في كتابه المشروع القومي العربي في سينما يوسف شاهين الصادر باللغة الانجليزية عن الجامعة يوضح المؤلف ماليك خوري مدير البرنامج السينمائي للجامعة الامريكية. ان شاهين الذي ولد عام1926 في الاسكندرية قد اكتسب احترام العالم وجميع المهرجانات العالمية سواء في موسكو أو فينيسيا أو برلين واختتمها بجائزة السعفة الذهبية عن فيلمه المصير جسد في أفلامه كفاح الجماهير العربية والمصرية ضد الاستعمار حتي الاستقلال الوطني وهزت أفلامه أركان الشرق الأوسط بتركيزها علي مسيرته منذ عام1909 وخاصة سنوات الحرب العالمية الأولي والثانية وخاصة سنوات الجوع ومسيرات العمال واحتجاجات الفلاحين والعاطلين كما سجلت أفلامه بدء مرحلة التطرف الاسلامي والاصولية وبزوغها مع تراجع المد القومي من الطلاب والشباب وانفجار غضبهم. كما عكست أفلام يوسف شاهين الصراع مع الغرب ومأزق الحب والكره للآخر والتغير الاجتماعي وقضايا المرأة ودورها في اطار تحرك المجتمع للتحرر الوطني من الاستعمار ويوضح الخوري أن وظيفة الكتاب هي العمل كوكالات ثقافية تحديثية عبر ارتياد أفاق القضايا الكبري مثل الفجوة بين الطبقات وبين الأغنياء والفقراء والعولمة الرأسمالية والقضية الفلسطينية والأقليات والقلق العالمي والاقليمي من تصاعد مد الاصولية والتطرف الاسلامي وتداعياتها علي المجتمع العربي وقد حظيت أفلام شاهين باهتمام كبير من جانب النقاد والمخرجين في أوروبا وخاصة فرنسا وافريقيا واسيا وأمريكا اللاتينية, كان الاهتمام محدودا في أمريكا والذي تزايد بشكل كبير في العقد الاخير من حياة يوسف شاهين بعد أن أصبح وجود الأفلام العربية والمصرية راسخا في مهرجانات كندا وأمريكا وذلك مع الاهتمام بترجمة انجليزية للأفلام العربية والمصرية وظهور جماعة السينما ودراسات الاعلام واهتمامها بالسينما العربية عامة والمصرية علي وجه الخصوص بسبب تاريخها الطويل وامتلاكها بنية اساسية سينمائية مثل الاستديوهات والعاملين من أبرز كوادر صناعة الفن السابع والتي تعتبر الأبرز في قارات افريقيا واسيا وأمريكا اللاتينية. وبالرغم من المكانة الراسخة التي احتلتها السينما المصرية في الخطاب الثقافي والسياسي العربي إلا أن الاهتمام النقدي قد اقتصر بشكل تقليدي علي عدد من المخرجين مثل صلاح أبو سيف لكن حظي يوسف شاهين باهتمام ملحوظ. كما أصدر معهد السينما البريطاني عام2000 أول كتاب باللغة الانجليزية عن سينما يوسف شاهين في اطار سلسلة من الدراسات لكبار مخرجي السينما العالمية في أول محاولة لتقديم رؤية عربية عن شاهين للقارئ الغربي. واعتبر الكتاب ان سينما شاهين كانت بمثابة ممارسة ثقافية داخل اطار تاريخي اجتماعي كما انتهج شاهين منهجا قام علي استيعاب الايديولوجيا وامتصاص أبعادها خاصة في مراحل مهمة في التاريخ العربي. كما أشار ماليك إلي الكتاب الذي أصدره ابراهيم العريس الناقد السينمائي المعروف في صحيفة الحياة يوسف شاهين: قبضة متمرد ورؤية طفل والذي قدم قراءة شاملة للمسيرة السينمائية للمخرج الكبير الراحل وانطلقت تلك القراءة من علاقة الصداقة التي جمعت ابراهيم العريس بكبار مخرجي السينما المصرية وبشاهين نفسه وقبل بروز النقاد السينمائيين. وهو كتاب مهم جدا لأي باحث متخصص في السينما العربية والمصرية. ويذكر الخوري في مقدمة الكتاب أن يوسف شاهين نجح في صياغة ومزج الفن الشعبي بالسينمائي والتاريخ الفرعوني بالمعاصر.