هجر العديد من الكتاب الكبار دور النشر الحكومية واتجهوا إلي الحكومة. دور النشر الخاصة التي عملت علي جذبهم من خلال تقديم خدمة جيدة للكتاب والكاتب فلم يجدوا في دور الحكومة سوي الإنتظار لسنوات وسوء المعاملة وبالنهاية كتاب ردئ.. الأهرام المسائي التقت ببعض الكتاب لمعرفة سبب هذه الهجرة فكان هذا التحقيق. الدكتور جابر عصفور يري أن دور النشر الحكومية لم تحترم حقوق المؤلف وأخضعته للروتين وتركت كتبه مركونة لسنوات طويلة كما أن شكل الكتاب يخرج بطريقة لا تليق ومكانة المبدع فكان من الطبيعي جدا ان يلجأ الكتاب إلي دور النشر الخاصة واضاف: أنا شخصيا كتبي الآن تطبع في دور نشر خاصة واعتقد لكي تستعيد الدور الحكومية مكانتها عليها أن تتخلص من الروتين وأن تعطي مكافآت عادلة وتحترم الحقوق المالية والمعنوية للمؤلف وأن ترعي الكتاب وتخرجه في طبعات جيدة حسنة الشكل.. بظني إذا فعلت هذا تستطيع أن تنافس دور النشر الخاصة بل وتتفوق عليها. أما الكاتب والروائي محمد جبريل فيعتقد أن المبدع يتجه إلي المكان الذي يجد فيه ترحيبا.. وليس المكان الذي يجد فيه قوائم في إنتظاره كما أن المبدع لا يهمه إلا أن يخرج كتابه بشكل جيد يرضي عنه سواء كان هذا بالقطاع العام أو الخاص.. بالإضافة لحسن التعامل مع الكاتب وتقديره وهذا يعود بالتأكيد لفن الإدارة.. فلا اتصور ان مبدعا يستطيع التعامل مع دار نشر مهما كانت اذا جلس ينتظر المسئول ثلاث ساعات ثم يخرج من يقول له الدكتور مش موجود!! التعامل مع المبدع من المنظور الوظيفي لا يليق.. واعرف العديد من الكتاب اضطرهم التعامل غير اللائق من قبل العاملين بالجهات الحكومية ان ينشروا علي حسابهم الخاص. الناقد والكاتب المسرحي أحمد رأفت يؤكد أن هروب المبدع لدور النشر الخاصة يعود بالضرورة لعدد من الأسباب, أولها المواعيد غير الملتزمة.. وحتي اذا تمت الموافقة علي الكتاب قد يظل لديهم ثلاث سنوات حتي يطبع, والسبب الثاني هو توضيب الكتاب وتصميم الغلاف وشكل الورق والمراجعة النهائية كل هذا يخرج في شكل متدن بخلاف اذا كان الناشر دارا خاصة كما أن دور النشر العامة تفتقد لعنصر الجاذبية بسبب القصور في الامكانات الفنية وعليها اذا أرادت التخلص من هذا القصور أن تتبع منطق القطاع الخاص في الإدارة. ومن جانبه قال إبراهيم عبدالمجيد: منذ عشر سنوات قررت إلا انشر في أي جهة حكومية حتي اترك مكانا لغيري من الكتاب الجدد لأن دور النشر الحكومية تقدم نوعا من الإنتشار للكاتب وتعرف القارئ به.. واعتقد بعد فترة من الزمن يحتاج الكاتب إلي جمهور آخر وقراء آخرين فيتجه إلي دار نشر خاصة بالإضافة إلي أن دور النشر الخاصة تخرج الكتاب بشكل افضل وتهتم بالتوزيع عكس ما تفعله دور النشر الحكومية فعندما نشرت بدار الهلال رواية طيور العنبر طبعت مرة واحدة وبعد عشر سنوات اكتشفت انه موجود بالمخازن لديهم ألف نسخة وهذا يعني عدم الاهتمام بالتوزيع من قبل الموظفين.. وبرأيي لابد من مراجعة القصور لديهم حتي تستعيد هذه الدور بريقها لأن القطاع الخاص الأن اصبحت منافذ توزيعه اكثر من الجهات الحكومية سواء في مصر أو خارجها. بينما هاجم يوسف القعيد دور النشر العامة ووصفها بعدم الانتماء للكاتب حيث قال لم يكن لديها قط كتاب مرتبطة بهم حتي يتركوها وعن نفسي نشرت في هيئة الكتاب وبدار الهلال ولكن لم يأت منهم أحد ليطلب مني كتبا أخري لنشرها.. هم لا يسعون ولم يرتبطوا بالكتاب ولم يعملوا علي جذبهم قط كما تفعل دور النشر الخاصة.. كما أن دور النشر الحكومية لديها من المعوقات والبيروقراطية ما يجعلها غير جاذبة للكتاب.. ولا ننسي ايضا حرية الحركة والحرية المتاحة لتناول الموضوعات بالقطاع الخاص في النشر وغير الموجود في القطاع العام... وبالنهاية اكد الكاتب إدوارد الخراط أن السبب في ذهاب الكتاب الكبار لدور النشر الخاصة يرجع إلي البيروقراطية والمعوقات التي تضعها دور النشر الحكومية في مقابل التسهيلات والضمانات التي تضعها دور النشر الخاصة أمام المبدعين وأي مبدع لا يهمه في المقام الأول إلا نجاح كتابه والاهتمام به والاهتمام بتسويقه وتوزيعه وإخراجه بشكل يرضي عنه ليعوضه مجهوده.