أكد الدكتور هشام قنديل وزير الموارد المائية والري, في الندوة التي عقدتها وحدة دراسات السودان وحوض النيل, بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية, أن مصر حريصة علي مبدأ التعاون, غير أنها لن توقع علي اتفاقية عنتيبي بوضعها الحالي. قال قنديل: إن مصر أكدت ذلك مرارا وتكرارا, ومن ثم فإنها غير معنية بما طرح في الاجتماع الأخير لدول الحوض الجنوبي, حول دعوة مصر والسودان للتوقيع علي الاتفاقية خلال ستين يوما. وأشار في الندوة التي عقدها الليلة الماضية مركز الأهرام, إلي أن عدم توقيع مصر والسودان سوف ينتج عنه فقدان السمة الأساسية التي انتجتها المبادرة المشتركة لحوض النيل وهي تماسك بلدان الحوض ككتلة واحدة تتميز بالتماسك والاستقرار. الأمر الذي يجعلها جاذبة للاستثمارات والتمويل, بخلاف الوضع الحالي الناتج عن الخلاف.أضاف وزير الري أن دول المنابع لن تستفيد الشيء الكثير من التوقيع المنفرد لأنه يوجد بالفعل تجمع قائم لدول الحوض الجنوبي منذ فترة وانضمام اثيوبيا لهذا التجمع لن يضيف شيئا إذ إنها تقع في الحوض الشرقي ولاصلة لها بالحوض الجنوبي. وأوضح أن هناك مقترحات للمساعدة علي الخروج من الوضع الحالي يتم التشاور حولها مع السودان والكونغو. من ناحية اخريقال الدكتور محمد نصرالدين علام, وزير الموارد المائية والري الاسبق, ان الوضع المائي في مصر شديد الحرج, فمصر تقع ضمن حزام المناطق الجافة وتحصل علي95% من مواردها المائية من مصدر واحد فقط وهو نهر النيل, الذي يمد مصر بحصة سنوية مقدارة5,55 مليار متر مكعب, وهي ثابتة منذ اكثر من خمسين عاما حسب اتفاقية1959 مع السودان, وان بقية الموارد المائية تتمثل في كمية قليلة جدا من الامطار لا تتعدي مليار متر مكعب سنويا, تسقط علي الساحل الشمالي وساحل البحر الاحمر وبعض مناطق شبه جزيرة سيناء, ومياه جوفية عميقة غير متجددة في الصحاري لا يتعدي المستخدم منها2 مليار متر مكعب سنويا. واضاف في كتابه الذي حمل عنوان اتفاقيه عنتيبي والسدود الاثيوبية..الحقائق والتداعيات: المياه المحلاة التي تتطلب تكلفة عالية في عملية التحلية, لا تزيد سعة محطات التحلية القائمة حاليا علي200 مليون متر مكعب سنويا, وبالتالي فان اجمالي الموارد المائية المتاحة لمصر لا يزيد علي59 مليار متر مكعب في السنة, مما يعني ان نصيب الفرد من المياه قد وصل الي اقل من700 متر مكعب سنويا, اي اقل من حد الفقر المائي المتعارف عليه عالميا بالف متر مكعب سنويا, علما بان المتوسط العالمي يزيد عده اضعاف عن نصيب الفرد في مصر. وقال علام: شغلتنا مشاكلنا الداخلية عما يحاك حاليا حولنا ويعاد تشكيل المنطقة بتفتيت السودان واضعاف مصر وتهديد مستقبلها المائي وتصعيد قوي جديدة بهدف مواجهه المد الاسلامي في المنطقه.. هذه ليست قضيه وزارة الموارد المائية والري وحدها او قضية وزارة الخارجية انها قضية ومستقبل امة بالكامل تستحق منا ان نقف جميعا صفا واحدا لوضع استراتيجية واضحة تحافظ علي حقوقنا وحقوق اجيالنا المستقبليه وذلك بالتنسيق الكامل مع الشقيقة السودان.