[عمرو خالد للأهرام المسائي:brالخطاب الديني يجب أن يكون مواكبا لاحتياجات الوطن.. ولا يستغل للدعاية الانتخابية] عمرو خالد داعية إسلامي استطاع أن يجمع الكثير من الشباب و السيدات حول فكره الذي يحض علي الإيمان و حسن الخلق و التعايش و تنمية المجتمع.. ناله هجوم شديد من بعض العلماء و المشايخ السلفيين.. تم إبعاده عن مصر لمدة ثمان سنوات ثم عاد بعدها ليمارس عمله الدعوي و التنموي.. يري أن مصر لم تنضج سياسيا حتي الآن و أن مقارنتها بالنموذج التركي مقارنة ظالمة لمصر.. يؤكد أن رئيس مصر القادم سوف يواجه الكثير من المشاكل و العقبات و علي رأسها الملف الاقتصادي.. أعلن عن تأسيس حزب سياسي يقول أنه حزب من أجل مصر المستقبل و ليس حزبا دينيا.. عمرو خالد الداعية المثير للجدل له الكثير من الأفكار و الرؤي حول الوضع الراهن الذي تعيشه مصر الآن.. كما أن له فكر جديد يقدم به حزبه مصر المستقبل.. و للتعرف علي فكر و رؤي عمرو خالد أكثر كان لنا معه هذا اللقاء. ** لماذا الإعلان عن تأسيس حزب سياسي الآن ؟ * الانتخابات الأخيرة أثبتت أنه كان هناك ثلاثة عشر مرشح يحملون أفكار رائعة و منهم شخصيات رائعة و لكن أثبتت التجربة أن الأشخاص الرائعة و الأفكار الرائعة وحدها لا تكفي و ذلك لأن الاثنين الذين وصلوا إلي جولة الإعادة هما من يملكان كيان مؤسسي حزبي قوي فالأفكار الرائعة لا تنجح إلا بمؤسسة حزبية قوية تحمل صوتها و أنا أعمل في المجال التنموي منذ سنوات و لكن هذا وحده لا يكفي لأن اللقطة الحالية في مصر تحتاج إلي مؤسسات قوية و هذه نقطة أولي أما النقطة الثانية أن كثير من المصريين أحبطوا و أصيبوا بحيرة بعد نتيجة الجولة الأولي لأنهم لا ينتمون الي هذا الاتجاه أو ذاك و هذا لا يقلل من هذا الاتجاه أو ذاك و لكن هناك ملايين المصريين لا يريدون إختيار أي مرشح فدورنا نحن أن نستوعب آمالهم و طموحاتهم في النظر الي المستقبل. و السبب الأساسي لإعلان الحزب الآن و ليس من قبل أن الفترة الأخيرة كانت مليئة بالصراع علي السلطة و نحن لم نشأ أن نكون في موقف المتلهف عليها في هذا التوقيت فانتظرنا إلي أن تم توزيع ما يمكن توزيعه و انتهت عملية التوزيع و لأننا لا نريد شيئا أعلنا عن الحزب و هو ليس حزبا دينيا و لكنه حزب بمرجعية مصرية يهدف أساسا للتنمية و سوف ننزل الي القري ثم المراكز ثم المحافظات و سوف نهتم بقضايا هامة و ماسة للمواطن مثل المياه و التعليم و الصرف الصحي أي كل ما تحتاجه القري المصرية و سوف نبدأ من القاع إلي القمة و هذا منهجنا و هو منهج جديد. ** هل سيضم الحزب شخصيات بارزة سياسيا أو دينيا و ما هي مصادر التمويل ؟ * الحزب مبني علي ثلاث مبادئ المبدأ الأول التنمية فهو لا يسعي الي المواجهات السياسية بقدر ما يسعي لضم رموز تنموية مهتمة بالعمل التنموي و المبدأ الثاني هو تمكين الشباب لأن استيعاب الشباب و تمكينهم هو الأولوية الأولي الآن و سوف نركز علي ذلك و ليس علي تواجدهم فقط حيث سيكون لهم أدوارا سياسية في المستقبل. و أنا لست رئيس الحزب و لكنني وكيل المؤسسين و أما المبدأ الثالث هو الانتماء للوطن وحزب مصر المستقبل ليس حزبا دينيا و الشخصيات التي سوف تكون في الحزب أنا لست مخولا للإعلان عنها الآن و هي شخصيات بارزة و سوف تطرح و يتم الإعلان عنها مع تكوين الهيئة العليا للحزب. أما مصادر التمويل فهي من اشتراكات الشباب و هم أعداد ضخمة لنه حزب للشباب و المال القليل من أعداد ضخمة سوف يكون كثيرا. ** في المشهد السياسي الملتبس الذي تعيشه مصر الآن أين موقع عمرو خالد من القوي الدينية و القوي الثورية الأخري ؟ * أنا وسطي لا أصادم و أحترم الجميع و إذا كان لدي آراء أو انتقادات أقولها بشكل مغلف لتحتمل المعني العام و ليس الخاص و يجب عدم الخوض بين المقدس و الاختيارات الحزبية و قلت أن الاقتصاد المصري في وضع خطير و يجب الانتقال به إلي الأمام و أعتقد أن الإيمان قوة دافعة كبيرة جدا لنجاح المجتمع المصري لأنه مجتمع متدين و مؤمن مسلمين و مسيحيين. و أشدد علي أن النخبة يجب أن تكون عاقلة و تعلي مصلحة الوطن علي أي مصالح شخصية و يجب أن تكون راشدة و مخلصة للوطن قبل أية اختيارات أخري و علي النخب المثقفة في مصر أن تكون علي قدر تحمل المسؤولية. ** ما هو حجم مشاركتك في ما يدور في مصر الآن سواء علي المستوي الدعوي كداعية إسلامي أو كمواطن مهتم بشئون بلاده ؟ * أنا أركز علي المستقبل و هذا اختيار لأننا لن نصنع الأحداث الحالية و لن نكون طرفا في صناعتها.. و يصعب علي أن أشارك في حلول هذا الوضع و لكن أنا أجيد المشاركة في المستقبل و الدليل علي ذلك أنه في خضم الصراع الذي دار و يدور صناع الحياة يبنون و يعملون و يعلمون60000 أمي و يواجهون المخدرات في المدارس و الجامعات لأن دورنا في المجتمع المصري هو النظر الي المستقبل و ليس الدخول في أي صراع. ** أعلنت عن اتصالات مع الدكتور البرادعي و حمدين صباحي و الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح لو تم اللقاء ماذا ستبحثون ؟ و كيف سيكون التعاون معهم ؟ * الأدوار الوطنية المشتركة التي نستطيع أن نشارك فيها لخدمة بلدنا جميعا دون النظر إلي أيه اختيارات حزبية أو أية مواقع مع إخلاص الجهود في خدمة مصر كل الناس سوف تكون صفا واحدا. ** ما تعليقك علي الحكم الذي صدر بحق الرئيس مبارك و حبيب العادلي و باقي المتهمين في محاكمة القرن ؟ * كلمة واحدة و هي يجب إحترام القضاء. ** كيف تقيم أداء الإخوان و السلفيين منذ وصولهم للبرلمان و حتي الآن ؟ * دعنا نكون واقعيين مصر حدث بها عملية تجريف للعقول في ال30 سنة الماضية و لم تتح فرصة لأي طرف أن يتدرب تدريبا صحيحا فبالتالي أي أحد يمارس عمل سياسي في الوقت الحالي سينقصه النضج إلي أن نتعود علي التجربة الديمقراطية ونمارسها و تحدث التجربة و الخطأ إلي ان تنضج الأفكار و أعتقد أن أي احد في مصر يعمل في المجال السياسي في الأربع سنوات القادمة أكيد سوف يقع في أخطاء كبيرة أيا كان اتجاهه وذلك نتيجة لعدم التدريب و مقارنتنا بالنموذج التركي مقارنة ظالمة لنا لأن الأتراك يمارسون عمل به حرية من الجامعات مرورا بالأحزاب الي المحليات. وشخصية مثل أردوغان بدأت من مركز محلي الي بلدية اسطنبول الي رئاسة الوزراء.. فالتجربة في تركيا تجربة سياسية ناضجة مرت بمراحل تعلموا فيها و أخطئوا ونحن لم نمر بذلك فبالتالي كل من سيعمل بالسياسة معذور إلي أن تنضج التجربة في مصر. ** كيف تري مستقبل مصر في حال وصول مرسي للرئاسة ؟ وكيف تراه في حال وصول شفيق؟ * بصرف النظر عن من سيصل إلي الحكم فالأمر فوق قدرة أي جهة واحدة لأنها لن تستطيع حل ما يحدث في مصر و أي رئيس جمهورية سيأتي ستواجهه مشاكل اقتصادية ضخمة من أول البطالة إلي رغيف العيش إلي فاتورة الغذاء إلي مشكلة الدعم يعني قضايا ثقيلة جدا جدا بصرف النظر من سيأتي السؤال هو من يستطيع أن يتعاون مع كل الجهات الموجودة في مصر ليصل بها إلي مستقبل أفضل. ** أنت كداعية إسلامي لماذا لم يكن لك أي تعليق علي ما تردد أن التصويت لمرشح حلال و لمرشح آخر حرام ؟ * أنا عملت أكثر من ثلاث لقاءات و تحدثت فيها عن خطورة الخلط بين المقدس و الاختيارات الحزبية و أن هذا يضر بالمقدس و يضر بالوطن وأن النبي صلي الله عليه و سلم لم يفعل ذلك و الصحابة لم يفعلوا ذلك و لا يصح أن نستخدم المنبر المقدس و نحوله إلي اختيار حزبي. ** عمرو خالد تعرض لأكثر من هجوم سواء من علماء أو مشايخ وغيرهم هل تري أنك داعية مثير للجدل ؟ * أنا أقبل أي نقد إذا كان بناءا أما أن يهاجم شخص لمجرد الهجوم و النقد فأنا لا اقبل و أنا بطبيعتي لا أرد إلا علي النقد البناء أما غير ذلك فلا أعلق. ** هل سيكون لك منهج آخر في الدعوة بعد تأسيس الحزب ؟ * لن يكون لي منهج مختلف في الدعوة بعد تأسيس الحزب لأن الحزب ليس دينيا و سياسته و أفكاره لا تتعارض مع دعوتي فهو حزب تنموي من أجل مستقبل مصر و دعوتي قائمة علي التنمية والتعايش وصنع الحياة ولابد أن نفرق بين الحزب والعمل الدعوي وأنا وكيل مؤسسي الحزب و لن أن أكون رئيسه و هذا لا يتعارض مع منهجي الثابت في الدعوة. ** ما هو السبب الرئيسي لقرار إبعادك عن مصر في عهد النظام السابق و من كان وراء قرار الإبعاد؟ * النظام السابق أبعدني من عام2002 حتي عام2010 و كنت ممنوع من دخول مصر من عام2002 حتي عام2005 و بعد2005 كنت آتي إلي مصر زائر فقط أما أسباب إبعادي و من وراء القرار و كل هذه التفاصيل سوف أتحدث عنها و لكن ليس الآن لأن الوقت المناسب لم يأتي بعد و أنا لا أحب سياسة التشفي و لكن سيأتي الوقت الذي أجيب فيه عن كل الأسئلة و اكشف كل الحقائق. ** بدأت دعوتك بالإيمان ثم الأخلاق ثم التعايش هل تقبل فكرة التعايش حتي لو مع إسرائيل؟ * التعايش ممكن ومقبول ولكن الذوبان ليس ممكن ولا مقبول و كل الشعوب لابد لها من التعايش حتي تسير الحياة و تتلاقي مصالحها أما بالنسبة للتعايش مع إسرائيل فهذا لا يمكن إلا بعد استرداد كامل الأرض المحتلة و بعدها يمكن التعايش و ليس الذوبان. ** ما رأيك في حرية الإبداع ؟ * أنا مع حرية الإبداع و لست ضد الفن شئ مهم للأمم فلا تنهض أمة بدون فن و ثقافة لأنهما يحركان الوجدان ويساعدان علي العمل و بث الروح الايجابية و لا حضارة لأمة بدون فن و إبداع أما إذا كان الفن هابطا يشد المجتمع إلي أسفل فهذا ليس بفن علي الإطلاق. ** ما تعليقك علي الدعوي التي أقيمت ضد عادل إمام و التي تتهمه بازدراء الأديان ؟ * أنا لم أقرأ الدعوي ولذا ليس عندي أي تعليق. ** ما رأيك فيما طالب به الإخوان المسلمون بأن لا يكون الأزهر هو المرجعية الوحيدة في الأمور الدينية ؟ * الأزهر هو المؤسسة الوسطية السمحة التي حافظت علي هوية مصر عبر القرون وهو منارة علمية ودينية كبيرة ولابد لنا أن نحترم هذه المؤسسة الكبيرة و أن نحافظ عليها وعلي دورها الديني و العلمي والتنويري ولا نحاول أللاقتراب منه أو التقليل من شأنها لأن الأزهر سيظل هو المؤسسة الوسطية السمحة و أنا أرفض أي فكر يحاول إجهاض دور الأزهر أو تهميشه و ضد من ينادي بذلك. ** من هم جمهور عمرو خالد ؟ * جمهوري متنوع من الشباب والنساء وهم يعملون في مجال التنمية وأنا أحافظ علي ذلك و سعيد به و هذا دوري الأساسي. ** ما تقييمك للغة الخطاب الديني في مصر الآن؟ * الخطاب الديني يجب أن يكون مواكب لاحتياجات الوطن في مواجهة البطالة ويجب أن يتحدث عن العمل و عن الإنتاج و عن الوحدة و التعايش يجب أن يكون الخطاب الديني مواكبا لاحتياجات العصر و يجب أن لا يستغل للدعاية الانتخابية. ** بماذا تنصح القوي الثورية ؟ * أنصحهم بالنظر إلي المستقبل والبناء