قال الدكتور أحمد نظيف رئيس الوزراء ورئيس وفد مصر في القمة العربية بمدينة سرت الليبية مساء أمس إن الرئيس مبارك وجه رسالة إلي القادة العرب سيتم القاؤها اليوم, مضمونها الرئيسي. التأكيد علي موقف مصر الثابت من ضرورة تحقيق التوافق بين الدول العربية, وموقفنا أيضا من المصالحة الفلسطينية وضرورة تحقيقها, العديد من القضايا المختلفة المتعلقة بالعالم العربي منها أمن السودان وغيرها من المواقف المرتبطة بالقضايا العربية الراهنة التي ستناقشها القمة. وحول الورقة التي طرحت من مصر من أجل القدس, قال نظيف إنه للان لم يناقش موضوع القدس, وأنه سيكون مطروحا للنقاش اليوم الأحد, لكن الاساس في هذا الموضوع أن مصر لا يمكن أن تقبل الممارسات الاسرائيلية التي تتم الآن في القدس, مشيرا إلي أن هناك اجماعا عربيا علي ضرورة أن يكون هناك موقف موحد تجاه هذه الممارسات أمام العالم والتأكيد علي عروبة القدس باعتبار أن القدس جزء من القضية التي يجب أن نصل فيها إلي حلول واضحة ولايمكن فرض أمر واقع في هذا الأمر. وأضاف نظيف أن القادة ناقشوا عدد من القضايا منها موقف السودان وتطوير آليات العمل العربي المشترك مع تطوير جامعة الدول العربية, لافتا إلي أن هناك اجماع عربي علي ضرورة تطوير آليات العمل العربي المشترك, لافتا إلي أن هناك عددا من المبادرات المطروحة وصل عددها إلي سبع مبادرات في هذا الشأن منها اليمنية التي بها أفكار جيدة وهناك مبادرة مصرية, لذلك نري أنه يجب أن يتم ذلك من خلال آليات تمت الاتفاق عليها. وأضاف نظيف أنه تم أيضا مناقشة المبادرة التي طرحها الأمين العام لجامعة الدول العربية الخاصة بايجاد سياسة للحوار العربي في المرحلة القادمة, مشيرا إلي أن مصر رحبت بهذه المبادرة إلا أنها تحتاج إلي مزيد من التدقيق حتي نحدد ماهو المقصود بسياسة الجوار. من جانبه قال أحمد أبوالغيط وزير الخارجية إن الاجتماع ناقش اقتراح أمين عام جامعة الدول العربية فضاء مجاور لدول الجامعة تقرر النظر فيها وتكليف الامانة باعداد تقرير كامل بكل ابعاد هذا المقترح وكيف يمكن تنفيذه. أما فيما يتعلق باعادة تأهيل وتطوير الجامعة العربية فقال أبوالغيط أنه اتفق علي إنشاء لجنة من رؤساء دولة قطر واليمن وليبيا وتكلف الامانة باعداد التقارير بما يؤدي إلي دراسة هذه الافكار المطروحة جميعا من الدول العربية ثم تنظر فيها اللجنة الثلاثية ثم تعرض علي قمة استثنائية, لافتا إلي أنه لم يؤخذ باي اقتراح إلا بعد أن تنتهي الامانة من تقديم تقريرها. وأضاف أن مصر تري قوي الجوار العربي أنها دول ذات أهمية سواء اريتريا في الشرق وصولا إلي غينيا في الغرب. وبالنسبة لدعوة الأمين العام للجامعة العربية إطلاق حوار عربي إيراني للنظر في معالجة القضايا العالقة بين الجانب العربي والايراني, وأوضح أبوالغيط هذه مسألة يجب أن تكون لها أسس واضحة ومفاهيم متفق عليها لكي نستطيع أن ننظر فيها. وكان عمرو موسي قد اقترح علي القادة العرب في الجلسة الافتتاحية للقمة العربية إنشاء رابطة الجوار العربي, تضم دول الجامعة العربية, بالاضافة إلي دول الجوار العربي السنغال وغينيا ومالي والنيجر وتشاد ودول جوار السودان والدول المجاورة للعرب علي البحر المتوسط وجنوب أوروبا وأسيا.. مقترحا علي القادة العرب في حال موافقتهم علي الفكرة أن يتم البدء بتركيا لتشكل نواة لهذه الرابطة, مثمنا تطور السياسة الخارجية التركية. وكانت قمة دعم صمود القدس قد بدأت اعمالها امس حيث أعلن أمير دولة قطر, في كلمته الافتتاحية للقمة, أن العمل العربي المشترك يواجه أزمة حقيقية وكنا نعرف ذلك من خلال مراقبة التطورات ورئاسة القمة العربية الماضية أكدت لنا هذا, وقال إننا امام خيارين أما ان نترك العمل العربي المشترك لمسائره أو نقف وننبه إلي ضرورة المراجعة, واقترح امير دولة قطر تشكيل لجنة اتصال عليا تحت إشراف رئيس القمة تكون مسئوليتها مناقشة وحل الخلافات العربية, وأكد أنه لا فائدة من اتخاذ قرارات أوتبني مشروعات, وتساءل: هل تكفي القدس قرارات الادانة, هل ننتظر الرباعية الدولية؟!, هل يصدق أحد اننا لا نستطيع رفع الحصار عن غزة, ثم سلم أمير دولة قطر رئاسة القمة للزعيم الليبي العقيد معمر القذافي. ومن جانبه أعلن الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي أن المواطن العربي ينتظر الأفعال وأضاف أن المواطن العربي تخطانا والنظام الرسمي اصبح يواجه تحديات متزايدة ولن تتراجع هذه التحديات. ومن جانبه حذر رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان من أن احتراق القدس يعني احتراق منطقة الشرق الأوسط وعدم إرساء السلام في عالمنا. واستبعد الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبومازن التوصل إلي أي اتفاق سلام مع إسرائيل دون إنهاء الاحتلال للأراضي الفلسطينية وفي مقدمتها القدس الشريف.. وقال إن القدس هي درة التاج, وبوابة ومفتاح السلام, ونؤكد تمسكنا بكل ذرة تراب, وكل حجر من القدس, ونحن مصممون علي الدفاع عن عاصمة فلسطين, ولن يكون هناك أي اتفاق للسلام لا يتضمن إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأرضنا وفي مقدمتها القدس. وفي تقريره الي القمة العربية, اعتبر الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسي أن الصراع الشيعي السني هو أكبر تهديد للمنطقة, وأنه قد يكون أكبر من الخطر النووي, والوجود الأجنبي. وقال موسي إن إخراج الصراع السني الشيعي من قمقم التاريخ لتمزيق نسيج المجتمعات العربية الإسلامية بعد أكثر من الف سنة يشكل عنصرا إضافيا لعناصر الاضطراب والفرقة وهو أكبر تهديد للمنطقة, داعيا الي العمل علي واد هذا الخطر والتصدي للمخططات التي تقف وراءه والجهل الذي يبرز في ظل الهشاشة التي تعترض مجتمعاتنا ودعا موسي الي مواجهة التدخلات في الشأن العربي وتطوير وتفعيل مجلس السلم والأمن العربي وأكد موسي ان المصالحة العربية من المطالب العربية, وقال ان لدينا مبادرات متوالية, أصبحت أسسا لاصلاح العمل العربي المشترك. كما أشار إلي الاوضاع المتأزمة في فلسطين والصومال, وقال انه إلي جانب ذلك هناك تحد حضاري, أصبح العالم الاسلامي وجهته, والعربي بؤرته, وهذه الامور لايمكن معالجتها إلا جماعيا,وقال ان هذا أمر حيوي يستدعي أن يكون البند الخاص بالاصلاح بندا دائما علي جدول أعمال القمة ينظر أمامها سنويا. ودعا موسي إلي بلورة موقف عربي واحد ازاء موضوع نزع السلاح النووي من المنطقة استعدادا للمؤتمر القادم لمراجعة معاهدة حظر الانتشار النووي.. مؤكدا ضرورة الاصرار علي ان تنضم اسرائيل إلي المعاهدة.