تسببت الاعتداءات المستمرة علي ستديوهات الهواء بماسبيرو والتي كان آخرها منع المعتصمين من قناة القاهرة الضيوف من دخول برنامج ستديو27 وكذلك رفع لافتة الحرية للنيل للأخبار خلف مذيعة النشرة, وقيام مراسلين بإبداء آرائهم عما يحدث في التليفزيون خلال البث المباشر, في حالة قلق لدي البعض, خاصة وأن ما يحدث ينذر بكارثة فيما بعد قد تصل إلي اقتحام الاستديوهات.. الأهرام المسائي تحدثت مع عدد من الإعلاميين حول هذا الأمر ورفضوها بالإجماع. قال الإعلامي طارق حبيب أرجو أن يراعي شباب الإعلاميين أن هناك خيطا رفيعا بين الفوضي والحرية, وأعلم ان أغلب العاملين في المجال الإعلامي يعلمون ذلك, لكن هناك قلة قليلة يخرجون عن الالتزام الأدبي, ويفعلون ما يشاءون كأن كل شخص يملك قناة تليفزيونية, وهذا وضع لا يجب ان يستمر, وأن توضع قيود وحدود. وأضاف أنه يجب معاقبة كل من يفعل ذلك بإيقافه ثم منعه من الظهور, حيث بهذا الشكل يحرص كل شخص علي عدم الخروج عن النص, مشيرا إلي انه في الماضي كان كل من يخطئ علي الهواء بدون قصد يمنع من الظهور, أو يحجب عن الشاشة لمدة ثلاثة أشهر. بينما قال حمدي الكنيسي ان ما يحدث من انتهاكات مستمرة للهواء تعتبر جزءا من الانفلات الإعلامي الموجود وغياب المتابعة والتقييم, لذا لابد أن توضع نهاية لهذا الوضع وأتصور ان هناك ضرورة لها بإنشاء نقابة للعاملين بالإذاعة والتليفزيون تلزم الجميع بميثاق شرف إعلامي, ويكون من لجنة القيم مثل اللجنة الموجودة بنقابة الصحفيين, وهذه اللجنة تتولي محاسبة وتقييم ما يتم بثه عبر الشاشة والإذاعة, ويكون هناك الثواب والعقاب, وليس وزير الإعلام أو رئيس الاتحاد أو مالك القناة. وأشار الكنيسي إلي أن ما يحدث يجعله شخصيا يبذل مجهودا مضاعفا من أجل عرض مشروع النقابة علي مجلس الشعب. فيما قال د. سامي الشريف رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون السابق ان ما يحدث انعكاس لحالة الانفلات الأمني والانفلات في الشارع المصري عموما,حيث ان الاعتداء علي ستديوهات الهواء ظاهرة غير مسبوقة, ولم يحدث من قبل في تاريخ التليفزيون ان يهدد العاملون بذلك فهو مجرم قانونا, لأن الاقتراب من ستديوهات الهواء تهديد للأمن القومي. وأضاف ان الهواء ليس ملكا للمذيع, ولكن للمشاهد الذي يفتح التليفزيون ليشاهد برامج متنوعة وليس من حق المذيع أن يقول ما يشاء لان هناك فارقا كبيرا بين ستديو التليفزيون و المصطبة التي يقال عليها اي شئ لذا عليه ان يدرك مسئوليته ويعرف انه ليس حرا في ان يقول رأيه كيفما يشاء, ولكن وفقا لاسكريبت سبق إعداده. وتابع قائلا ان ما شاهدناه شئ مؤلم مثل ان يعبر مخرج برنامج عن رأيه خلف مذيعة نشرة الأخبار وكذلك عندما تستغل مذيعة صداقتها لمذيعات أخريات لتقول آراءها وتذيع برنامجها الانتخابي, وبناء عليه لابد ان تواجه مثل هذه الأفعال بأقصي درجات العقوبة ليدرك العاملون أنهم لم يشتروا التليفزيون, ولكنهم يعملون تحت امرة المشاهد, لذلك انا مع تحويلهم للنائب العام لان للهواء حرمة وقدسية يجب احترامها. بينما قال الإعلامي محمود سلطان إن مسألة الاعتداء علي ستديوهات الهواء تعد فوضي, وشئ مؤلم ان نصل لهذه الدرجة, علي عكس الماضي كان جهاز الإذاعة والتليفزيون منتهي الالتزام والجدية, وكان ذلك ينعكس علي مستوي الحوار. وأضاف انه يجب معاقبة المخطئين فورا والا نترك هؤلاء المخربين بدون عقاب وألا يقوم بالتخريب ثم يذهب ولابد من فرض سياسة الثواب والعقاب. وقالت الإعلامية درية شرف الدين انه ايا ما كان الدافع فهذا نوع من التسيب يؤدي إلي انهيار تقاليد العمل, وضرب المهنية في مقتل, لذا يجب ان يقابل ذلك بكل الحسم لان لا يوجد شيء أخر بعد الاعتداء علي الهواء. وأضافت لو ان الامر بيدي لفصلت من يفعل ذلك نهائيا لان هناك تقاليد مهنية لا يجب تعديها تحت أي ظرف من الظروف لان استغلال الهواء بهذا شكل نوع من الخيانة لأن العمل أمانة.