تسببت المشادات الكلامية والتراشق بالألفاظ بين محاميي المدعين بالحق المدني ودفاع المتهمين في القضية المعروفة إعلاميا بمذبحة بورسعيد المتهم فيها73 شخصا وراح ضحيتها74 شهيدا ومئات المصابين عقب انتهاء مباراة ناديي الأهلي والمصري مطلع فبراير الماضي في استعانة قوات الأمن بعدد من جنودها للفصل بين الطرفين بالصفين الأول والثاني للقاعة بعد رغبة كل طرف في توجيه الأسئلة للشهود باسلوب يوجه سير القضية لصالحه. واحتد رئيس المحكمة علي الجميع بقوله: رجال القانون لابد ان يكونوا قدوة للجميع ومن يرد أن يثبت شيئا فعليه بالهدوء واحنا مش جايين نتفرج علي بعض, ودي قضية الكل يتفرغ لها لاتمامها لانها تخص مصر كلها وأولهم شعب بورسعيد ولن أكمل إلا بعد عودة الهدوء مرة أخري. وارجعت محكمة جنايات بورسعيد المنعقدة في اكاديمية الشرطة برئاسة المستشار صبحي عبدالمجيد تأخر انعقاد جلستها أمس إلي انتظارها للساعة12 حضور أحد الشهود الذي كان يؤدي الامتحانات ووجه رئيس المحكمة كلامه لدفاع المتهمين قائلا: لو كان هناك أحد الشهود غير مؤثر في الدعوي يجب التنازل عنه, وهذا لا يعني ان يتنازل الدفاع عن سماع شهود الاثبات ولكن ذلك حرصا علي وقت المحكمة. وناقشت المحكمة شاهد الإثبات محمود كامل مرسي الذي شدد علي أن اعتداء جماهير النادي المصري البورسعيدي علي جماهير الأهلي كان وحشيا وأنه استمر نصف ساعة خلف بعدها كل هؤلاء القتلي. وقال إن جماهير الأهلي استقلت القطار من القاهرة متجهة إلي بورسعيد وكان معتادا النزول في محطة بورسعيد ولكني فوجئت بانزالنا قبل المحطة بكثير, وبعدها حضرت الاتوبيسات ونقلتنا للاستاد وأثناء المباراة فوجئنا بشماريخ بمدرجات المصري وبعض الجماهير تلقي الحجارة علينا وعقب انتهاء المباراة اجتاح التراس المصري أرض الملعب وبعد عشر دقائق اغلقت الأنوار ونزل الناس من المدرجات. وأضاف الشاهد أنه أثناء وقوفه أعلي المدرج, لم يشاهد سوي حالات الاعتداء والضرب, مضيفا انه أثناء وقوفه طلب منه أحد الأشخاص خلع التشيرت الخاص بالنادي الأهلي, وكان بجواري صديق لي أول ما خلع التيشيرت واحد ضربه علي دماغه بالجنزير. وأشار الشاهد إلي أنه تعرف علي من اعتدي علي صديقه لأنه كان يقف أمامه مباشرة وأضاف: تعرفت علي المتهم من بين صور كثيرة أثناء التحقيق معه في النيابة. ووجه دفاع المتهمين للشاهد بعض الأسئلة منها أين توجه بعد التعدي علي زملائه, فرد الشاهد: ذهبت أعلي المدرجات شمال( هل شاهدت واقعة إسقاط أحد التراس اهلاوي من أعلي المدرجات, فرد الشاهد: لا ونفي الشاهد أن يكون تعدي عليه أحد وتساءل الدفاع: هل كان مع التراس اهلاوي شماريخ؟ فرد الشاهد: نعم كان معهم نحو8 شماريخ, وسأله المحامي عن مدة تعدي المتهمين علي المجني عليهم, فرد الشاهد: نحو نصف ساعة متي كان تدافع جماهير المصري نحو جماهير الأهلي, فرد الشاهد: كان بعد المباراة. بينما قام4 من المتهمين أثناء استماع المحكمة للشاهد ال34 بأداء صلاة الظهر في جماعة داخل القفص. واعترض أحد دفاع المتهمين علي عدم حضور باقي الشهود وطلب تأجيل نظر القضية لحين استدعاء الشهود وان يحضروا في يوم واحد وارجع ذلك لعدم ارهاقهم بالسفر يوميا فردت المحكمة عليه: انت عايز68 شاهدا في يوم واحد ازاي, أنا حددت في جلسة امبارح15 شاهدا أملا في أن يحضر منهم7 شهود لان معظم الشهود طلاب وعندهم امتحانات. وصمم دفاع المتهمين علي طلب وزن باب الاستاد الذي سقط علي جماهير الأهلي ومساحته, فطلب رئيس المحكمة منهم تحديد مكان الباب لتتمكن المحكمة من تنفيذ الطلبات. وطلب دفاع المتهم22 بأن يتم عمل تقرير عن الحالة الصحية لموكله وإن كانت تسمح له بالحضور أم لا, فأشار القاضي إلي ان التقرير وصل للمحكمة ورفض الطلب الثاني الخاص بإجراء كشف طبي لتحديد ما إذا كان موكله يتعاطي مخدرات أم لا, وطلب أحد دفاع المتهمين بإخلاء سبيل المتهمين الأحداث. وأشار سامي فوزي شعراوي أحد الشهود إلي أن معظم أهالي بورسعيد انتظروا جماهير الأهلي خارج الاستاد بالسنج والمطاوي وان الأمن اخرجهم من الاستاد للمحطة عن طريق مصفحات الشرطة, التي تعرضت إلي القذف بالطوب والحجارة فضلا عن سب الجماهير. وأوضح شعراوي ان جماهير الأهلي كانوا عبارة عن أعضاء رابطتين فقط هما ديفلز والتراس وان عددهم بين1500 و2000 مشجع. كما استمعت المحكمة للشاهد ال16 بالقضية محمد عبدالوهاب حافظ والذي رفض تحديد النقطة التي كان موجودا بها وقت الاعتداء علي صورة جلبها الدفاع للاستاد مطابقة لما أعدته النيابة العامة في تحقيقاتها. واحتج أحد المدعين بالحق المدني علي طلب الدفاع وقال لرئيس المحكمة: الناس ماتت في المباراة واحنا بنموت في المحاكمة, وطالب بإثبات أن مجزرة بورسعيد هي هجوم إسرائيلي منظم علي جماهير النادي الأهلي لايقاع الفتنة مع أهالي بورسعيد باستهداف ضحايا الأهلي.