ضاقت الدنيا علي مدحت الشاب العشريني بعد أن انفصلت أمه عن أبيه وتقطعت به سبل الحياة وهو الذي كان يعيش في رغد وترف ولا يحمل هما لأموال أو نفقات, وكان كل ما يفعله هو أن ينفق ما يجود به الأبوان عليه. انفصل الوالدان وبدأت الدنيا تضيق خناقها حول الشاب العشريني الذي كان لايزال يدرس باحدي الجامعات الخاصة بمصر الجديدة ومقيم في حلوان وكان كلما رأي أحوال زملائه الأغنياء تحسر وعض أنامله من الغيظ بعد أن عاقبه والده بأفعال والدته التي تركت المنزل وانفصلت عن زوجها وسافرت إلي الخارج حتي يتسني لها الحصول علي الطلاق بعد أن ظل كاتما علي أنفاسها لسنوات عديدة تحملت خلالها بخله وشحه في الانفاق علي بيته وأهله. كان الأب المقارب علي الستين من عمره قد ترك عمله في أحد البنوك العامة وتفرغ للعمل بالمقاولات بعد أن تربح من أمواله التي حصل عليها بنهاية خدمته في البنك وكون ثروة طائلة في أقل من عام وكان دائما ما يجلب النساء ذوات السمعة السيئة إلي منزله أمام ابنته ويتفوه بكلمات بذيئة معهن في الهاتف وفي لقاءاته بهن بعد أن تعرف علي الكثيرات منهن عن طريق شبكات التواصل الاجتماعي مثل الفيس بوك والياهو والهوت ميل ليلقي بنفسه في أحضان الشيطان لاهثا وراء نزواته القذرة. كان ابنه مدحت يتملكه شعور بالانتقام ويستشيط غضبا كلما قصت شقيقته عليه أفعال والده المشينة وزاد من احساسه بالقهر أفعال والده معه بمنع الأموال عنه واهانته بالألفاظ والشتائم والسباب أمام الجيران. خطط مدحت للتخلص من والده بأي طريقة بعد أن اقتنع تماما بأن السبيل الوحيد للوصول إلي أمواله هو قتله بأي ثمن بعد أن تجرد والده من المشاعر الإنسانية وعامله بمنتهي الجفاء هو وشقيقته وأنفق أمواله علي العاهرات. كان لمدحت صديقان وهما يعقوب وعادل في نفس سنه.. حكي لهما ما يدور بخلده واقنعهما بتنفيذ الخطة التي في رأسه مقابل أن يدفع لهما60 ألف جنيه ولكنهما نصحاه بالعدول عنها والضغط علي والده من خلال اصطناع خطة مثل اختطافه هو أو شقيقته ومطالبة والده بفدية مالية إلا أن مدحت أصر علي فكرته الجنونية وبعد محاولات ومداولات رضخ الصديقان وبدأوا في التفكير في الخطة الشيطانية. اختار الأصدقاء الثلاثة مدحت وعادل ويعقوب يوم الجمعة لتنفيذ الجريمة بعد أن علموا بخلو العقار من الناس في ذلك الوقت حيث يذهب أغلبهم إلي اداء صلاة الجمعة مما يمكنهم من التخلص من الفريسة في هدوء. وفي يوم الحادث قام صديقا نجل المجني عليه بالطرق علي باب الشقة حيث كان بانتظارهما الابن برفقة والده وأثناء قيام الأب بفتح الباب فوجئ بقيام المتهمين باشهار الأسلحة البيضاء والتعدي عليه وأمسكا بأحد أولاده وأخبراه بانهما سيقتلانه إذا لم يدفع لهما كل ما بحوزته من أموال إلا أنه رفض وقال لهما اقتلوه وخلصوني منه لم يصدق الأب ما يحدث أمامه ولكن بسرعة البرق قام الصديقان بتطويق الأب تاركين الابن الذي أسرع وجلب لهما طبنجة صوت من احدي الغرف واعطاها لاحدهما ليستمرا في التعدي ضربا وطعنا بسكين علي رأسه حتي لفظ أنفاسه الأخيرة وبعد ذلك قاما بربط كيس مخدة حول رقبته للتأكد من وفاته واستوليا علي ما بحوزته من أموال ثم قاما بوضعه داخل غرفة النوم ولاذوا جميعا بالهرب. خرج الابن وكأن شيئا لم يكن ثم اتصل بشقيقته وطلب منها الحضور لزيارة والده لكي يحاول اقناعه بالحصول منه علي بعض الأموال لعله يحن ويرضي. كان مدحت متوجسا ولكنه استمر بالتحلي برباطة الجأش أمام شقيقته وطرق باب الشقة مرة فلم يجبه أحد ثم كرر المحاولات أمام شقيقته ولكنها باءت جميعا بالفشل ولا مجيب من داخل الشقة ونادي مدحت علي حارس العقار, وطلب منه فتح الباب بأي شكل بعد أن تصنع بالقلق والتوتر علي أبيه لأن هاتفه المحمول يرن دون اجابة طوال الوقت وقام بالفعل حارس العقار بفتح الباب بالقوة ليفاجأ الحارس ومدحت وشقيقته باكتشاف مقتل الأب ويقوم الابن بابلاغ اللواء أسامة الصغير مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة الذي أمر المقدم حازم سعيد رئيس مباحث حلوان بالتوجه إلي العقار للمعاينة علي رأس فريق من رجال المباحث وبعد سماع أقوال الجميع بدأت الشكوك تدور حول الابن نتيجة اثبات التحريات العلاقة السيئة بين الأب وابنه وبعد أن تمكنت المباحث من ضبط الابن وتوجيه الاتهام له انهار واعترف أمام اللواء حسن السوهاجي نائب مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة بارتكابه الواقعة بمشاركة صديقي السوء بعد أن سولت له نفسه قتل أبيه للحصول علي أمواله عن طريق ما سيرثه بعد مماته ليافجأ بسقوطه في قبضة المباحث حيث أرشد عن الهاتف المحمول والبطاقة الشخصية ورخصة القيادة و3 كروت فيزا و400 جنيه خاصة بوالده ومطواه قرن غزال والطبنجة الصوت المستخدمة في الحادث, ليلقي مصيره في غياهب السجن بعد أن قرر عاصم نعيم مدير نيابة حلوان حبسه وصديقيه4 أيام علي ذمة التحقيق ليلقي مصيره البائس بالسجن والحرمان من الميراث ليخرج من دنياه بخفي حنين فلا هو طال أموال أبيه ولا هو حافظ علي نفسه من الهلاك وسار علي نهج أبيه واتخذ من الشيطان خليلا لينطق بحكمة مأثورة أمام رجال المباحث قائلا رغم كل ما حدث فلا أملك إلا أن أقول من شابه أباه فما ظلم.