تواصلت طوال ليلة أمس الجهود المصرية السعودية لاحتواء الازمة الدبلوماسية بين البلدين عقب قيام المملكة بغلق سفارتها في القاهرة, وقنصليتيها في الاسكندرية والسويس, وسحب سفيرها أحمد القطان للتشاور. حيث نقلت وكالة الأنباء السعودية واس عن الملك عبدالله بن عبدالعزيز خادم الحرمين الشريفين قوله انه وعد المشير محمد حسين طنطاوي رئيس المجلس الأعلي للقوات المسلحة بإعادة النظر في قرار إغلاق السفارة السعودية الايام المقبلة, وفقا لظروف ومصلحة البلدين التي تنبع من تاريخ طويل من العلاقات الودية بينهما. كان المشير طنطاوي قد اجري اتصالا هاتفيا أمس بالعاهل السعودي تطرق فيه للعلاقات التاريخية التي تربط بين البلدين الشقيقين, آملا أن تعيد المملكة النظر في قرارها استدعاء سفيرها للتشاور وإغلاق سفارتها وقنصليتيها بمصر. في سياق متصل, أبدت الحكومة المصرية أسفها للحوادث الفردية التي صدرت عن بعض المواطنين ضد السفارة السعودية, وذكر بيان صدر عن رئاسة مجلس الوزراء مساء أمس, أن تلك الحوادث لاتعبر إلا عن رأي من قاموا بها, واستنكرت الحكومة هذه التصرفات, وقالت انها غير مسئولة وغير محسوبة, وتسيء إلي العلاقات المصرية السعودية العميقة. في غضون ذلك, أكد السفير أشرف الخولي مساعد وزير الخارجية لشئون المراسم أن الوزارة لم تتلق أي خطابات رسمية من السفارة السعودية بالقاهرة بشأن أسباب إغلاق السفارة والقنصليتين. وكشف مصدر دبلوماسي عن استمرار الاتصالات والمشاورات السياسية الرفيعة المستوي بين القاهرة والرياض لتجاوز الازمة غير المسبوقة بين البلدين. ومن ناحيته, دعا حزب الحرية والعدالة, المملكة العربية السعودية إلي العمل علي عدم زيادة الاحتقان بين القاهرة والرياض, والتفكير مرة أخري في قرار إغلاق السفارة وسحب السفير. جاء ذلك وسط تباين في ردود الافعال حول قرار السعودية, خاصة فيما يتعلق بمجال الحج والسياحة, حيث رأي البعض أنها أزمة مفتعلة, وتتم تغذيتها من جهات ترغب في إفساد العلاقات المشتركة, بينما أكد آخرون أن السياحة الدينية المتمثلة في الحج والعمرة هي أسرع القطاعات تأثرا باغلاق القنصليات خاصة مع اقتراب موسم الذروة في رحلات العمرة والاستعدادات لموسم الحج. وأكد عبدالعزيز حسن, وكيل أول وزارة السياحة المشرف علي رحلات الحج والعمرة, أن السفارة أبلغت الوزارة ان الإغلاق تم لاسباب أمنية وليست سياسية, ومن المتوقع أن يستمر لمدة يومين فقط. علي جانب آخر, عادت إلي القاهرة شاهندة فتحي زوجة الجيزاوي. من ناحية أخري, اطمأن الدكتور فتحي فكري, وزير القوي العاملة والهجرة, علي أوضاع العمالة المصرية بالسعودية, حيث طالب المستشار العمالي بالرياض عادل فضل بمتابعة دقيقة ومستمرة للمصريين بالسعودية عقب قرار الحكومة السعودية سحب سفيرها بالقاهرة وغلق مقر السفارة والقنصلية السعودية في الإسكندرية والسويس.