دعم تنموي ومنح وتدريب لآلاف الشباب في البحيرة    وزير الخارجية والهجرة يلتقي نظيره الجزائري لبحث التعاون المشترك    الهلال ينهي الشوط الأول بثلاثية على الاتحاد في دوري روشن السعودي    حرارة وأمطار وحبات برد.. ننشر الظواهر الجوية في الخريف 2024    385 ألف طالب في 1061 مدرسة ينتظمون بالدراسة بالإسماعيلية غدا    مراسلة القاهرة الإخبارية: انتهاكات الاحتلال لا تتوقف في الضفة الغربية    عبد العاطي يلتقي وكيلة السكرتير العام للأمم المتحدة لمنع الإبادة الجماعية    غدا، مزاد علني لبيع عدد من الوحدات التجارية والإدارية بدمياط الجديدة    وسام أبو علي: تأقلمت سريعا في الأهلي بفضل اللاعبين الكبار    أسعار الفينو والجبن والألبان عشية بدء العام الدراسي الجديد بالجيزة (صور)    التحريات تكشف ملابسات مصرع ابن المطرب إسماعيل الليثي في الجيزة: سقط من الطابق العاشر    هل ضربت الكوليرا مواطني أسوان؟ المحافظ يرد    إسعاد يونس تقدم أغاني مسلسل «تيتا زوزو»    مسلسل برغم القانون الحلقة 6، القبض على إيمان العاصي وإصابة والدها بجلطة    تجديد الثقة في المخرج مسعد فودة رئيسا لاتحاد الفنانين العرب بالتزكية    أحمد سعد يعود لزوجته: صفحة جديدة مع علياء بسيونى    قناة «أغاني قرآنية».. عميد «أصول الدين» السابق يكشف حكم سماع القرآن مصحوبًا بالموسيقى    "علم الأجنة وتقنيات الحقن المجهري" .. مؤتمر علمي بنقابة المعلمين بالدقهلية    حزب المؤتمر: منتدى شباب العالم منصة دولية رائدة لتمكين الشباب    موسم شتوي كامل العدد بفنادق الغردقة.. «ألمانيا والتشيك» في المقدمة    فصائل فلسطينية: استهداف منزلين بداخلهما عدد من الجنود الإسرائيليين ب4 قذائف    تعرف على أهداف منتدى شباب العالم وأهم محاوره    الحكومة تكشف مفاجأة عن قيمة تصدير الأدوية وموعد انتهاء أزمة النقص (فيديو)    بلقاء ممثلي الكنائس الأرثوذكسية في العالم.. البابا تواضروس راعي الوحدة والاتحاد بين الكنائس    تدشين أول مجلس استشاري تكنولوجي للصناعة والصحة    هل يمكن أن يصل سعر الدولار إلى 10 جنيهات؟.. رئيس البنك الأهلي يجيب    عبدالرحيم علي ينعى الشاعر أشرف أمين    السجن 6 أشهر لعامل هتك عرض طالبة في الوايلي    بيكو للأجهزة المنزلية تفتتح المجمع الصناعي الأول في مصر باستثمارات 110 ملايين دولار    لافروف: الديمقراطية على الطريقة الأمريكية هي اختراع خاص بالأمريكيين    توتنهام يتخطى برينتفورد بثلاثية.. وأستون فيلا يعبر وولفرهامبتون بالبريميرليج    كاتبة لبنانية لإكسترا نيوز: 100 غارة إسرائيلية على جنوب لبنان وهناك حالة توتر    إيطاليا تعلن حالة الطوارئ في منطقتين بسبب الفيضانات    فتح باب التقديم بمسابقة بورسعيد الدولية لحفظ القرآن الكريم والابتهال الدينى    شروط التحويل بين الكليات بعد غلق باب تقليل الاغتراب    وكيل صحة شمال سيناء يتفقد مستشفى الشيخ زويد المركزى ووحدات الرعاية    إصابة 3 أشخاص في حادث تصادم «توك توك» بدراجة نارية بالدقهلية    بالصور.. إصلاح كسر ماسورة مياه بكورنيش النيل أمام أبراج نايل سيتي    وزيرة التنمية المحلية تعلن انتهاء استعدادات المحافظات لاستقبال العام الدراسي 2024-2025    بلد الوليد يتعادل مع سوسيداد في الدوري الإسباني    اليوم العالمي للسلام.. 4 أبراج فلكية تدعو للهدوء والسعادة منها الميزان والسرطان    بطاقة 900 مليون قرص سنويًا.. رئيس الوزراء يتفقد مصنع "أسترازينيكا مصر"    بداية جديدة لبناء الإنسان.. فحص 475 من كبار السن وذوي الهمم بمنازلهم في الشرقية    هانسي فليك يفتح النار على الاتحاد الأوروبي    حزب الله يعلن استهداف القاعدة الأساسية للدفاع الجوي الصاروخي التابع لقيادة المنطقة الشمالية في إسرائيل بصواريخ الكاتيوشا    ضبط شركة إنتاج فني بدون ترخيص بالجيزة    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم السبت 21-9-2024 في محافظة البحيرة    توجيهات عاجلة من مدبولي ورسائل طمأنة من الصحة.. ما قصة حالات التسمم في أسوان؟    اسكواش - نهائي مصري خالص في منافسات السيدات والرجال ببطولة فرنسا المفتوحة    صلاح يستهدف بورنموث ضمن ضحايا ال10 أهداف.. سبقه 5 أساطير    باندا ونينجا وبالونات.. توزيع حلوى وهدايا على التلاميذ بكفر الشيخ- صور    هل الشاي يقي من الإصابة بألزهايمر؟.. دراسة توضح    حكاية بطولة استثنائية تجمع بين الأهلي والعين الإماراتي في «إنتركونتيننتال»    فيديو|بعد خسارة نهائي القرن.. هل يثأر الزمالك من الأهلي بالسوبر الأفريقي؟    مريم متسابقة ب«كاستنج»: زوجي دعمني للسفر إلى القاهرة لتحقيق حلمي في التمثيل    «الإفتاء» توضح كيفية التخلص من الوسواس أثناء أداء الصلاة    "ألا بذكر الله تطمئن القلوب".. أذكار تصفي الذهن وتحسن الحالة النفسية    ضحايا جدد.. النيابة تستمع لأقوال سيدتين يتهمن "التيجاني" بالتحرش بهن في "الزاوية"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أفكار ناقصة‏..‏ في رؤية مرشحي الرئاسة لمستقبل اقتصاد مصر

بفتح باب الترشح رسميا لخوض انتخابات الرئاسة المصرية في العاشر من شهر مارس الحالي‏,‏ بدأ العد التنازلي لموعد إجراء تلك الانتخابات‏,‏ التي يترقبها العالم كله.
الذي كان بالأمس القريب يراقب عن كثب ما يحدث في مصر بعد قيام ثورة‏25‏ يناير التي كشفت عن مدي الوعي والإدراك الشعبي للقضايا والمشاكل بتنوعاتها السياسية‏,‏ الاقتصادية‏,‏ الخارجية والداخلية‏,‏ والتي يلخصها أحد شعارات تلك الثورة في عيش‏,‏ حرية‏,‏ عدالة اجتماعية‏.‏
فهي مطالب ذات أبعاد سياسية‏,‏ واقتصادية‏,‏ واجتماعية أكدها الشعب المصري ولا يزال متمسكا بها إلي يومنا هذا ويكافح من أجل أن يلمس آثارها علي أرض الواقع‏,‏ مما يجعل مواقف مرشحي الرئاسة من القضايا الاقتصادية أحد المحددات التي علي أساسها سيصوت الناخبون بجانب جملة من المحددات الأخري السياسية والحزبية التي ستحدد من الفائز في أول انتخابات رئاسية عقب ثورة يناير‏.‏
ومنذ الإطاحة بنظام مبارك في الحادي عشر من فبراير‏2011‏ تواجه مصر العديد من التحديات والتداعيات الاقتصادية التي أعقبت ثورة‏25‏ يناير‏,‏ والتي تمثلت في تحقيق عجز كلي بميزان المدفوعات بلغ‏12.7‏ مليار دولار في الفترة من يناير‏2011‏ إلي سبتمبر من العام ذاته‏,‏ مقابل فائض كلي بلغ‏719.1‏ مليون دولار خلال الفترة من يناير‏2010‏ إلي سبتمبر من العام ذاته‏,‏ وهبوط معدل النمو الاقتصادي المصري إلي ما بين‏1-2%‏ في الوقت الذي كان من المتوقع فيه أن يصل إلي‏6%,‏ وانخفاض حجم الاحتياطي الأجنبي بالبنك المركزي إلي‏18‏ مليار دولار‏,‏ بعد أن كان يقدر بنحو‏36‏ مليار دولار‏,‏ وتراجع معدلات الدخل السياحي‏,‏ وهو ما يعكس خسارة مصر يوميا بنحو‏40‏ مليون دولار‏,‏ وتحقيق البورصة المصرية لخسائر تتعدي‏20‏ مليار جنيه‏,‏ وتراجع معدلات نمو الناتج القومي ليصبح بالسالب في الربع الثالث من يناير إلي مارس‏2011‏ من السنة المالية‏2011/2010,‏ مقابل‏5.5%‏ و‏5.7%‏ في الربعين الأول والثاني علي التوالي‏,‏ فضلا عن ارتفاع نسبة البطالة لتصل إلي‏10%.‏
وانطلاقا مما سبق‏,‏ يبدو جليا أهمية التعرف علي الرؤي الاقتصادية للمرشحين البارزين في الانتخابات الرئاسية القادمة‏,‏ وكذلك ملامح النظم الاقتصادية التي جاءت في طياتها تلك الرؤي‏,‏ خاصة في ضوء تباين الانتماءات السياسية والتيارات الفكرية للمرشحين الذين سيخوضون تلك الانتخابات‏.‏
رؤي المرشحين للنهوض بالاقتصاد المصري
احتلت القضايا الاقتصادية جزء كبيرا من أحاديث وتصريحات المرشحين المحتملين لمنصب الرئاسة‏,‏ علي الرغم من عدم إعلان أي منهم عن برنامجه الانتخابي بصورة تفصيلية ورسمية‏,‏ وتتمثل الرؤي الاقتصادية للمرشحين الذين أعلنوا عن نيتهم للترشح للمنصب مع الإعلان عن فتح باب الترشيح وسعيهم للاستكمال أوراق الترشيح في الأتي‏:-‏
أولا‏:-‏ عمرو موسي‏:‏ تتمثل رؤيته لتحقيق التنمية الشاملة في إقامة مشروعات تنموية كبري‏,‏ ويأتي في مقدمة تلك المشروعات إقامة مشروع ممر التنمية المنتظر منه فوائد كبيرة لمستقبل مصر الاقتصادي‏.‏ وفيما يخص التعامل مع قضية البطالة‏,‏ فقد قدم موسي حلولا علي المدي القصير للتداعيات المترتبة علي مشكلة البطالة‏,‏ من خلال تخصيص بدل البطالة بقيمة‏50%‏ من الحد الأدني للأجور‏,‏ وحلولا أخري علي المدي الطويل تتعلق بالعمل علي إنهاء أزمة البطالة من خلال دعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة‏.‏
ثانيا‏:-‏ أحمد شفيق‏:‏ ينطلق برنامجه الاقتصادي من رؤيته لمصر علي أنها ساحة هائلة‏,‏ وليس لها مثيل في التنمية الاقتصادية‏,‏ سواء من خلال بيئتها‏,‏ أو ظروفها الجوية‏,‏ حتي الصحراء الموجودة في مصر يمكن تنميتها‏.‏ وتتحدد ملامح هذا البرنامج في تحويل مصر لكي تكون وجهة المستثمرين في العالم‏,‏ واستغلال منطقة قناة السويس لتكون سوقا حرة‏,‏ والاهتمام بالصعيد المصري‏,‏ وإعادة أهالي النوبة إلي أراضيهم بجوار النيل من أجل كسب ولائهم لمصر‏,‏ وتوجيه الاهتمام إلي الاهتمام بتنمية سيناء‏.‏
ثالثا‏:-‏ عبد المنعم أبو الفتوح‏:‏ تمثلت رؤيته للتنمية الاقتصادية في إطار تحويل الاقتصاد المصري من اقتصاد ريعي إلي اقتصاد منتج يعتمد علي صناعات بعينها يخلق فيها ميزة تنافسية‏,‏ ومشاركة الدولة والقطاع الخاص‏(‏ الكبير والمتوسط والصغير‏)‏ في التخطيط وتوجيه الاستثمارات الجديدة‏,‏ طبقا لخطة واضحة‏,‏ واستخدام السياسة النقدية والضريبية بشكل يشجع الاستثمار في القطاعات المنتجة‏,‏ ووضع ضوابط للاستثمار الأجنبي تتيح تعظيم الاستفادة منه ليس فقط في مجال التشغيل وضخ عملة صعبة وزيادة الناتج المحلي‏,‏ ولكن أيضا في مجال التدريب والتقدم التقني والتكنولوجي‏.‏
رابعا‏:-‏ حمدين صباحي‏:‏ يري أن مسار التنمية والنهوض بالاقتصاد المصري لن يتحقق إلا باتخاذ عدة خطوات‏,‏ يأتي في مقدمتها إعادة ترتيب أولويات الموازنة العامة للدولة‏,‏ بحيث يتصدر الإنفاق علي التعليم والصحة والبحث العلمي تلك الأولويات‏,‏ ثم تنفيذ مشروعات تساعد علي تحقيق النهضة الاقتصادية‏,‏ مثل مشروع تعمير سيناء‏,‏ ومشروع تنمية الصعيد‏,‏ ومشروع تطوير الريف‏,‏ مع التركيز علي سبع صناعات أساسية في مصر هي‏(‏ الغزل والنسيج‏,‏ والأدوية‏,‏ والأسمدة‏,‏ والحديد‏,‏ والأسمنت‏,‏ والصناعات الهندسية‏,‏ وصناعة السينما‏),‏ وكذلك تبني مشروعات جديدة‏,‏ مثل مشروع الطاقة الشمسية بمحافظات الصعيد‏,‏ والذي سيحقق لمصر ما حققه البترول لدول الخليج‏,‏ بشرط توفر إدارة وإرادة جديدة للدولة‏.‏
خامسا‏:-‏ حازم أبو إسماعيل‏:‏ يري وجوب إعادة هيكلة الاقتصاد المصري‏,‏ ووضع أسس لتنمية مصادر الدخل القومي من خلال إقامة مشروعات زراعية جديدة بالصحراء الغربية وسيناء‏,‏ مع تأسيس صناعات ضخمة علي أرض مصر‏,‏ فهي تمثل حجر الزاوية في مشروع نهضة مصر الاقتصادي‏,‏ والتوسع في إقامة استثمارات خارجية ذات عوائد متبادلة مع دول الجوار‏,‏ مثل إقامة مشروعات زراعية بالسودان‏.‏
سادسا‏:-‏ محمد سليم العوا‏:‏ تتمثل رؤيته لتحقيق التنمية الاقتصادية في حلول غير تقليدية من خلال إقامة مشروعات تكنولوجية جديدة في مجالات الطاقة المتجددة‏,‏ مثل الطاقة الشمسية‏,‏ والرياح‏,‏ وتحلية مياه البحر‏,‏ والترويج لجذب رءوس الأموال للاستثمار في تلك المشروعات‏.‏
سابعا‏:-‏ حسام خير الله‏:‏ جاءت رؤيته للتنمية الشاملة للنهوض بمصر في إطار تهيئة المناخ الاستثماري لتشجيع الاستثمارات الخارجية‏,‏ في إطار قواعد شفافة تحترم مصالح كلا الطرفين المصري والخارجي‏,‏ علي أن تشجع الدولة تلك الاستثمارات للتوجه نحو القطاعات الاقتصادية ذات التأثيرات الاستراتيجية في حياة المواطنين‏,‏ وفي مقدمتها الزراعة والصناعة والسياحة‏.‏
ثامنا‏:-‏ أبو العز الحريري‏:‏ يري ضرورة تنفيذ العديد من الإصلاحات التي من شأنها إقالة الاقتصاد المصري من أزمته الراهنة من خلال اتخاذ قرارات‏,‏ من شأنها تحقيق العدالة الاجتماعية عبر حزمة من الإصلاحات‏,‏ منها تحديد أسعار السلع وتقديمها بالتكلفة الحقيقية للمواطنين‏,‏ بحيث يحدث ارتفاع في الدخل الحقيقي للمواطن الفقير‏,‏ حال حدوث أي زيادة فيه‏,‏ وسن القوانين لمنع نهب الأموال‏,‏ وإعادة هيكلة الخزانة العامة للدولة‏,‏ في ضوء أن نصف الاستهلاك المحلي يذهب لصالح مؤسساتها العسكرية والشرطية‏,‏ وإجراء الإصلاحات الاجتماعية‏,‏ وتطبيق الحد الأدني للأجور‏,‏ وتسديد ديون صغار الفلاحين‏,‏ مع قصر الدعم علي المواطنين‏,‏ وعدم منحه للشركات الأجنبية والشركات الكثيفة الاستخدام للطاقة التي تشارك المواطن البسيط في هذا الدعم‏.‏
ملامح النظام الاقتصادي الذي يتبناه المرشحون
علي الرغم من اختلاف الانتماءات السياسية وتباين الأيديولوجيات التي يتبناها مرشحو الرئاسة‏,‏ اتفقت رؤيتهم في تبني النظام الاقتصادي المختلط الذي تتعدد أشكاله وفقا لدرجة الوسطية بين النظام الرأسمالي والنظام الاشتراكي‏,‏ أو للخلفية الفكرية‏,‏ مثل الاقتصاد الإسلامي المنبثق من تيار الفكر الإسلامي‏.‏ وبتحليل رؤي المرشحين لخوض انتخابات الرئاسة المقبلة‏,‏ يمكن تصنيف النظم الاقتصادية التي انبثقت منها تلك الرؤي‏,‏ وفقا للتصنيف الآتي‏:‏
أولا‏:-‏ نظام اقتصادي مختلط يميل إلي الرأسمالية‏:‏
جاءت رؤية أبرز مرشحي الرئاسة المحسوبين علي التيار الليبرالي لتبني نظام اقتصادي مختلط يميل إلي الرأسمالية‏,‏ والذي يتبني اقتصاد السوق والحرية الاقتصادية‏,‏ مع محدودية دور الدولة في الحياة الاقتصادية‏.‏ فقد أعلن عمرو موسي عن تبنيه لسياسة الاقتصاد الحر القائم علي العدالة الاجتماعية‏,‏ علي أن تكون الكيانات الاقتصادية الضخمة والمرتبطة بالثروات الأساسية للبلاد في يد الشعب‏.‏ ويري الفريق أحمد شفيق أن مصر ستكون قبلة للمستثمرين من خلال تبني نظام اقتصادي حر يساعد علي جذب المستثمرين بشكل يسهم في تشغيل الشباب وزيادة الدخل والناتج القومي‏.‏
في حين يري اللواء حسام خير الله ضرورة تشجيع القطاع الخاص من خلال اتباع سياسات وإجراءات شفافة لضمان إسهام فعال في المشاكل الاقتصادية التي يعانيها اقتصاد مصر‏,‏ علي أن تقوم الدولة بدورها الحقيقي في تمويل ورعاية القطاعات الاقتصادية ذات التأثيرات الاستراتيجية في حياة المواطنين‏.‏
وعلي الرغم من وجود بعض المرشحين المنتمين للتيار الإسلامي‏,‏ فإنهم أيضا تبنوا النظام الاقتصادي المختلط الذي يميل إلي الرأسمالية‏.‏ فبالنسبة للدكتور عبد المنعم أبو الفتوح‏,‏ فيري أن تعظيم التنمية الاقتصادية المتوازنة والعادلة سيكون عن طريق تفعيل أشكال الملكية والإنتاج المختلفة‏,‏ وعدم قصرها علي ثنائية القطاع العام‏/‏ القطاع الخاص‏.‏ كما أعلن محمد سليم العوا عن تبنيه سياسة فتح أبواب العمل الحر بغير قيود‏,‏ وتشجيع المشاريع الصغيرة بغير قيود‏,‏ وإلغاء الروتين الحكومي عند إقامة المشروعات‏.‏
ثانيا‏:-‏ نظام اقتصادي مختلط يميل إلي الاشتراكية‏:‏
تميل رؤية مرشحي الرئاسة المنتمين للتيار اليساري‏,‏ وأبرزهم المرشحان حمدين صباحي وأبو العز الحريري‏,‏ لتبني نظام اقتصادي مختلط يميل إلي الاشتراكية‏,‏ حيث تعظيم دور الدولة والقطاع العام في الحياة الاقتصادية‏,‏ ومحدودية دور القطاع الخاص في النشاط الاقتصادي‏.‏ فيري حمدين صباحي أن إمكان النهوض بالاقتصاد المصري ستكون من خلال الاعتماد علي ثلاثة قطاعات رئيسية للنهوض بالاقتصاد المصري‏,‏ هي‏:‏ قطاع عام متحرر من البيروقراطية‏,‏ ويعتمد وسائل الإدارة الحديثة والتخطيط العلمي‏,‏ وقطاع تعاوني يعظم القدرات الإنتاجية والتنافسية‏,‏ وقطاع خاص تقوده رأسمالية وطنية تلعب دورها الرئيسي والمنتظر في مشروع النهضة‏,‏ وتشجيعها من خلال حوافز الاستثمار‏,‏ ودعم المشروعات المتوسطة والصغيرة والمتناهية الصغر‏,‏ وتشريعات تواجه الفساد والاحتكار وقوانين تضمن أداء الرأسمالية الوطنية لواجبها الاجتماعي‏.‏
أما عن المرشح أبو العز الحريري‏,‏ فعلي الرغم من أن برنامجه الاقتصادي لم يعلن عنه بشكل نهائي‏,‏ فإن تصريحاته بعد إعلان ترشحه للرئاسة أظهرت ميوله الاشتراكية‏,‏ حيث أكد علي دور الدولة في اتخاذ القرارات‏,‏ والقيام بالإصلاحات التي تؤدي إلي تحديد أسعار السلع‏,‏ وتقديمها بالتكلفة الحقيقية للمواطنين‏,‏ بحيث يحدث ارتفاع في الدخل الحقيقي للمواطن الفقير‏.‏
ثالثا‏:-‏ نظام الاقتصاد الإسلامي‏:‏
أعلن حازم أبو اسماعيل عن رؤيته لتبني النظام الاقتصادي الإسلامي‏,‏ والذي يعد من قواعده الأساسية أن الملكية الخاصة حق الأفراد في تملك الأرض والعقار ووسائل الإنتاج المختلفة‏,‏ مهما يكن نوعها وحجمها‏,‏ بشرط ألا يؤدي هذا التملك إلي الإضرار بمصالح عامة الناس‏,‏ وألا يكون في الأمر احتكار لسلعة يحتاج إليها العامة‏.‏ وبالنسبة للملكية العامة‏,‏ تظل المرافق المهمة لحياة الناس في ملكية الدولة أو تحت إشرافها وسيطرتها‏,‏ من أجل توفير الحاجات الأساسية لحياة الناس ومصالح المجتمع‏.‏ ولكن برنامجه الاقتصادي لم يتضمن الرؤية تجاه المحظورات التي يقرها النظام الاقتصادي الإسلامي‏,‏ ومنها تحريم الاتجار في القروض‏,‏ وتحريم بيع ما لا يمتلكه الفرد‏,‏ وما يندرج تحت هذا البند من أمثلة التمويل العقاري وغيره‏.‏
ملاحظات ختامية
وبعد هذا العرض لرؤية المرشحين المحتملين لمنصب الرئاسة وتوجهاتهم الاقتصادية حيال العديد من القضايا المركزية التي تشغل كل أطياف الشعب المصري‏,‏ نشير إلي ملاحظتين‏:‏
أولا‏:-‏ اتفاق أغلب المرشحين المحتملين لخوض انتخابات الرئاسة القادمة في برامجهم الانتخابية‏,‏ فيما يتعلق بالناحية الاقتصادية‏,‏ علي أهمية معالجة القضايا الاقتصادية‏,‏ وإن اختلفوا في وسائل وطرق المعالجة‏,‏ المتعلقة بضرورة النهوض بالزراعة‏,‏ والاهتمام بالفلاح‏,‏ وتحديد الحد الأدني للأجور‏,‏ والعمل علي زيادته‏,‏ والعمل علي جذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية‏,‏ وتنشيط السياحة‏,‏ وتنمية سيناء والصعيد‏.‏وبالتالي‏,‏ يمكن اعتبار مناطق الاتفاق المشار إليها سلفا تمثل في الوقت ذاته ترتيبا للأولويات الاقتصادية التي يجب أن يضعها الرئيس القادم نصب عينيه‏,‏ والذي يمكن اعتبارها المسار الاقتصادي لرئيس مصر القادم‏,‏ والذي سيتتبعه الشعب من خلاله‏.‏
ثانيا‏:-‏ لا تزال الرؤي حول مستقبل اقتصاد مصر غير مكتملة‏,‏ حيث لم يفصح أي من مرشحي الرئاسة عن كامل برنامجه الانتخابي‏,‏ فلم يحدد أي من المرشحين كيفية تمويل برنامجه الاقتصادي‏,‏ حيث جاءت رؤي هؤلاء المرشحين حول التعامل مع التحديات التي يمر بها الاقتصاد المصري في الوقت الراهن فضفاضة‏,‏ وأقرب ما تكون إلي شعارات انتخابية‏,‏ راحت تغازل مشاعر المواطنين المصريين‏.‏
وهو ما يذكرنا بالشعارات التي كانت تتردد في ظل النظام البائد‏,‏ مثل تبني بعض الأفكار المتعلقة بتنمية الصعيد وسيناء‏,‏ وتنفيذ بعض المشروعات القومية مثل ممر التنمية‏,‏ وذلك دون الاهتمام بتحديد مصادر التمويل اللازمة لتحقيق ذلك‏,‏ وهل سيعتمدون في ذلك علي التمويل الوطني أو سيعتمدون في تنفيذ أفكارهم علي الاقتراض من الخارج والمعونات الأجنبية‏.‏ ويمكن تفسير ذلك في ضوء ما أثير علي الساحة المصرية في الفترة الأخيرة بشأن قضية التمويل الأجنبي‏,‏ والتي جعلت المرشحين ينأون بأنفسهم بعيدا عن الشبهات‏,‏ والخوف من الاتهام بالعمالة‏.‏ وفي جميع الأحوال‏,‏ فإن طرح الرؤي والبرامج الاقتصادية‏,‏ في إطار يتسم بالتحديد والوضوح والدقة لآليات وإمكانات التنفيذ لتلك الرؤي والبرامج‏,‏ هو ركيزة أساسية لبناء الثقة بين الناخب المصري ومرشحه‏.‏
باحثة متخصصة في الشئون الاقتصادية


إضافة تعليق

البيانات مطلوبة

اسمك
*


بريد الالكترونى *
البريد الالكتروني غير صحيح

عنوان التعليق *


تعليق
*


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.