لاقت التعهدات التي أطلقها الدكتور محمد مرسي مرشح جماعة الإخوان المسلمين في انتخابات الرئاسة وإعلانه عن ضمانات لجميع فئات المجتمع وتحويل منصب الرئيس إلي مؤسسة رئاسية, وتشكيل حكومة ائتلافية برئيس غير إخواني, هجوما واسعا في الأوساط الحزبية وبين الحركات والائتلافات الثورية. وشن معارضو مرسي هجوما عنيفا علي الجماعة ومرشحها واعتبروا تعهدات الأخير مثيرة للشك ومغازلة للقوي السياسية ومجرد وعود زائفة ومخطط إخواني للاستيلاء علي الوطن. وقال طارق سباق نائب رئيس الهيئة البرلمانية لحزب الوفد: إن الدكتور محمد مرسي فقد مصداقيته ومن الصعب تصديق أي شيء يقوله, متسائلا: هل الوثيقة ستكون ملزمة بعد الانتخابات أم لا, وفي حالة عدم التزامه بها ماذا سنفعل؟ وأضاف أن خطاب مرسي مجرد محاولة لكسب أصوات الناخبين من الأقباط والشباب, خاصة بعد ظهور نتائج الانتخابات وصعوبة موقف الإخوان. وقال المهندس باسل عادل عضو المكتب السياسي لحزب المصريين الأحرار: إن هذه التعهدات مغازلة لكل الأطياف السياسية وفئات الشعب المصري, مؤكدا أن ما نعانيه مع الإخوان هو عدم الوفاء بالوعود. وأشار إلي أن المخاوف تكمن في سيطرة الإخوان علي جميع أجهزة الدولة الأساسية من وزارات وهيئات ومؤسسات وليس علي إلقاء خطابات ووعود. ووصف الدكتور رفعت السعيد رئيس حزب التجمع مرشح الجماعة بالثعلب الذي قال إنه يحاول تقديم وعود زائفة لكسب أصوات الناخبين, مشيرا إلي أن الجماعة تعاني نقصا شديدا في جماهيريتها. في المقابل, أكد الدكتور أيمن نور رئيس حزب غد الثورة أن خطاب مرسي إشارة إلي استجابات مطلوبة للوثيقة التي تم عرضها علي الدكتور محمد مرسي خلال لقائه بالقوي السياسية, لكن ما يهمنا هو ضرورة التوقيع علي وثيقة العهد لإصدارها وإعلانها أمام الشعب بأكمله. ووصف الدكتور يسري حماد عضو الهيئة العليا لحزب النور والمتحدث الرسمي للحزب خطاب مرسي بالجيد الذي يعبر عن استمرار مسيرة الثورة, وقال: أتمني أن تكون هذه الوثيقة مكتوبة حتي تبدأ القوي الوطنية الحشد الحقيقي ليس من أجل مرسي ولكن من أجل دولة ما بعد الثورة. من جهة أخري, قال أحمد ماهر المنسق العام لحركة6 إبريل: إن تعهدات مرشح حزب الحرية والعدالة غير كافية أو ملزمة له أيضا, فضلا عن كونها لم تبدد مخاوف الكتلة القبطية من فكرة الدولة المدنية بعد ما تجاهل مرسي في تعهداته تأكيد مدنية الدولة تماما. وأضاف: يجب علي الإخوان أن يدركوا اللحظة الفارقة, وأن يكون خطابهم أكثر تحديدا والتزاما, وليس مجرد تعهدات فضفاضة. من جانبه, أكد طارق الخولي عضو المكتب التنفيذي لائتلاف شباب الثورة تأكيد مدنية الدولة ولا وجود للدولة الدينية والالتزام بتنفيذ باقي مطالب الثورة من تطهير لمؤسسات الدولة, وإعادة محاكمة قتلة الثوار ومن قبلهما تشكيل الجمعية التأسيسية لوضع الدستور من كل التيارات السياسية دون هيمنة من حزب الحرية والعدالة عليها وهي ثوابت ثورية يجب علي جماعة الإخوان المسلمين وضعها في الحسبان لدعمهم في منافسة المرشح أحمد شفيق في جولة الإعادة. وقال الدكتور أحمد دراج القيادي بالجمعية الوطنية للتغيير: إن تصريحات المرشح باختيار نائب له من مرشحي الثورة في سباق الرئاسة واستقالته من رئاسة الحزب, وتشكيل حكومة ائتلافية تحتاج إلي تدقيق من جانب القوي السياسية للوقوف علي جديتها وتوثيقها لإلزام الإخوان بتنفيذها. وأضاف: يجب علي الإخوان الكف عن الوعود الظاهرية التي لا تسمن ولا تغني من جوع قبل خطف الثورة علي يد مرشحي النظام البائد. وأكد الدكتور هيثم الخطيب عضو المكتب التنفيذي لاتحاد شباب الثورة أن تعهدات الدكتور محمد مرسي ما هي إلا مغازلة سياسية لأصوات الجماهير وليست مجرد نية حقيقية علي حد قوله قابلة للتنفيذ, مطالبا مرشح الإخوان بالإعلان عن أسماء نوابه من الفريق الرئاسي قبل خوضه جولة الإعادة.