رأيت السيف يهوي علي رقبة أخي فيذبحه في الحال أمام عيني بهذه الكلمات بدأ رمضان40 سنة مراكبي أحد الاشقاء السبعة لمحمد صبحيكبير العائلة يروي تفاصيل مأساة ذبح شقيقه, وما أن تذكر بشاعة المشهد حتي بدأ جسده ينتفض وارتجفت شفتاه واستكمل من بين دموعه قائلا. ورثنا مرسي ومركب أبو زكي بمنطقة شارع سرايا الجزيرة بالزمالك عن والدنا, ولنا في هذا المكان. أكثر من70 سنة, نؤجر المركب للفسح والمرسي للتصوير السينمائي والمسلسلات, وتعهدنا ألا نفرط في هذا المركب أو المرسي مصدر رزقنا الوحيد وقسمنا العمل بيننا ورديات علي مدار اليوم, وأضاف بصوت خافت حزين ورد علينا طوال هذه السنوات كل نجوم السينما منهم نور الشريف, وعادل امام وأحمد زكي ونادية الجندي الذين يعرفون مرسانا ومركبنا وأفراد عائلتنا فردا فردا. واستطرد قائلا جاءتنا إحدي شركات الإنتاج السينمائي, تطلب تأجير المركب والمرسي فوافقنا بدون الاتفاق علي الأجر باعتبار أنهم لن يبخسونا حقنا وبعد انتهاء التصوير فوجئنا بهم يختلفون حول قيمة الإيجار نظير التصوير. وحدثت مشادة بيننا وأحد أعضاء فريق التصوير وهو فني كهربائي وتم الصلح بيننا بعد تدخل وسطاء وقبلنا بالتنازل عن جزء من الإيجار نظير ألا نفقد سمعتنا في السوق. وانحبست الكلمات علي شفتيه وعيناه أغلقتهما الدموع وبعد فترة صمت قال: كعادة أخي الأكبر جلس أمام المرسي ينظر لتلاطم الأمواج ينتظر الرزق وكنت بجواره أحترم صمته فهو رب العائلة ومصدر الحنان علينا, وفجأة توقفت سيارة ميكروباص بجوارها دراجتان ناريتان وهبط منها أكثر من25 فردا واتجهوا إلي البارك الخاص بالمرسي وما أن شاهدهم محمد صبحي شقيقي الأكبر حتي استقبلهم بالترحاب والتهليل معتقدا أنهم رزق جديد ساقه الله إلينا إلا أنني فوجئت بهم مدججين بالأسلحة البيضاء وضرب أحدهم محمد بالسيف في رقبته في لمح البصر فسقط علي الأرض وانهال الباقون عليه بالطعن بما يحملون من شتي أنواع الأسلحة ورأيته بعيني أخي يذبح ويطعن أمامي.. وهالني الموقف وشلت قدماي وفوجئت بقدمي تتحركان مسرعة للانتقال من المكان والاختفاء من أمامهم بعد أن لمحت عيني فني الكهرباء عرفاتصاحب المشكلة الأخيرة وشقيقه فرحات فني الالوميتال وهما يواصلان الهجوم علي أخي, وأضاف بانكسار لم يسعفني كبر سني في الفرار منهم فحاصروني في دائرة وطالوني بطعناتهم كلما التفت لأحدهم مستنجدا وأحسست بالطعنات تنفذ بجسدي من ضرباتهم المتلاحقة في أعلي فخذي وظهري وأسفل رقبتي ولم أدر ماذا أفعل والتبس الأمر علي ورأيت غمامة أمامي ولم أفق إلا وأنا في مستشفي المنيرة وعلمت أن بسبب الجروح الغائرة العميقة التي أصبت بها نقلوني إلي مستشفي قصر العيني. وأضاف: أنتظر القبض والقصاص علي هؤلاء القتلة ممن تجردوا من الرحمة. وصرخت زوجة الفقيد أمنة كمال40 سنة وارتفع صوتها ليسمعه كل من بحارة مكاوي بمصر القديمة حيث تسكن الأسرة وحولها أطفالها الستة الواجمون فاقدي النطق تنهمر الدموع من أعينهم لتروي ماقد جف بدموع أخري تنكأ الجراح علي أبيهم الذي تركهم للمصير المجهول وغلبتها الدموع قائلة كنت أجلس في المنزل أحضر له الطعام الذي يشتهيه انتظره مع الأبناء علي الغداء, فوجئت بشقيقه كامل يخبرني بأن مكروها أصاب زوجي محمد وهو الآن في مستشفي المنيرة فسقط قلبي بين قدمي وأحسست بيد مثلجة تقبيض صدري وزاغت عيني, وهرولت إلي المستشفي لأسأل عن حالة زوجي فأخبروني بالطامة الكبري زوجك قتل وتسترد أمنة تفاصيل13 عاما هي عمر زواجها من كبير عائلة صبحي الذي انفرجت أساريرها وهي تقول كان طيبأ جدا ومالوش في الخناق وكل الشارع والأهلي يحبونه وكان يحن علي أولادنا واخوته.. وكان يجلس يذكر الله بعد الفجر حتي الشروق يدعو لخلق الله جميعا.. ويرفض خروجي من المنزل ويذكرني دائما بأولادنا.. وتساءلت في تعجب من سيتولي بعده تربية التوأم أحمد وسعاد4 سنوات والتوأم صبحي وكمال7 سنوات وفاطمة10 سنوات وسلمي12 سنة فقد قطع بنا محمد وبأولاده الذين حرموا من حنان الأب وهم في سن أحوج مايكون إليه والذي لم يعترض علي أي رزق كان يأتيه وأمام الثدمة من الأقارب والأهل ووسطهم الأم والرءوم سعاد محمد عبده70 سنة التي وضعت يديها علي رأس الصامته سلمي تئز بأسنانها الضعيفة وعينيها الواهنتين التين بليت من دموعها التي تنهمر علي خديها من الحزن وبين الحين والآخر تتلفت صارخة يحرق قلب اللي حرق قلبي عليك يا ابني وتنخرط في البكاء ويخرج صوتها ضعيفا نفذت وصية أبوك ومافرطتش في أخواتك وانت الأب وانت الابن يابني وتحاول تهدئتها عبير شقيقة الفقيد مشفقة عليها قائلة أخي لم يمت أراه كل يوم بضحكته الطيبة وطلته الودودةوتجهش بالبكاء فيشفق عليها كامل36 سنة وهو يقول حق أخوك لن يضيع سنظل نطالب بالقصاص بعد أن القينا باللائمة علي صاحب شركة الإنتاج السينمائي والمخرج مع البلطجية وسنتابع المحضر رقم5240 جنح قصر النيل2012 حتي آخر العمر