تسببت المظاهرات والاحتجاجات التي شهدتها سفارة المملكة السعودية بالقاهرة في استدعاء السلطات السعودية لسفيرها لدي مصر للتشاور وإغلاق السفارة وقنصليتها في الإسكندرية والسويس مؤقتا. علي خلفية اعتقال السلطات السعودية للناشط أحمد الجيزاوي, بينما أجري المشير حسين طنطاوي القائد العام رئيس المجلس الأعلي للقوات المسلحة, اتصالات بالسلطات هناك للعمل علي رأب الصدع نتيجة هذا القرار المفاجئ. وناشد رؤساء وممثلو الأحزاب السياسية والقوي السياسية التي شاركت أمس في اجتماع المجلس الأعلي للقوات المسلحة في بيان أصدره مساء أمس خادم الحرمين الشرفين الملك عبد الله بن عبد العزيز أن يراجع قرار سحب السفير السعودي من القاهرة. وقالوا إن العلاقات التاريخية بين مصر والسعودية تسمح بأن يتم انهاء الأزمة الراهنة من أجل المصالح المشتركة بين البلدين والشعبين الشقيقين, معبرين عن أسفهم لما وقع من أحداث أمام السفارة السعودية بالقاهرة وهي حوادث فردية. وأكد السفير سيد قاسم المصري, عضو المجلس المصري للشئون الخارجية وسفير مصر السابق في الرياض أن العلاقات المصرية السعودية هي ترمومتر العلاقات العربية العربية, معربا عن أمله في مثل هذه الظروف لا يتحمل مثل هذا الموقف في العلاقات بين مصر والسعودية. يأتي ذلك فيما كشف السفير أشرف الخولي, مساعد وزير الخارجية لشئون المراسم في تصريحات خاصة ل الأهرام المسائي بأن الخارجية لم تتلق أي خطابات رسمية من السفارة السعودية بالقاهرة تفيد بأسباب إغلاق السفارة والقنصليتين السعوديتين في مصر حتي الآن. وقال السفير الخولي إنه لابد أن تتسلم الخارجية خطابا رسميا بأسباب إغلاق السفارة, مشيرا إلي الأسباب المعلنة تتعلق بسلامة وسهولة دخول وخروج الموظفين المصريين والسعوديين العاملين بالسفارة والقنصليتين وانها لا تتعلق بأي أسباب سياسية. وأوضح أن القرار يعني توقف جميع الأعمال الإدارية والقنصلية داخل السفارة والقنصليتين معا وعدم ممارسة أي أعمال بهما. وأعرب مساعد وزير الخارجية عن اعتقاده أن الأزمة سوف تنتهي سريعا وقبل أن يتم ارسال أي مذكرات رسمية في ظل العلاقات المتميزة التي ترتبط بين البلدين سياسيا واقتصاديا وثقافيا. وأكد السفير الخولي حرص البلدين علي مصالح شعبيهما وتسهيل انهاء الإجراءات القنصلية لأبناء البلدين معا. وأشار مصدر دبلوماسي إلي استمرار الاتصالات والمشاورات السياسية رفيعة المستوي بين القاهرةوالرياض لتجاوز تلك الأزمة غير المسبوقة في تاريخ البلدين. وقال المصدر إنه من غير المقبول علي الاطلاق حدوث أي تجاوز أو تطاول علي أي مسئول أو قيادة سعودية من قبل المتظاهرين لأن ذلك يسيئ إلي مصر أولا قبل غيرها. وطالب المصدر المتظاهرين المصريين بأتباع الأساليب الحضارية في التظاهر دون المساس بسمعة أحد وعرض قضاياهم بشكل حضاري يتفق مع ثورة25 يناير المجيدة. وأضاف أن المظاهرات غير الحضارية واستخدام الشتائم والسب بها يسيئ إلي المصريين في الخارج ويؤثر علي أوضاع العمالة المصرية في دول العالم خاصة منطقة الخليج العربي. كان محمد أمين غبان, القنصل السعودي بالسويس قد أخطر جميع العاملين بديوان القنصلية بعدم التوجه إلي مقر العمل بالقنصلية ببورتوفيق تنفيذا لقرار السلطات السعودية لوقف العمل بالسفارة والقنصليات وسحب السفير. وصرح أحد المسئولين الإداريين بالقنصلية بأن وقف العمل لم تتحدد مدته وسيتم تنفيذه لحين صدور قرار آخر. وقال المصدر إن القنصلية تعرضت لهتافات غير لائقة يومي الثلاثاء والخميس الماضيين بعد توجه مجموعة من المحتجين علي إجراءات القض علي أحمد الجيزاوي المحامي المصري بالسعودية رغن أن القنصل قد التقي عضوين من المحتجين يوم الثلاثاء الماضي في جو ودي, إلا أنهم عادوا الاحتجاج يوم الخميس بصورة عنيفة أدت إلي خروج العاملين من القنصلية في حراسة الجيش الثالث, بالاضافة إلي تخلف أحد العاملين عن السفر بالطائرة لتأخر خروجه أثناء الاحتجاج. وأضاف المصدر أن بعض المحتجين قاموا بكتابة احتجاجات غير لائقة علي الجدران المؤدية للقنصلية, وكذلك استراحةالقنصل ببورتوفيق.