يعاني متحف آثار بني سويف من الوحدة والإهمال وغرق مخازنه بالمياه الجوفية وباتت جميع القطع الأثرية التي تمثل جميع القرون والعصور مهددة بالإبادة وتعاني حوائطه من التصدعات بسبب تلك المياه. والغريب في الأمر وجود هذا المتحف داخل حديقة حيوان بني سويف بالرغم من كون متحف بني سويف من أكبر متاحف مصر والعالم فالمتحف مقام علي مساحة4 آلاف و860 مترا مربعا فضلا عن الحديقة المتحفية الملحقة به ومعظم الأهالي وشباب المحافظة يجهلون وجود مثل هذا الكنز الأثري علي أراضيها رغم إنشائه منذ أكثر من31 عاما. ويقول عبدالمحسن عبدالعظيم القاضي مدير عام متحف آثار بني سويف: يضم المتحف أفضل القطع الأثرية التي تم استخراجها من عشرات المناطق الأثرية بالمحافظة بجانب مجموعة من آثار المتحف المصري والإسلامي والقبطي كما يضم المتحف مكتبة وقسم التربية المتحفية وقسم الوعي الثقافي الخاص بنشر الثقافة الأثرية وبالرغم من تواجد الآلاف من القطع الأثرية الخاصة بكل العصور والحضارات إلا أن عدد الزائرين محدود للغاية, وذلك بسبب اهمال وسائل الاعلام لمثل هذا المتحف الذي يقوم بعمل قومي بسرده لتاريخ مصر بمقتنياته ويعاني المتحف من غرق حجرات التخزين البدروم الخاصة به بالمياه الجوفية فأثرت الرطوبة بشكل سلبي علي القطع الأثرية وأصبحت تهددها بالقضاء عليها, كما تسببت المياه في تصدع جدران وواجهات المتحف. وأضاف: قام المحافظون السابقون بتحويل الحديقة المتحفية الملحقة بالمتحف لحديقة حيوان حجبت المتحف بداخلها بعد أن كان في مدخل المحافظة الشمالي يراه كل قادم ومسافر من وإلي المحافظة. وتقول مها فتحي موظفة بالتربية والتعليم إن عدم وجود دعاية كافية أو لافتة واحدة إرشادية تدل علي المتحف جعل هناك حالة من عدم معرفة هذا المتحف, ووجوده داخل حديقة الحيوان قلل من شأنه, حيث إن معظم رواد الحديقة من الأطفال والشباب ممن يرغبون في اللهو واللعب دون البحث عن تاريخ هذا البلد العريق. وأكملت أن غياب دور المدارس في التعريف به وعدم تنظيم الرحلات لهذا المتحف والتنسيق بين وزارة التربية والتعليم والمسئولين جعل الكثير من الطلاب لا يعرفون أن بني سويف بها متحف كبير بهذا الشكل. ويضيف خالد عبدالعظيم حاصل علي معهد فني تجاري لا أعلم بوجود مثل هذا المتحف في بني سويف وهل من المعقول إنشاء متحف أثري بهذا القدر داخل حديقة حيوانات بني سويف وعاب علي مسئولي الثقافة والآثار بالمحافظة لعدم قيامهم بمهمة التعريف بالمناطق الأثرية والثقافية داخل المحافظة. فمركز إهناسيا ببني سويف كان عاصمة الفراعنة. ومن جانبه أكد المستشار ماهر بيبرس محافظ بني سويف انه قام بزيارة ميدانية للمتحف وقرر عمل تطوير شامل لمدخل وطرقات المتحف الأثري وعمل اللوحات الإرشادية له علي جميع الطرقات المؤدية للمحافظة, فضلا عن عمل كتيب للمتحف ومقتنياته يوزع مع نشرات المحافظة, فضلا عن تكملة الترميمات وفصل المتحف عن حديقة الحيوان بمدخل مستقل علي حساب المحافظة بعد توقف الشركة الوطنية لوادي النيل عن العمل عقب الثورة وانجازها ل70% من اعمال الترميم والصيانة كما وعد بالتحدث إلي وزير الآثار لسرعة مخاطبة الشركة المنفذة للأعمال الداخلية بالمتحف, كما قرر بيبرس نقل موقف السرفيس المتاخم للمتحف لمكان آخر وضم الأرض لأعمال التطوير بالمتحف.