ماهذه القدرة علي العلو والسمو.. وذلك الاستعراض الرائع لتلك الطيور الهائمة في الفضاء.. لوحة جميلة ألوانها دافئة.. حين هبطت الشمس وهدأت حمأتها وأصفر لونها.. وأعطت لونا أرجوانيا جميلا من خلال ندف السحاب.. جلس يتأمل أشعة الشمس المنعكسة علي صفحة المياه.. وقد أوشكت علي الاختفاء.. الرمال من حوله ناعمة.. وهذا النخيل الفارع الطول بجريده الاخضر.. منثور هنا وهناك.. يتماوج في وقار.. لاتقدر علي اقتلاعه الاعاصير والامواج.. سيمفونية رائعة تعزفها الامواج التي تعلو وتنخفض وقد داعبته ببعض رذاذها الذي لم ينفضه.. مستسلما لسلطان النوم الطاغي الذي لايقف في طريقه أحد.. دقائق يختلسها الجسم فوق وسادة ناعمة.. غفوة تتأرجح بين الاستغراق في النوم وحدود هامش الوعي. هبط الظلام فتجلت روعة وجمال النجوم التي ترصع السماء.. كانت بقايا سحب لاتزال باقية في السماء.. استيقظ علي تقلص معدته.. بعد ان عاودته الالام.. لابد من الذهاب الي طبيب الجهاز الهضمي.. لاسكات تلك الآلام.. بعد اطلاع الطبيب علي أشعة الجهاز الهضمي.. ونتائج التحاليل دهش لأنه لم ير آية اعطاب عضوية.. سأله الطبيب: عن أطعمة التيك اواي الغنية بالمشهيات والتوابل الحارقة..؟ فأجابة: بأنه متزوج ويحب جدا طعام زوجته التي فهمت ان اقصر الطرق لقلب الزوج هو معدته.. لكن ما أن يفرغ من الطعام حتي تشتد عليه آلام المعدة.. بسأله الطبيب اذا كان يحب زوجته..؟ فأجابة: ان روحها ملائكية.. طيبة وطيعة.. كيف لهذه الزوجة ان لاتحب. قال الطبيب: إن جهازه الهضمي سليم وماينتابه من آلام سببها نفسي لاعضوي وأضاف الطبيب: إن من لم يشم زهرة قط.. ولم يتأمل نجمة في السماء.. ولايفعل في حياته سوي العمل ولا شيء غيره.. شخص كهذا ليس انسانا.. قال للطبيب: إن صدره بستان من زهر الفل والياسمين ابتسم الطبيب قائلا: لابد من استشارة الطبيب النفسي.. .. مازالت الآلام تعاوده.. بعد تناوله لطعام زوجته الذي يحبه.. وهي لاتدخر وسعا في طهي مايحبه من طعام.. أخبرها بما قاله طبيب الجهاز الهضمي.. انه لابد من استشاره الطبيب النفسي.. بعد عدة اسئلة من الطبيب النفسي.. طلب منه اصطحاب زوجته في الزيارة المقبلة.. ويسألها الطبيب النفسي عن نوع الدردشة والكلام اثناء تناول الطعام.. ؟ وتجيب الزوجة: إنها تدور حول مشكلات الأسرة.. واحتياجات المنزل والأطفال من مصروفات.. وكثيرا ما تعرج علي مشكلات الأهل.. وبعض الديون المتراكمة وغيرها.. طلب الطبيب من الزوجة: التوقف عن الشكوي أثناء تناول زوجها الطعام.. واستجابت الزوجة لطلب الطبيب.. بعدها سكنت آلام المعدة.. بين دهشة الزوجة.. التي اعتذرت لزوجها انها كانت السبب في آلامه.. وكيف ان العلاج لم يكن في العقاقير.. وانما في اشياء بسيطة. محمد محمود غدية المحلة الكبري [email protected]