عندما وصل محمد إلي باب مديرية أمن القاهرة تردد قليلا ولكنه تشجع ودخل من الباب الرئيسي.. لم يكن أحد يعرفه غير أنه عندما طلب مقابلة اللواء محسن مراد مساعد وزير الداخلية لأمن القاهرة وأخبر موظف العلاقات العامة بأنه السني انقلبت الدنيا وأحاط به الجميع.. ولم تمض دقائق معدودة حتي كان السني أمين شرطة الزاوية الحمراء الهارب من الإعدام في قضية قتل المتظاهرين يقف أمام مدير الأمن. كان محمد إبراهيم عبدالمنعم الشهير ب السني في حالة من الهدوء والثبات الشديدين أمام مدير الأمن الذي تملكته الدهشة وقبل أن يبادر بسؤال السني أخبره بأنه أتي إلي المديرية بمحض إرادته لأنه لم يجد سبيلا لإثبات براءته غير أن يسلم نفسه علي أمل أن تتم إعادة محاكمته وينجو من حبل المشنقة. استغرق اللقاء بين مدير الأمن والسني قرابة ساعة ونصف الساعة استمع خلالها إليه, وأكد له أمين الشرطة أنه حضر بمفرده وبرغبته لتسليم نفسه ولم يكن معه أحد من أهله, مؤكدا أنه بريء من جريمة قتل المتظاهرين أمام قسم شرطة الزاوية الحمراء وأنه تأخر في اتخاذ قرار التسليم خوفا علي المستقبل المظلم لزوجته وأولاده الأربعة من بعده. وأضاف المتهم أن التحقيقات الجديدة التي ستجريها النيابة مع المتهم ستؤكد عما إذا كان متهما من عدمه. وبعد لقاء المتهم ومدير الأمن قامت مديرية أمن القاهرة بتجهيز مأمورية لعرضه علي النيابة, بعدها أدخل سيارة الترحيلات وسط حراسة أمنية مشددة, حيث تم عرضه علي نيابة شمال القاهرة الكلية وتمت إعادة الإجراءات في4 قضايا صدرت ضده فيها أحكام جنائية بإجمالي60 سنة وحكم بالإعدام, بالإضافة إلي أنه محبوس احتياطيا علي ذمة3 قضايا أخري منظورة أمام الجنايات بتهم قتل والشروع في قتل المتظاهرين, وسوف تقوم النيابة العامة بإرسال أوراقه إلي محكمة الاستئناف لتحديد جلسة لإعادة محاكمته. يذكر أن محكمة جنايات القاهرة كانت قد أحالت السني في22 مايو الماضي إلي مفتي الجمهورية لاستطلاع رأيه في إعدامه, لاتهامه بقتل18 شخصا وإصابة3 آخرين, أمام القسم خلال أحداث ثورة25 يناير, مع سرعة ضبط وإحضار المتهم الهارب. وفي4 يونيو الماضي أصدرت المحكمة نفسها حكمها الثاني علي المتهم غيابيا بالسجن المؤبد25 عاما, لاتهامه بالشروع في قتل اثنين من المتظاهرين بإطلاق الأعيرة النارية عليهما, عند اقتحام البلطجية قسم شرطة الزاوية الحمراء. وفي27 يونيو الماضي قضت المحكمة حكمها بإعدام المتهم شنقا, بعد موافقة المفتي, مع سرعة ضبط وإحضار المتهم الهارب, واستقبل أهالي الضحايا القرار بالزغاريد والتصفيق الحاد داخل المحكمة, مما دعا حرس المحكمة لمنعهم وإخراجهم, إلا أن رئيس المحكمة أمر بتركهم للتعبير عن فرحتهم. وفي17 أكتوبر الماضي أصدرت المحكمة حكمها الرابع بمعاقبة المتهم بالسجن المشدد10 سنوات, لإدانته بقتل متظاهرين أمام قسم الزاوية الحمراء في أحداث الثورة, وهو الحكم الرابع ضده بعد أن سبق الحكم عليه مرتين.