تزدان رياضة الهوكي في مصر بناد ليس له منافس علي المستويين المحلي والافريقي فهو بطل الدوري بلا منازع وهو سيد الاندية الافريقية بلا مبارز ومع ذلك فإنه لا يلقي الا عدم الاهتمام رسميا واعلاميا. فلا المسئولون عن الرياضة ينصفونه ويعاملونه كبطل يرفع اسم مصر عاليا في المحفل الافريقي ولا المهتمون بالاعلام الرياضي يعيرونه التفاتا بل همهم الاكبر ورعايتهم الوحيدة ومناقشاتهم وحواراتهم لا تدور إلا عن مفاعيص كرة القدم حتي ولو أخفقوا ولم يحققوا شيئا فالكلام عنهم لا ينقطع والأضواء عن طلعاتهم البهية لا تنحسر, والنادي الذي نتحدث عنه لا يقع في القاهرة أو الاسكندرية بل هو في مدينة الزقازيق واسمه نادي الشرقية وله في عالم الهوكي صولات وجولات لعل أبرزها وأهمها انه بطل الأندية الافريقية لسنوات عديدة حيث فاز بالبطولة عشرين مرة في حين أن عدد البطولات الافريقية لأندية الهوكي لم يزد علي ثلاثة وعشرين بطولة, وبالتالي كتب اسم هذا النادي في موسوعة جينيز للأرقام القياسية باعتبار انه النادي الوحيد الذي أحرز هذا العدد من البطولات سواء في لعبة الهوكي أو في أي لعبة رياضية أخري, وذكرياتي عن هذا النادي تمتد إلي حوالي أربعين عاما عندما زرته سنة انشائه وكان ذلك عام1973 كانت مساحته آنذاك حوالي خمسة أفدنة وكأن محافظة الشرقية استكثرت عليه هذه المساحة فاقتطعت جزءا منها أنشأت عليه معهدا أزهريا للفتيات واقتطعت جزءا آخر أنشأت عليه حمام سباحة يتبع مديرية الشباب في الشرقية وتصل مساحته الآن إلي حوالي ثلاثة أفدنة ونصف الفدان وهي المساحة التي يقام عليها استاد الهوكي وصالة مغطاة خرسانية وحكاية الهوكي مع هذا النادي لها جذورها العميقة في تربة الرياضة في محافظة الشرقية وتبدأ بإدخال اللعبة علي يد مدرس انجليزي في المدرسة الثانوية كان يدرس اللغة الانجليزية ويعشق الهوكي ومارس طلبة الزقازيق الثانوية رياضة الهوكي وتفوقوا فيها وكانت مدرستهم تفوز عادة ببطولة المدارس للهوكي وهذه الانتصارات حفزت ناديا صغيرا في حي شعبي بالزقازيق هو نادي الصيادين الذي بدأ ابناؤه يلعبون الهوكي بعصي من جريد النخيل وقوي عود نادي الصيادين وشارك في الدوري المصري للهوكي وكان يفوز عادة علي أندية مثل الأهلي والزمالك وغيرهما وتقاطر الشباب والتحقوا بنادي الشرقية ومارسوا اللعبة وأتقنوها وسنة بعد سنة قامت دولة الهوكي في نادي الشرقية فإذا به يتوج بطلا للدوري أكثر من مرة وهذا التتويج أهله لكي يمثل الاندية المصرية في بطولة أندية القارة واذا به يكتسح أقرانه الافارقة ناديا بعد ناد وسنة بعد أخري وهنا زاد حماس لاعبيه فهم يشهدون أنفسهم يقفون علي منصات التتويج فازدادت رغبتهم في الفوز الذي تحقق عشرين مرة كان آخرها في ديسمبر الماضي عندما اجتلبوا اللقب العشرين في البطولة التي نظمتها زامبيا وشارك فيها11 ناديا أفريقيا من ثماني دول هي كينيا التي شاركت بفريقين وغانا ونيجيريا وزيمبابوي وتنزانيا وملاوي وزامبيا ومصر, ويعود فريق الشرقية حاملا البطولة ولا يجد من ينتظره سوي ابناء مدينته الذين يستقبلونه بالطبل والمزمار ويقول العميد محسن شاهين رئيس النادي انه يحز في نفسه ونفوس لاعبيه ان الإعلام المرئي لا يهتم بهم ولم يسلط أي ضوء علي إنجازاتهم اللهم إلا خبر هنا وآخر هناك عن انتصاراتهم ولقاء اذاعي من اذاعة الشباب والرياضة أما عن عطايا الدولة فلا شيء اللهم إلا ثمن تذاكر السفر ومكافأة اللاعبين حسب لوائح المجلس القومي للرياضة ويتساءل الرجل هل لو كان الفائز ناديا جماهيريا مثل الأهلي والزمالك كان سيعامل ويجازي جزاء سنمار مثل نادي الشرقية ونحن مع السيد العميد نشد أولا علي أيدي لاعبيه ونهنئهم علي إنجازهم ونقول لهم لا تحزنوا ويكفيكم فخرا ان التاريخ سيخلد اسماءكم واسم ناديكم أما عن الاعلام الذي يهدر حقكم وإما عن المسئولين الذين لا يقيمون لكم حفلات التكريم ويقدمون لكم المكافآت المجزية فحسبكم الله وهو نعم الوكيل.