فقر وجهل ومرض عنوان حقيقي أتخذه أهالي قرية شطب التابعة لمركز أسيوط شعارا لهم ليعبروا عن حجم المأساة الحقيقية التي يعيشونها في ظل الحرمان الذي يخيم عليهم سواء في الخدمات الصحية أو التعليمية أو حتي في الحياة المعيشية. فالقرية الأثرية تحولت إلي قرية منسية تجاهلها المسئولون فتدهورت خدماتها وساءت أحوالها حتي وصل الأمر بأهلها إلي هجرها والبحث عن مسكن بديل يرون فيه حياة كريمة تفي بمتطلباتهم. يقول سيد عبدالعال من أهالي القرية إن قرية شطب طواها النسيان فلم يعد أحد من مسئولي المركز يتابع أحوال القرية ولا احتياجاتها حتي تدهورت الأوضاع تماما لتجتاح كل ما أمامها حتي سيطر اليأس علي أهالي القرية الذين يواجهون شبح الموت بصفة يومية بسبب شربهم لمياه ملوثة, حيث لا يوجد مشروع للصرف الصحي بالقرية ويقوم الأهالي باستخدام الطرق البدائية لإيجاد حل لتلك المشكلة من خلال حفر بيارات أسفل منازلهم وليست هذه هي المشكلة ولكن الكارثة تكمن في أن مصدر المياه الوحيد هو خزان للمياه يقوم بسحب المياه من باطن الأرض والجميع يعلم ان الذي يحيط بخزان المياه هو منازل الأهالي وأسفل هذه المنازل بيارات الصرف الصحي الخاصة بكل منزل, وهذا ما يشير إلي أن المياه التي يتم سحبها بواسطة مواتير الرفع مختلطة بمياه الصرف الصحي الملوثة. ويضيف محمد محمود من أهالي القرية أن ثانية المشكلات في القرية وربما تكون أخطرها هي الحرمان الصحي, حيث إن القرية التي يعيش بها أكثر من30 ألف نسمة لا يوجد بها خدمات صحية, بالرغم من وجود مبني فخم للغاية يحوي بداخله أحدث الأجهزة الطبية تبرع بها الأهالي مثل جهاز لعيادة الأسنان وجهاز أشعة سونار وآخر للأشعة التليفزيونية وجهاز للغسيل الكلوي, وكذلك جهاز تعقيم مازال بالمخزن لحاجته لجهاز تقطير لم يتم توفيره وغير ذلك من الإمكانيات ولكن معظم هذه الأجهزة مازالت حبيسة الكراتين الخاصة بها وباتت معرضة للتلف وإهدار المال العام بسبب عدم قيام المسئولين بتركيبها والأكثر من ذلك عدم وجود هيكل إداري للوحدة الصحية وبها مجموعة من الموظفين غير الموجودين في أغلب الأوقات لذا نرجو من السادة المسئولين تعيين فني أشعة وتوفير أطباء للاستفادة من ذلك الصرح المهمل. ويوضح ناصر مازن من أهالي القرية أن الجهل والحرمان من التعليم يطارد أطفال وفتيات القرية, حيث أن المدرسة الاعدادية باتت معروفة لدي الجميع بأنها ترانزيت وحقل تجارب لمسئولي التربية والتعليم بأسيوط يرسلون إليها المدرسين الجدد, وفي العام الذي يليه يتم سحبهم إلي مدارس مدينة أسيوط وهو ما يؤثر بالسلب علي العملية التعليمية بالمدرسة من حيث وجود عجز صارخ وارتفاع لكثافة الطلاب داخل الفصول وصل إلي أكثر من70 طالبا داخل الفصل الواحد وهو ما يعني استحالة اكتمال العملية التعليمية فكيف سيتمكن مدرس معين حديثا من السيطرة علي ذلك الكم من الطلاب والأكثر من ذلك سير أكثر من400 تلميذ يوميا إلي قرية موشا لعدم وجود مدرسة ثانوية بالقرية, وهذا ما يحرم الفتيات من الذهاب إلي القري المجاورة لاتمام تعليمهن لذا نرجو من محافظ أسيوط النظر بعين الرأفة إلي القرية واستغلال أراضي أملاك الدولة التي تقع بالقرب من الطريق السريع وتقدر بنحو18 فدانا في بناء مجمع مدارس عملاق وكذلك بناء وحدات سكنية للشباب وغير ذلك من مشروعات خدمية للقرية. ويشير حمدي محمد سعد من أهالي القرية إلي أن الطرق المؤدية للقرية باتت في حالة يرثي لها حيث إنها غير ممهدة وتحولت إلي برك ومستنقعات بسبب قيام الأهالي بسكب مياه الصرف الصحي الخاصة بهم في الشارع لعدم وجود بديل آخر بمنازلهم وتسبب كل ذلك في حدوث حفر ومطبات تعوق عملية السير في القرية ليلا خاصة أن إنارة الشوارع مهملة تماما والكهرباء في حالة انقطاع متواصل. وتحدث أحمد سيد من شباب القرية قائلا إن مركز شباب شطب اسم علي ورق, حيث إن مركز الشباب عبارة عن مبني من طابقين يضم مكاتب إدارية ولا يضم ملعبا رياضيا لممارسة النشاط, بالرغم من تخصيص مساحة4 آلاف متر لإنشاء ملاعب ولكن المديرية تتجاهل القرار وهو ما يدفع الشباب لقضاء أغلب أوقاتهم علي المقاهي والكافيتريات أو في الطرقات والشوارع. واستنكر فتحي عبدالله من أهالي القرية حالة التجاهل التي عليها متحف آثار شطب والمنطقة الأثرية التي تضمها متسائلا, كيف يتم انفاق ملايين الجنيهات علي تلك المنشآت التي لا يتم الاستفادة منها حتي وصل الأمر إلي أن تتحول لمسكن للأشباح يحرسه من الخارج أثنان من الخفراء فقط متجاهلين أقدم قرية فرعونية في صعيد مصر تحوي في باطنها خيرات لا حصر لها وتبحث عمن يستغلها جيدا وينقب عنها بدلا من التنقيب العشوائي الذي يقوم به الأهالي.