لم يعد الانفلات الأمني وحده هو السبب فيما تشهده شوارع محافظة الأقصر من تعديات عشوائية تدمر أعمال التطوير التي تكلفت نحو200 مليون جنيه, ولكن تجاوز الانفلات الأخلاقي كل الخطوط الحمراء بعد أن اعتقد البعض ان الحرية هي الفوضي وعدم الالتزام. المؤسف أن شوارع المدينة السياحية التي يزورها الآلاف من السياح يوميا, تحولت الي أسواق للباعة الجائلين وسط سيطرة من البلطجية علي المحاور المرورية والميادين, وهو مادفع المواطنين لإطلاق صرخة مدوية لإنقاذ مايمكن إنقاذه. ويقول منتصر أبوالحجاج وكيل وزارة سابق إن المدينة تحولت الي سرادقات عشوائية لبيع الخضر والفاكهة, وتسبب ذلك في اختناق مروري غير مسبوق مما يعرض الكبار والصغار وطلاب المدارس وخاصة الأطفال لخطر الحوادث. وقال: اهيب بالمحافظ الدكتور عزت سعد, ورجال الأمن, ورؤساء الأحياء بالتواجد الميداني في الشوارع, لأن استمرار هذا الحال في المدينة سيجعلها طاردة للسائحين في ظل تعرضهم للمضايقات والسلوكيات غير الحضارية التي تمارسها قوة شاردة ومعروفة لا يقوي الجهاز التنفيذي الضعيف علي مواجهتها. ويتدخل عادل فخري محاسب بأحد الفنادق بالأقصر مطالبا الشرطة بالتدخل والتواجد الفعال داخل المناطق السياحية والأثرية وكورنيش النيل لوقف مهازل الباعة الجائلين الذين يطاردون السائحين, ناهيك عن طوابير المتسولين الذين يشوهون وجه المدينة السياحية علي مرأي ومسمع من جميع المسئولين بالمحافظة. وينتقل للحديث عن منطقة طريق الكباش متسائلا عن السبب في عدم استكمال هذا الطريق حتي الآن, الأمر الذي أدي الي تحوله الي منطقة متكدسة تحتاج الي خارطة طريق حتي تخرج منها المجموعات السياحية. ويطالب أيمن زكريا مدير فندق سياحي الدكتور كمال الجنزوري, رئيس الوزراء, بتوفير التمويل اللازم لاستكمال هذا المشروع القومي الذي سيحول الأقصر الي أكبر متحف مفتوح في العالم. مشيرا الي انه ليس من المعقول ان يستمر العمل فيه ويقصد طريق الكباش عامين. وقال: لابد من انقاذ الأقصر من براثن العشوائيات وسوء التخطيط ولا مبالاة المسئولين. ويعود مجددا ليؤكد تعرض المحافظة لهجوم عشوائي من المخالفين بعد ثورة25 يناير, ليطول ذلك المناطق الأثرية, ويناشد الأمن التدخل حتي نحافظ علي حد قوله علي ماتبقي من السياحة. ومن جانبه, قال الدكتور عزت سعد, محافظ الأقصر: إن هناك محاولات جادة لإعادة الأمن الي المحافظة بالقدر الذي يتناسب مع أهميتها ومكانتها العالمية, وهو الذي لن يكون إلا بالتعاون الشعبي وممارسة نواب الشعب لدورهم في توعية المواطنين الذين يعتدون علي الشوارع والأرصفة والميادين, وأكد سعد أنه يشجع أسلوب الحوار وسيعطي مهلة زمنية لهؤلاء الذين استحلوا التعدي علي أراضي الدولة تقديرا لظروفهم وفي حالة استمرارهم سوف يكون هناك تدخل قوي من الأمن لتطبيق القانون علي الجميع.