هذه هي النتيجة التي سعي إليها سمير زاهر رئيس اتحاد كرة القدم وأقنع بها رئيس الوزراء السابق الدكتور عصام شرف ورئيس المجلس القومي للرياضة السابق حسن صقر ومن بعدهما الدكتور كمال الجنزوري والدكتور عماد البناني.. هذه هي السياحة التي حافظوا عليها, وهذه هي الأندية التي خشي عضو الحزب الوطني المنحل وعضو مجلسي الشعب والشوري في نظام مبارك عليها من الفقر.. هذه هي صورة مصر أمام العالم الخارجي التي قال رئيس اتحاد الكرة إنه سيجملها.. وهذا هو الأمن الذي وعد به وأصر علي أن يقيم مسابقة الدوري الممتاز بدون لوائح ولا أسس حتي تتاح له فرصة التبديل والتعديل والمجاملة.. هذا هو ما جنته مصر من الإصرار علي بقاء الموسم الكروي مع رفع عدد الأندية بالمخالفة لكل اللوائح والقوانين العالمية! ما شهدته بورسعيد مساء أمس لم ولن يكون الأخير, وليس مفاجأة, وإنما كان متوقعا لأسباب كثيرة كلها تتعلق بمجلس إدارة اتحاد كرة القدم ولجانه المختلفة.. فقد بدأ الموسم بكارثة عندما خالف سمير زاهر كل اللوائح وألغي الهبوط تحت أسباب واهية وبررها ساعتها بأنها جاءت بمباركة المجلس العسكري حفاظا علي أمن الشارع السكندري الذي لن يقبل بهبوط الاتحاد السكندري كما كان يستند في كل قراراته إلي أنها صادرة بتعليمات من جمال وعلاء مبارك بل ومبارك نفسه.. ومرت عملية التخبط بوضع لائحة سكسونيا بالمخالفة لكل اللوائح الدولية لدورة الترقي بين أسوان والمنصورة والترسانة تقضي بإلغاء فارق الأهداف, ووقعت الطوبة في المعطوبة وتساوت الأندية الثلاثة في النقاط ووجبت الإعادة ورفضت الأندية بعد أن زهقت من لعبة الكراسي الموسيقية, وصدر القرار العنتري باستبعاد الأندية التي طالت ألسنة مسئوليها الجبلاية وأقيمت المسابقة من19 ناديا الذي قال رئيس الاتحاد أيضا إنه بموافقة المجلس العسكري! ودارت المسابقة بلائحة تم تعديلها حسب الهوي والمصلحة وعقوبات تتغير بشكل عفن ومقزز وكانت النتيجة شحنا زائدا للجماهير كان لابد أن ينتهي إلي مأساة بورسعيد! وما كنت أطالب بإلغاء المسابقة أو علي الأقل تجميدها لفترة إلا ثقة في أن مجلس إدارة اتحاد الكرة لا يرقي لمستوي المسئولية ولا يتصرف إلا بما يخدم مصلحته فهكذا تعلم في مدرسة الفساد التي فتحت أبوابها30 سنة كاملة التي يشعر المراقب عن قرب أنها هي التي تتحكم حتي الآن من طرة.! ولا أعرف ماذا كان ينتظر المسئولون عن البلاد من مسابقة يديرها اتحاد يقول إنه منتخب مع أن الثقة سحبت منه رسميا من قبل الجمعية العمومية قبل شهور.. ولا أعرف ماذا كانوا يتوقعون ممن أتي بفلول الحزب الوطني وأعضاء لجنة السياسات وسكنهم في اللجان المختلفة في وقت كانت الثوار يدفعون أرواحهم ويقدمون دماءهم ثمنا لحرية هذا الوطن.. ما هو المطلوب ممن وقعوا عقوبات وخففوها وشاهدوا جماهير المحلة تجتاح الملعب فرأي الرجل المريض أن يخفض العقوبة إلي مباراتين مع أنها كانت عقوبة مائعة من الأساس واقتحمت جماهير الزمالك ستاد الإسماعيلية فدفنوا رءوسهم في الرمال وقالوا إنها مسئولية الأمن, وكان من الطبيعي أن يتكرر المشهد في بورسعيد طالما أن المسألة سايبة والسادة يريدونها خرابة! كان من المستحيل أن تنجح مسابقة بلا رجال يحمونها ويحافظون عليها مخلصين, وتركوا الأمر في لجنة الحكام لرجل عجوز بلا خبرات يصر بالأمر علي أن يسند مباراة المقاولون العرب ومصر المقاصة قبل إلغائها- إلي سمير عثمان بعد48 ساعة من سقوطه في اختبارات الكوبر التي أجراها الاتحاد الإفريقي! يا دكتور كمال.. أنت تعرف أنهم لا يصلحون لإدارة اللعبة.. فإما أن تلغي المسابقة أو علي الأقل تجمدها.. و الأهم أن تصدر قرارا سريعا بحل مجلس الإدارة طالموا لم يقدموا استقالاتهم- وإسناد المهمة إلي أناس شرفاء مخلصين يعيدون الأمور إلي نصابها الصحيح, لأنه ليس ذنب اللاعبين والحكام أن يذهبوا إلي المباريات حاملين أكفانهم بدلا من ملابسهم الرياضية! الكارثة حلت والسمعة أصبحت في الأرض.. وإذا لم تتخذ قرارك سريعا ستفرضه الأندية بعد أن يحكي لاعبو الأهلي لزملائهم في كل الأندية كيف شاهدوا الموت والموتي في أرض بورسعيد.. ولا أعرف هل قرار التأجيل أملي علي رئيس الاتحاد أم اتخذه من نفسه للحفاظ علي الكرسي الذي يفاوض المجلس القومي للرياضة من أجله عن طريق صفقة يتغاضي من خلالها عن مناقشة بند الثماني سنوات في الجمعية العمومية المقبلة مقابل المد للمجلس لمدة عام آخر.. ولم يفكر في الاستقالة وقد يخرج بعد أيام يبشر بعودة الدوري مرة أخري! يا رئيس الوزراء الثورة لم تصل للرياضة وما حدث مدبر ومقصود, والأخطر من ذلك أن الذين يحكمون الرياضة المصرية الآن هم الذين أشعلوا نيران التعصب وحموا مؤجرين يدفعون لهم مقابل أن يرفعوهم إلي السماء وأن يحطوا من قدر منافسيهم.. هم الذين استخدموا الفضائيات هذا الاستخدام السيئ فكانت الفتنة.. فقرار التأجيل ولجنة تقصي الحقائق يذكرنا بالتنازل التدريجي لنظام مبارك المخلوع! غرفة عمليات أعلن عماد البناني رئيس المجلس القومي للرياضة انه في غرفة عمليات مستمرة وعلي اتصال كامل بمحافظ بورسعيد ووزارة الدفاع ومجلس الوزراء موضحا انه تلقي بيان رسمي من محافظ بورسعيد جاء فيه اصابة70 فردا بإصابات خطيرة بالإضافة لمقتل73 وإصابة ألف مواطن مشيرا الي ان هناك حالات احتقان شديدة بين الجماهير ظهرت في المباريات السابقة لاتعبر عن الرياضة المصرية.