غلب الخيال علي الأعمال الفائزة في جائزة ساويرس للآداب هذا العام, حيث قدمت الواقع بشكل فانتازيا, فيستمد الكاتب روح العمل من الواقع ويخرج بها لحدود اللامعقول, لذا احتوت الأعمال علي قدر كبير من الفنيات. منها رواية في كل اسبوع يوم جمعة الصادرة عن الدار المصرية اللبنانية للكاتب إبراهيم عبد المجيد والذي فاز بجائزة ساويرس فرع رواية كبار, والتي تقع في أربعمائة صفحة, والتي تقدم مغامرة جديدة علي عالمه الروائي الذي اشتهر به, من خلال عالم افتراضي مواز للواقع المعيش, فاختار أحد المواقع علي الإنترنت, والذي تشترط صاحبته قبول أعضاء جدد في يوم الجمعة فقط من كل أسبوع, وبتوالي دخول الأعضاء الجدد, حيث يحكي كل منهم حكايته, يدخل الروائي ليكشف كيف يفكر الأعضاء في ظروفهم وواقعهم, وما طموحاتهم وخلفياتهم الاجتماعية, وإحباطاتهم, من خلال مجتمعهم الصغير, فتتجلي فيه كل ظواهر وأمراض المجتمع الكبير. وقال عبد المجيد للأهرام المسائي بشكل عام تسعدني هذه الجائزة بغض النظر عن قيمتها المادية لما تحمله من قيمة معنوية كبيرة, ورأيي أنها تمثل أهمية أكبر عند شباب الكتاب حيث تحمل دافع إلي مزيد من الكتابات وتؤكد للكاتب أنه يسير علي الطريق الصحيح بشهادة اللجنة التي قرأت عمله لتمنحه الجائزة. كما فاز الكاتب د.أحمد الخميسي بجائزة فرع القصة للكبار عن مجموعته كناري الصادرة عن سلسلة كتاب اليوم, والتي تناول فيها الواقع الدافيء بشكل فنتازيا والخيال لجذب المتلقي, إبتعد عن المباشرة, فنجد في قصصه حديثا عن خيول حمراء تحيلنا إلي شجن وألم قضيتنا القومية, وبطات صغار مسحورة تلازم ضمائرنا حيال مذابح الطفولة العربية التي يتجاهلها العالم. وعن الجائزة يقول أنه يميل إلي الكتابة ذات القيمة الفنية العالية لأنها هي ما يبقي, ويظل أصحاب الكتابات الأدبية دائما في حاجة إلي التقدير الأدبي والمعنوي والمادي أيضا مثل احتياجهم للطعام والشراب لأنها تمثل دافعا قويا لمزيد من الجهد لأن هناك مردودا لما يكتبه. ومن ناحية أخري أكد الخميسي أن هذه الجوائز تعتبر تعويضا عن غياب الحركة النقدية التي اختفت في مصر حيث يختار العمل الفائز لجنة مشكله من كبار الكتاب والنقاد بعد قراءة العمل جيدا وإعطائه حكما نقديا يؤهله للفوز بالجائزة. وناشد رجال الأعمال والدولة ضرورة الاهتمام أكثر بالثقافة من خلال رصد عدد من الجوائز الخاصة بالشباب لتشجيعهم علي الاستمرار وتحفيزهم علي الكتابة الأدبية بشكل عام. فيما عبر الروائي محمد صلاح العزب الحاصل علي جائزتين في المسابقة الأولي في الرواية والثانية عن السيناريو عن سعادته بالجائزتين وقال انه سعيد أكثر بجائزة السيناريو لأنها الجائزة الأولي في هذا المجال وهذا أول سيناريو يكتبه أما الرواية فهذه هي الجائزة السابعة لي. وعن الأدب وتأثره بالثورة قال العزب الأدب ثائر دائما بعيدا عن الحدث السياسي وأهدي العزب هاتين الجائزتين إلي روح الراحل إبراهيم أصلان صاحب كتاب حجرتان وصالة والذي كتب عنها السيناريو الفائز. وفي رواية العزب سيدي براني الصادرة عن دار الشروق والتي فاز عنها بالجائزة كان يدعم حكايته بخيال واسع استقاه من التراث الشفاهي للحكي, ومن التراث الصوفي, لذلك تتسع اجواء الرواية لتقترب من أجواء ألف ليلة وليلة. أما الكاتب طارق إمام والذي فاز بجائزة القصة فرع الشباب عن مجموعة حكايات رجل عجوز كلما حلم بمدينة مات فيها, فهذه هي المرة الثانية له التي يفوز بها بالجائزة حيث فاز بها عام2009 عن رواية هدوء القتلة. وقال تعليقا علي فوزه أهمية مثل هذه الجوائز وأنها تخلق نوعا جديدا من القراء, فهناك القارئ الذي يريد ان يضمن العمل قبل شرائه, فيذهب بشكل تلقائي إلي الكتب التي حصلت علي جوائز وهؤلاء القراء قاعدة عريضة بجانب القارئ العادي الذي يبحث عن الأسماء الكبيرة ليقرأ لها كما تعمل علي رواج النشر بشكل أوسع للأعمال الفائزة وتساعد أيضا علي ترجمتها لعدد من اللغات. وتدور المجموعة وأجواؤها في عوالم تجمع بين الواقع والخيال, وهي السمة التي تميز أغلب أعماله إمام الإبداعية, تتراوح قصص المجموعة بين توظيف الحكاية الشعبية ومزج السردي بالشعري, وتدور قصص المجموعة حول رجل عجوز مات مئات المرات في كل مدن الدنيا, وصار حلمه الوحيد أن يموت في مدينته. هبة إسماعيل