء, ورغم الظروف السياسية والأمنية الدقيقة التي تمر بها مصر, ورغم اعتذار اثنين من أعضاء لجنة التحكيم الدولية قبل ساعات من موعد الانطلاق. قدم الحفل الفنان خالد أبو النجا, والمذيعة ماجدة القاضي, بحضور المخرج مجدي أحمد علي, رئيس المركز القومي للسينما ورئيس المهرجان, الذي ألقي كلمة بدأها بجزء من قصيدة علي اسم مصر للعبقري الراحل صلاح جاهين وشرح فيها كيفية النجاح في إقامة المهرجان رغم كل الظروف الصعبة, والناقد أمير العمري, مدير المهرجان ومهندس شكله الجديد الذي نقله إلي وسط مدينة الإسماعيلية وأضاف له العديد من الأقسام والأنشطة. بدأ الافتتاح باستعراض مسرحي سينمائي لتاريخ مصر أدته فرقة الرقص الحديث وصاحبتها ثلاث شاشات في عمق المسرح تعرض ما يتماشي مع كل رقصة تؤديها, من الفرعونية إلي رقصة تعبيرية عن ثورة25 يناير, مرورا بالتعبير الأدائي عن ريف مصر وصعيدها ومنطقة القناة, ورقصة عن نصر أكتوبر المجيد.. وشهد الحفل تكريم اسم مهندس الديكور السينمائي الراحل الكبير صلاح مرعي, وتسلمته زوجته المونتيرة رحمة منتصر, كما أقام المهرجان معرضا لأعمال وصور مرعي في مدخل قصر الثقافة.. ثم أقيم العرض العالمي الأول لثلاثية المخرج المصري العالمي الراحل شادي عبد السلام, والتي تحمل اسم الطريق إلي الله ويبلغ طولها حوالي ساعتين.. وعرض الفيلم يعتبر أيضا تحية إلي روح صلاح مرعي صديق ورفيق رحلة شادي عبد السلام, كما أن الدورة مهداة إلي روح مرعي, وهي الأولي التي تقام بعد رحيله في مارس من العام الماضي.. والمعروف أن مرعي تولي إدارة المهرجان قرابة10 سنوات متتالية. تحفة شادي عبارة عن ملاحم قديمة غير مكتملة ولم تعرض من قبل رممها وأعد نسختها المونتير والخبير السينمائي مجدي عبد الرحمن, وتعد جزءا من مشروع كبير كان يحلم به شادي واقترحه علي تلاميذه عندما كلفه وزير الثقافة الأسبق ثروت عكاشة بتولي مسئولية مركز الفيلم التجريبي عام..1976 وكان الحلم يتلخص في عمل سلسلة سينمائية تحت اسم في وصف مصر تشبها بالموسوعة العملاقة التي أصدرها علماء الحملة الفرنسية التي قادها نابليون بونابرت علي مصر عام.1798 الملحمة الأولي من الثلاثية تحمل اسم الحصن.. إدفو, وهي الجزء الأول من الحلم سواء من ناحية البدء في التنفيذ أو كموقع جغرافي يقع في أقصي الجنوب بالقرب من أسوان.. والملحمة الثانية هي الدندراوية.. دندرة, وتسير علي نفس النهج في الربط بين الحاضر والماضي, حيث ارتحل شادي وفريق عمله إلي معبد دندرة الذي أقامه البطالمة لتصوير المناظر الطقسية الموجودة علي جدران المعبد.. أما الملحمة الثالثة فهي بعنوان مأساة البيت الكبير.. أخت آتون, حيث يواصل شادي الإبحار شمالا ليصل قرب المنيا حيث تل العمارنة, وهي المدينة التي أنشأها إخناتون كأول يوتوبيا( مدينة فاضلة) في التاريخ. وتم خلال الحفل تقديم لجنة التحكيم الرئيسية التي تتكون من خمسة سينمائيين برئاسة الألماني الأمريكي هانز كريستيان مانك, وهو مؤسس ومدير القسم الناميبي في مؤسسة أفريكا أفينير في ويندهوك بناميبيا, ومؤسس مشارك للقسم الألماني في المؤسسة. الطريف أن مانك قبل المهمة في آخر لحظة بعد اعتذار رئيسة اللجنة السابقة الهولندية إيلي ديركس لأسباب أمنية.. كما اعتذر المخرج الفرنسي فانسان ديوتر لنفس السبب وفي الأيام الأخيرة أيضا لتحل مكانه الصحفية البرازيلية مارسيا كمارجوس. ويشارك نيقاتي سيمونيز, الكاتب والمخرج التركي, الذي أنتج العديد من الأفلام التركية, في عضوية لجنة التحكيم, وهو مؤسس شركة( زيز فيلمز) للإنتاج السينمائي. وتضم اللجنة المخرج والمصور السينمائي الأردني محمود المساد وهو من مواليد مدينة الزرقا, وقد درس السينما والفن في جامعة اليرموك بالأردن, وانتقل إلي أوروبا وعمره18 عاما للعمل في صناعة السينما بألمانيا وإيطاليا ورومانيا عام1988 وأخرج المساد حوالي12 فيلما قصيرا أهمها فيلمه الروائي الشهير الشاطر حسن الذي فاز بعدة جوائز وتم عرضه في مهرجان كان السينمائي الدولي, وأحدث أفلامه هو فيلم هذه صورتي عند موتي. أما العضو المصري في اللجنة فهو المخرج إبراهيم البطوط, الحاصل علي العديد من الجوائز العالمية عن أعماله الوثائقية ومن أهمها فيلم بغداد2004, نجيب محفوظ1999, وفاز بجائزة الثور الذهبي عن فيلم عين شمس عام2008 في الدورة الرابعة والخمسين من مهرجان تاورمينا بإيطاليا.