نشأ أحمد منذ الصغر علي غير عادة كل الأطفال في مثل سنه غير مرتبط بوالدته التي كانت تقسو عليه وتعامله بجفاء منذ نعومة أظافره فترسخت في نفسه كل مشاعر البغض والكراهية تجاه أمه والتي كان من المفترض أن تكون الصدر الحنون والتي تحتوي صغيرها. شب أحمد وأصبح في ريعان شبابه ونمت معه مشاعر الكراهية حتي أصبحت الهواجس تتلاعب برأسه ووسوس له الشيطان بأن أمه تسير في طريق الرذيلة وفي أحد الأيام وهو جالس علي أحد المقاهي وردت له أنباء عن تردد بعض الرجال علي المنزل في غيابه فاستشاط غضبا وبدأت تراوده صورة أمه وقد تحولت إلي عاهرة بسبب الفقر الذي قد يحول امرأة أخري إلي قدوة ونموذج تفتخر به البشرية والإنسانية ولكنه كان يؤمن بالحكمة القائلة تموت الحرة ولا تأكل بثديها وتعيش العاهرة في قصور وتدور حول ارجاء المعمورة ولكنها تظل عارية أمام نفسها وأمام أهلها ومجتمعها والأخطر أنها تظل ترتجف من المجتمع حتي يقضي الله أمرا كان مفعولا خوفا من أن يفضحها ويكشف سرها. فعاد أحمد إلي البيت وقد تملكته الحيرة وطلب من والدته تفسيرا لما سمعه من أقاويل قد تحطم حياته وتضع رأسه في التراب أمام أصدقائه وأهل البلدة مدي الحياة فاستنكرت الأم وأقسمت له بانها بريئة ونهرته بشدة وقامت بصفعه علي وجه فاشتد حنقه أكثر فخرج من المنزل مسرعا يتجول في شوارع القرية مختبئا من أصدقائه وبدأ يفكر بقوة في التخلص من الأم التي لوثت شرف العائلة والأسرة فعقد العزم علي ذلك خوفا من الفضيحة فقام بشراء آلة حادة من أحد التجار وأخفاها بين طيات ملابسه وقضي نهارا بأكمله يتجول في شوارع القرية لا يجول في خاطره إلا هاجس واحد هو التخلص من تلك الأم الشيطانة التي جلبت له العار وعند التاسعة مساء عاد أحمد إلي المنزل وطرق الباب فتحت له الأم وسألته أين كنت طيلة اليوم؟! فنهرها بشدة قائلا منذ متي وأنت تهتمين بي وتطمئنين علي وفي لحظة الشيطان قام بدفعها بكل قوة علي الأرض وانهال عليها ضربا بآلة حادة علي رأسها وجسدها حتي غرقت في دمائها ورغم توسلاتها له وهي تردد مارتكبتش يا ولدي خطيئة ولا رذيلة ولا حدش لمسني إلا أنه استمر في الضرب حتي فارقت الحياة وجلس بجوارها يقول أنا كدة استريحت وتخلصت من الفضيحة التي كادت تدمر حياتي. ترجع أحداث الواقعة عندما تلقي اللواء عبدالعزيز النحاس مساعد وزير الداخلية لأمن سوهاج بلاغا من الأهالي بالعثور علي جثة ربة منزل متعفنة داخل منزلها فانتقل الرائد شريف وجيه رئيس مباحث مركز المراغة باشراف العميدين عاصم حمزة مدير إدارة البحث ومحمود العيودي رئيس المباحث وتبين أن الجثة لربة منزل تدعي( ت) وبها عدة طعنات وكسور وسحجات متفرقة بالجسد ودلت التحريات علي أن وراء الجريمة نجلها أحمد لشكه في سلوكها وفي يوم الجريمة قام المتهم بضرب والدته بآلة حادة علي رأسها للتخلص منها. تم القبض علي المتهم وبمواجهته اعترف تفصيليا بارتكاب الجريمة وأرشد عن الاداة المستخدمة في الواقعة. وبإخطار النيابة صرحت بدفن الجثة بعد تشريحها وباشرت التحقيقات.