عاشت مدينة بورسعيد أمس ساعات عصيبة للغاية بعدما أضرب الآلاف من سائقي سيارات الميكروباص عن العمل علي جميع خطوط المدينة احتجاجا علي ارتفاع أسعار السولار وقلة المعروض منه بمحطات الوقود بالمدينة نظرا لمشاركة المئات من سيارات الميني باص والاتوبيسات الناقلة للعاملين بالمنطقة الحرة العامة( الاستثمار) الوافدين من المحافظات المجاورة لهم في حصة بورسعيد من السولار وهو ما يضطرهم للانتظار بالساعات للحصول علي الوقود المغالي في سعره. وجعل الإضراب مواطني المدينة في مأزق حرج لتعطل مصالحهم فشلهم في الوصول لأعمالهم صباحا وتحول الأمر إلي مأساة مع فشل الطلبة المرتبطين بامتحانات نهاية العام من الوصول للجان الامتحانات في المواعيد المحددة, ومع حدوث بعض الاشتباكات بين المواطنين وبعض سائقي الميكروباص الرافضين للعمل. ووسط شوارع بورسعيد التي تحولت لساحة من الفوضي المرورية وأماكن انتظار للمواطنين الساعين لإقناع سائقي الميكروباص بالتراجع عن موقفهم سجلت سطور الأهرام المسائي صرخات المواطنين مما يتعرضون له في غياب الأمن والمحافظة والضمير. قال محمد الحديدي من سكان منطقة الزهور إن اطمئنان أصحاب وسائقي الميكروباص لعدم وجود بديل لهم هو الذي أغراهم بالإضراب الشامل والمفاجئ دون الالتفات لمصالح الناس وتلك المهزلة يتحمل المسئولون بالمحافظة الحاليون والسابقون والذين ألغوا مرفق النقل العام الداخلي التابع للمحافظة وسهلوا لسائقي الميكروباص مهمة افتراس المواطنين المضطرين للتعامل مع احتكارهم المقيت للخدمة ولاأدري أين مسئولو المرور من هؤلاء المضربين الذين تورطوا علنا في جريمة الامتناع عن توصيل الزبائن؟ وأين هم من التاكسيات الذين استغلوا الاضراب وضاعفوا الأجرة ليصلوا بها إلي10 جنيهات للتوصلية وحققوا مكاسب إضافية تحت سمع وبصر كل رجال المرور ومباحث المرور؟ وقال السيد عبد السميع من حي الضواحي أنه لا يوافق علي الاضراب الشامل لسائقي الميكروباص الذين كان عليهم تحمل مسئولياتهم تجاه مواطنيهم وذلك بالاضراب الجزئي لاعلان موقفهم وتنبيه المسئولين لعدالة قضيتهم ولكنه في المقابل لا يوافق علي استيلاء ميكروباصات وأتوبيسات العاملين بالاستثمار علي حصة بورسعيد من السولار. ويقول عبد القادر أحمد سائق ميكروباص إن السائقين اضطروا لما فعلوا بعدما طفح بهم الكيل حيث إن صفيحة السولار التي لايزيد سعرها علي22 جنيها يشترونها مرغمين بحوالي35 جنيها, ويضطرهم التكدس أمام محطات السولار للانتظار أكثر من ساعتين للتموين يوميا وهو ما يعطلهم عن العمل ويجعل الايراد متواضعا للغاية خاصة مع فوضي الاشغالات الموجود علي خطوط السير والتي تضاعف مدة التوصيلة وتستهلك السولار بلا طائل.. وأضاف أن الوقت قد حان لمنع تموين السيارات الميني باص والاتوبيسات القادمة لمنطقة الاستثمار من التزود بالوقود من محطات المدينة التي تكفي سيارات بورسعيد بالكاد.