قال محمد كامل عمرو وزير الخارجية إن من حق المصريين التعبير عن غضبهم واستيائهم من السماح بخروج المتهمين الأمريكيين في قضية التمويل الأجنبي إلا أنه عاد ليؤكد أن العلاقات بين مصر وأمريكا لا يجب أن تختزل في تلك القضية واصفا إياها بأنها مجرد مسألة منظمات تعمل خارج القانون. وأضاف عمرو في ندوة أدارها السفير نبيل فهمي بالجامعة الأمريكية مساء أمس إن علي المصريين تخطي المرحلة الحالية والتي وصفها بالعارضة في العلاقات المصرية الأمريكية وقال: يجب أن نتعلم مما حدث لنبني علاقات علي أسس صحية فيها التوافق و الاختلاف. وطالب وزير الخارجية بضرورة الإسراع بوضع خطة منهجية لوضع نهاية لمرحلة المعونات الأمريكية لمصر, وتابع المعونات يجب أن تكون مرحلية وليست أبدية, ولفت النظر إلي أن اليوم الذي تقوم فيه العلاقات علي غير المعونات سوف تكون صحيحة وسليمة وشدد علي أن المعونات تشوه العلاقات بين مصر والولايات المتحدة. ووصف العلاقات مع واشنطن بأنها استراتيجية علي مدي طويل وأنها كانت قائمة في إطار معاهدة كامب ديفيد والتزام مصر بالسلام مع إسرائيل وأن الزمن تخطي هذه المرحلة ويجب أن تقوم علي أسس جديدة تنطلق من معطيات ثورة25 يناير حيث مصر تتجه لإقامة نظام ديموقراطي سوف يكون نموذجا ومثالا لدول المنطقة. ويجب أن تكون النظرة الأمريكية لمصر في هذا الإطار. وقال إن منظمات المجتمع المدني كانت تعمل منذ سنوات وهي من ميراث الثورة وزاد عملها مع الانفتاح الذي تواكب مع أحداث الثورة. وحول موقف مصر من الثورة السورية; قال وزير الخارجية إن الدبلوماسية كانت نشطة بعيدا عن الفرقعات والإبهار والدور المصري كان فاعلا في سوريا موضحا أن مصر من أولي الدول التي تحركت ورفضت الحل العسكري وحذر من وصول الأوضاع لنقطة اللاعودة وأنها تعتبر التدخل العسكري كارثة. وقال إن الوضع الحالي في سوريا لا يمكن السكوت عليه حيث يسقط ما بين60 و70 قتيلا يوميا, ومصر تتمسك بمبادرة الجامعة العربية لحل سياسي يتضمن وقف العنف وسحب القوات المسلحة من الشوارع والمدن وتشكيل حكومة ائتلافية تشارك فيها المعارضة وفتح حوار موسع يحقق المصالحة الشاملة بدون تفتيت الوحدة السورية أو انقسام أو اندلاع حرب أهلية, موضحا أن نشر قوات يتطلب موافقة بشار الأسد, مطالبا بإتاحة فرصة لكوفي عنان الذي عين ممثلا للأمين العام للأمم المتحدة ووافقت عليه سوريا. وحول التيار الإسلامي والسياسة الخارجية, قال إن للوزارة اتصالات مع أعضاء مجلس الشعب ومع لجنة الشئون الخارجية بالمجلس وأن القوي الإسلامية من إخوان مسلمين وسلفيين لم تطالب بسياسة خارجية إسلامية بل طالبوا بسياسة خارجية تراعي مصلحة مصر والتزاماتها وفقا للثوابت التي يلتزم بها الجميع وأن مصر عادت لدورها الطبيعي كإحدي نتائج ثورة25 يناير, موضحا أن المواجهة بين القومية والتيار الإسلامي حوار داخلي في المجتمع وأنه لا يري هذا الحوار. واعتبر إيران دولة إقليمية كبري لا يمكن تجاهلها وهناك مشكلات ومساحات من الحوار بين البلدين كما أن اللقاءات مستمرة بين المسئولين في البلدين في المحافل الدولية, ومصر وإيران عضوان في ترويكا مجموعة عدم الانحياز مع كوبا, وستشارك طهران في مؤتمر بالقاهرة في مايو المقبل. مؤكدا أن العلاقات ستعود لطبيعتها عندما تكون الظروف مواتية, وقال إن الدول العربية تعيش الآن مرحلة الشعوب.