الحديث مع سائق التاكسي يعد أقرب نقطة لنبض الشارع, والمصادفة كانت مع شاب مبتسم, تشعر برغبته في معرفة ما يدور حوله. ولكن البداية هي معرفة أوضاع وظروف عمله.. وهل تغيرت نحو الأفضل, خاصة من الناحية الأمنية, قال: نعم.. الأمور تتحسن وهناك وجود أمني علي الطرق, ولكن نستطيع الوصول إلي أفضل من ذلك بكثير, ولا أعرف لماذا كل هذا الوقت للقضاء علي مظاهر الفوضي والبلطجة, نريد من رجال الأمن القيام بدورهم ونحن علي استعداد لمساندتهم, كل الشعب علي استعداد. وعن الفارق في مشاعر الناس حول أهداف الثورة وحالة الهدوء النسبي بالنسبة للمظاهرات المليونية وغيرها, قال: هناك جديد, لدينا الآن مجلس الشعب الذي يناقش كل ما نريده, ونسمع فيه رأي الشارع فعلا, وهناك من يقول: إن المجلس يكتفي بالنقاش والكلام, وهو هجوم من الفئات التي تضررت من وجود المجلس, لأنها فقدت نجوميتها في الشارع, وأيضا بقايا النظام السابق الذين يستشعرون الخطر من اقتراب لحظة محاسبتهم جميعا. يعني أنت تعلق الكثير علي مجلس الشعب.. أجاب سريعا: نعم.. علي الرغم من أننا نتابع الجلسات من الجزيرة مباشر, لأن التليفزيون المصري يذيعها علي تردد مجهول سيئ وكثير الانقطاع, ولا أعرف لماذا لا تخصص القناة الأولي أو الثانية الوقت الكافي لبث الجلسات كاملة علي الهواء ومعها الفضائية المصرية التي تصل إلي المصريين في الخارج, أليس هذا أجدي من البرامج المعادة والسخيفة الحالية؟ قلت وقد اقتربت نهاية المشوار: هل أنت متفائل؟ قال: نحن دولة كبري, وستكون كبري بإذن الله, كل ما نريده الأيدي النظيفة التي لا تسرق, كل المطلوب أن تختفي المجاملات ومظاهر الفساد التي لاتزال قائمة, ولكننا نسير في الطريق الصحيح, أصبح لدينا مجلس حقيقي للشعب, وقريبا ستبدأ الانتخابات الرئاسية, ويبقي الدور علي الحكومة. وبصراحة والحديث له الجنزوري راجل كويس ولكنه لم ينفذ شيئا, الخسائر في الاقتصاد كما هي, والأزمات تشتعل في اسطوانات الغاز والبنزين والسولار ورغيف الخبز, والبلطجة في الشوارع, وكل يوم له ثمن نتيجة غياب الأمن والاستقرار بصورة كاملة, وبصراحة أكثر أشعر أن هذا أقصي ما لدي الجنزوري.. وكفاية عليه كده!