كلما اقترب موعد انتخاب رئيس جديد للجمهورية تزداد التساؤلات حول من هو الأصلح لمصر في المرحلة القادمة؟ وبالتدقيق في برامج المرشحين أكد المراقبون ان البرامج لا تكفي لتصنع رئيسا أو مساعدة الناخب لاختيار الأصلح فيجد نفسه في حيرة بين أشخاص وليس برامج حقيقة أغلبها مجرد وعود براقة لا تثمن من جوع. ومع اختلاف وسائل الدعاية من مرشح لآخر فستلاحظ أن عنصر المال هو المسيطر علي دعاية المرشحين بعيدا عن تقديم برنامج واضح يقنع الناخبين فمنهم من لجأ إلي استخدام الاتوبيسات للتجول بين المحافظات والاعلان عن مرشحيها وتعليق البوسترات علي السيارات الملاكي والتاكسيات. * الاهرام المسائي استطلع آراء الخبراء والمراقبين حول رؤيتهم لبرامج المرشحين وتأثيرها علي سير انتخابات الرئاسة وتشكيل شخصية كل مرشح فقال فوزي غزال رئيس حزب مصر2000 إن برامج المرشحين أغلبها جمل انشائية وليست برامج مدروسة حيث انه عندما يتم وضع حل للمشكلة يجب ان يكون قد تمت دراستها وألا يكون الحديث عنها بشكل مرسل متسائلا كيف يتم الحديث عن رفع للأجور وحل للعشوائيات دون تقديم الموارد التي ستساعد علي حل مثل هذه المشكلات ليقتنع الناخب بأن الوعود ستتحقق. وأوضح أن وعود المرشحين لا ترقي لطموحات الشعب حيث انها غير قابلة للتنفيذ ويجب الا ينخدع الشعب بمثل هذه الوعود المعسولة وعلي المرشحين أن يصارحوا الشعب بكل الحقائق حتي لا يصطدموا بالواقع موضحا ان مناظرات المرشحين يجب ان تقدم حلولا عملية وليس محاولة مرشح للانتصار علي باقي المرشحين. * ويري ان سير انتخابات الرئاسة سيختلف عن الانتخابات البرلمانية حيث انه لن تتم مساندة الإسلاميين بعد محاولتهم التكويش علي السلطة لأنه في حال فوزهم بانتخابات الرئاسة يعني عودة الحزب الوطني من جديد ولكن من الصعب اللعب مرة أخري علي البسطاء بالألفاظ الدينية. مطلوب جدول زمني واتفق معه ابراهيم نوارة نائب رئيس حزب الجبهة في ان مرشحي الرئاسة لم يقيموا الأوضاع عن قرب لتقديم برامج انتخابية واقعية تصل للناخبين خلال جدول زمني محدد واقعي برفع معدلات النمو وخفض معدلات البطالة وزيادة معدلات الاستثمار مع تقديم الآلية لتنفيذها موضحا أن برامج المرشحين ليست إلا وعود انتخابية تفتقد للرؤية الواضحة وآليات تنفيذها وأن جميع المرشحين لم يبدأوا البداية السليمة لوضع برامجهم حيث كان من المفترض اختيار فريق عمل كما بالدول الاوروبية حيث يعاون المرشح عدد من الخبراء لقيادة حملته الانتخابية تعمل علي استطلاعات الرأي وتنظم الاتصالات لتنتج برنامجا انتخابيا مدروسا. * ويري نوارة ان محمد مرسي يعد أكثر المرشحين قوة من الناحية التنظيمية لتبعيته لحزب الحرية والعدالة ولكن هناك أزمة ثقة من سوء إدارة المرحلة الانتقالية لذلك فيجب ان يسعي المرشحون لتقديم اجراءات بناء الثقة وهو ما يجعل الناخب المصري في حالة يأس ومغلوب علي أمره خوفا من استخدامه للوصول للكرسي حيث ان المفاضلة اصبحت بين أسماء وليس بين برامج. كفانا برامج وأوضح المهندس محمود مهران رئيس حزب مصر الثورة ان برامج المرشحين عبارة عن نسخ متكررة لم تقدم أي جديد قائلا كفانا برامج ووعود عايزين نعرف البلد حتقوم علي حيلها ازاي! وأكد ان المنافسة بين المرشحين يجب الا تتم وفقا للتيارات لأننا بحاجة إلي مرشح معتدل ومتوازن يعبر بنا المرحلة الحالية ليس له أي اتجاه ديني حتي لا تتحول إلي انتخابات دينية وأن تقدم رؤية واضحة عملية للعبور بمصر لبر الأمان. وقال ممدوح قناوي رئيس الحزب الاجتماعي الدستوري الحر إن أغلب المرشحين تناولوا في برامجهم رؤوس الموضوعات وعموميات الموضوع وتحولت الانتخابات الرئاسية إلي معركة بوسترات ولافتات وملصقات وليس برامج ويجب ان يكون دليل الناخب المصري المواطنة وإعلاء مصلحة الوطن بعيدا عن اي مصالح خاصة أو المتاجرة بالدين. القضاء علي الفقر أولا وأوضح الدكتور وجيه عفيفي مدير المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية انه بالنظر لبرامج مرشحي الرئاسة تجدها متشابهة فالكل يتحدث عن تحقيق الازدهار وأهداف الثورة وكلها عبارات انشائية وأغلبها بعيد عن الواقع والمرشحون لم يوضحوا برامج العمل لتحقيق الهدف منها موضحا ان المركز اجري استطلاعات وكشفت عن أن الفقر هو المشكلة الأساسية التي يعاني منها المجتمع ويجب ان يركز مرشحو الرئاسة علي التجارب الناجحة للعديد من المنظومات العالمية ليمكن الاسترشاد بها واختيار الأنسب منها علي ان تتضمن انشاء مدن تصديرية يمكن ان تحقق نتائج عالية كما حدث بالصين حين حققت عائدا21 ملياردولار سنويا وان تكون البرامج معتمدة علي دراسات سياسية واستراتيجية وألا يتصور المرشحون ان المشاكل ستحل بجرة قلم. ويضيف ان دعاية المرشحين تكشف عن نظرتهم للانتخابات كنوع من التجارة كما حدث من قبل بعض الجماعات بانتخابات الشعب والشوري ويسعون لاستخدام الكلمات البراقة لمخاطبة العواطف بعيدا عن تقديم حلول عملية وعلمية مدروسة. كما أوضح صلاح سليمان رئيس مؤسسة النقيب الحقوقية ان الخطورة ان يتكرر ما حدث بالانتخابات البرلمانية ويكون الاختيار طبقا لتيارات معينة وبعيدا عن تقديم برامج واضحة وان المناظرات التي تعرض ببرامج التوك شو حاليا تساعد كثيرا الناخبين علي الاختيار وتكوين وجهة نظر عن كل مرشح. وفي النهاية فمعركة انتخابات الرئاسة يجب الا تكون حربا بين اشخاص أو تيارات ولكن يسعي كل مرشح ان يقدم وجهة نظر ورؤية واضحة يستدل بها الناخبون عن المرشح الأصلح.