نجح جهاز المخابرات العامة في إنجاز اتفاق يتم بمقتضاه إنهاء المشكلات التي يتعرض لها الأسري الفلسطينيون في السجون الإسرائيلية مقابل وقف إضرابهم عن الطعام. وقال بيان للجهاز أمس إن ذلك جاء في إطار الدعم المصري المتواصل للقضية الفلسطينية وحرص مصر علي إنهاء معاناة الأسري الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية وتحقيق مطالبهم المشروعة في ظل ما يتعرضون له من أوضاع سيئة وممارسات إسرائيلية تخالف الأعراف الدولية, خاصة منع الزيارات عنهم ووضعهم في عزل انفرادي بالسجون وهو ما دفعهم إلي إعلان إضرابهم المفتوح عن الطعام منذ ما يزيد علي70 يوما مما أدي إلي تدهور الحالة الصحية للبعض وبات ينذر بعواقب وخيمة. وقد قام جهاز المخابرات العامة خلال الفترة من9 مايو وحتي أمس بإجراء لقاءات واتصالات مكثفة مع السلطة الفلسطينية وقادة الفصائل وممثلي الأسري تم خلالها التنسيق بشأن التحرك المشترك لتنفيذ مطالب الأسري المشروعة وتحسين أوضاعهم, تمهيدا لإنهاء الإضراب. كما أجري الجهاز اتصالات ولقاءات مكثفة مع الجانب الإسرائيلي لتلبية مطالب الأسري وتحسين أوضاعهم المعيشية وإعادة الأوضاع داخل السجون الإسرائيلية إلي ما كانت عليه قبل عملية الجندي الإسرائيلي شاليط, وبعد مفاوضات شاقة مع الجانب الإسرائيلي استمرت عدة ساعات وافق علي تنفيذ هذه المطالب التي يري الجميع أنها مشروعة وتستند إلي ما يكفله القانون الدولي واتفاقية جنيف بشأن معاملة الأسري. وتضمن الاتفاق إخراج جميع الأسري المعزولين انفراديا وتوزيعهم علي السجون خاصة أن بعضهم قضي فترات تزيد علي10 سنوات في هذا العزل, كما يتضمن السماح لأهالي الأسري بالضفة الغربية وقطاع غزة بزيارة ذويهم بعد غياب5 سنوات تم خلالها منع تلك العائلات من التواصل مع هؤلاء الأسري سواء بالزيارات أو الاتصالات التليفونية إضافة إلي تحقيق مطالب الأسري التي تتعلق ب روتين السجن والظروف المعيشية التي يعانيها الأسري. يذكر أنه سبق لجهاز المخابرات العامة إنجاز صفقة تبادل1027 من الأسري الفلسطينيين مقابل الجندي الإسرائيلي جلعاط شاليط في أكتوبر الماضي في ظل قناعة تامة بأن قضية الأسري الفلسطينيين ستظل دائما محل اهتمام ومتابعة لتحقيق الحرية لهؤلاء الأسري في ضمير كل مصري وعربي. وفي غزة دوت التكبيرات في خيمة المضربين عن الطعام بوسط مدينة غزة عقب إعلان موافقة لجنة قيادة الإضراب في سجون الاحتلال مساء أمس, علي الاتفاق الذي تم التوصل إليه في القاهرة برعاية مصرية. وبدأ بعض المضربين الذين بلغ عددهم أكثر من55 التأهب لمغادرة المكان الذي مكثوا فيه أكثر من أسبوعين تضامنا مع الإضراب الموسع الذي خاضه نحو3 آلاف أسير للضغط علي الاحتلال الإسرائيلي لتلبية مطالبهم. كما انطلقت مسيرات حاشدة لحركة حماس في جميع مناطق قطاع غزة ابتهاجا بانتصار إرادة الأسري مرددين هتافات التأييد للأسري. وأشادت القوي والفصائل الفلسطينية بالجهد المصري الكبير للتوصل إلي هذا الاتفاق, مؤكدين أن مصر لم تتخل عن دورها في دعم ومساندة الشعب الفلسطيني وقضيته. وأشاد الرئيس الفلسطيني محمود عباس بصمود الأسري الفلسطينيين البواسل في معركتهم للحصول علي حقوقهم. وعبر أبو مازن في تصريح له أمس الأول عن اعتزازه الكبير بحملة الإسناد والتضامن الشعبية التي أسهمت بإعطاء هذه القضية الوطنية والإنسانية الأهمية التي تستحقها. وثمن محمود عباس موقف مصر وجهودها واتصالاتها مع جميع الأطراف الدولية لتحقيق مقومات الحياة الكريمة للأسري الفلسطينيين, معتبرا أن هذا الإنجاز الذي تحقق أمس نتيجة هذا الصمود خطوة أولي علي طريق تحرير كل الأسري. في الوقت نفسه أعلن إسماعيل هنية, رئيس حكومة حماس بغزة, مساء أمس الأول, تقديره الدور المصري في التوصل إلي اتفاق إنهاء إضراب الأسري في سجون الاحتلال الإسرائيلي مقابل تلبية مطالبهم. وأكد السفير المصري لدي السلطة الفلسطينية ياسر عثمان أن الجهود المصرية الكبيرة والناجحة, شكلت دعما للحركة الفلسطينية الأسيرة في نضالها العادل.