إنها جمعة بورسعيد, زاد الوصف أو اقتضب الحديث والتسميات.. الجميع هنا يرفع أرض المقاومة فوق الشبهات, يصرخ من قلبه واحشائه بورسعيد برئية, قادنا حظنا الي هذا الحدث. بعد ان قررنا الرحيل الي المدينة الحزينة لنتحسس ونرصد ما اشيع عن الحصار والدمار, وقادنا حسنا الصحفي إلي هذه الوجوه في تلك الجمعة لنخرج وفي جعبتنا ردود من البورسعيدية علي اسئلة حيرت الجميع.. الأهرام المسائي يجيب عنها من خلال أحداث يوم خرجت فيه بورسعيد عن بكره أبيها لمقاومة الاحساس بالذنب والاتهام بقتل أبناء الألتراس عبر السطور التالية: وجوه أطبق الحزن علي ملامحها, ترفع علم مصر ليعلو سارية شاركه فيها علما النادي المصري البورسعيدي والنادي الأهلي.. أطفال انطلقوا في الشوارع مبتهجين ظنا منهم أن ما يحدث علي طريقة ميدان التحرير هو إعادة ل25 يناير ليصلح كل من لم يشارك في الثورة خطأه ويكرر من شارك متعة تلك اللحظات. ونساء خرجن بعباءتهن السوداء التي تعتبر الزي الرسمي للسيدة المصرية ولربما جاءت في هذا اليوم حدادا علي ماحدث علي أرض المقاومة الشعبية. شباب ارتدوا ترينينج سوت علي طريقة الالتراس, واقتسموا اللونين الأخضر والأحمر بينهم وتشاركوا في علم مصر وهتاف بورسعيد بريئة.. دي مؤامرة دنئية. اربعة اتجاهات أعلن عنها الشارع البورسعيدي للتجمع أحدها أمام منصة توفيق عكاشة مالك قناة الفراعين وآخر أمام مبني المحافظة وثالث أمام منصة يوم التضامن مع بورسعيد والتي اطلق عليها أبناء بورسعيد منصة نوارة نجم والأخير كان منصة حزب النور. أمتار قليلة فصلت المنصات الاربع عن بعضها البعض وكعادة جمعات ما بعد الثورة كانت نقطة التلاقي والانطلاق هي شعائر صلاة الجمعة والتي أداها ابناء بورسعيد بجامع الشاطئ الاقرب الي منصة توفيق عكاشة. اللهم افرج الغمة وجمع الأمة وافضح الفاسقين.. اللهم أخرج ببلادنا من هذه الفتنة هكذا كان صوت عبد المنعم ابو الفتوح المرشح لرئاسة الجمهورية يأتي البورسعيدية من داخل المسجد خلال إمامته لصلاة الجمعة, وفي الخارج وعلي البوابات كانت المشاهد متشابكة ومتشابهة صغار يحملون علما ويمسكون بتلابيب ابائهم في انتظار الركعة الاخيرة ورجال بدلوا المصلاة بالعلم وخروا ساجدين لله وجباههم علي الاسود حدادا ودموعهم علي الأبيض حزنا ودعاؤهم يصعد من فوق اللون الاسود راجيا الله أن يبرئ أهل بورسعيد. ومع انتهاء شعائر الصلاة تبدأ ضجة وجلبة تحدثها حركة الجميع اثناء خروجهم من حرم المسجد والنساء وهن يتلقين ابناءهن وفي لحظة تبدأ محاولات تحويل الجمع الي مسيرة باتجاه منصة توفيق عكاشة فتتصاعد الهتافات وتتشابك لكنها تصب في اتجاه أن الجيش والشعب ايد واحدة, لحظات وانتهي العدد أمام منصة توفيق عكاشة قبل حضوره الي حوالي مائتي شخص. ووسط الهتافات ثارت جلبة أخري قادمة من حيث مسجد الشاطئ لتعلن عن وصول بعض الوفود القادمة من القاهرة وقد احاطتها سيارات بورسعيد التي تحمل لوحات ع ط الاحرف المميزة للوحات المعدنية الخاصة بسيارات بورسعيد وتزينت السيارات بإكاليل من الورد وأعلام مصر والاهلي ليخرج وفد القاهرة الي الشارع وتبدأ مسيرة صامتة في التوجه الي مبني المحافظة. تركنا المسيرات الحاشدة أمام مبني المحافظة لنتجه الي حيث عقدت نوارة نجم وزياد العليمي عضو مجلس الشعب والفنان عمرو واكد والاعلامية بثينة كامل مؤتمرا تحت عنوان يوم مؤازرة بورسعيد. وقبيل الوصول الي بوابات المؤتمر كنا نمر علي منصة حزب النور التي بدت خاوية حيث يعقد الحزب السلفي مؤتمره في المساء. وعلي بوابات المؤتمر كانت الهتافات واضحة وصريحة يسقط يسقط حكم العسكر بقيادة من فوق المنصة للإعلامية بثينة كامل وزياد العليمي كان الحشد أقل مما بدا عليه الأمر أمام مبني المحافظة لكنه تعدي الخمسمائة بورسعيدي أغلبه ينتمون الي أحزاب وحركات سياسية واحتجاجية, ومع تصاعد الهتافات وتأجج المؤتمر بات الصدام وشيكا بين المعسكرين عكاشة ونوارة بل بدأت بعض الاحتكاكات التي تطورت إلي الاشتباك باللفظ والأيدي وسط رغبة ملحة من أبناء بورسعيد بمنع اية اشتباكات واستمرار اليوم بشكل سلمي دون التسبب في أي حادث قد يزيد من حداد بورسعيد ومآساتها وهو ما انصاع اليه الجميع حتي عودتنا مرة أخري الي حيث نقيم لتتوارد الانباء عن التعدي علي ثلاثة من نشطاء الاشتراكيين الثوريين قبل أن يحول ابناء بورسعيد دون حدوث مجزرة أخري بين النشطاء السياسيين وبعض اتباع جماعة الدعوة السلفية. لينتهي يومنا ونخلد إلي حيث تركتنا بورسعيد بلا راحة ونحن نشهدها تصارع المنحل بعد أن انفردت وبرعت في مقاومة المحتل.