الامير: هو اشهر الكتب السياسية التاريخية, كتبه ميكافيللي منذ خمسة قرون, وطبقت شهرته الآفاق فمعظم حكام وساسة العالم المعاصر يستوحون قواعده ويطبقون ارشاداته. بل دخلت كلمة الميكافيلية قاموس اللغات نسبة الي مؤلفه فعندما نصف شخصا مابالعملية التي تتناقض مع المثاليات نقول انه ميكافيللي التفكير. القوة( واسمه بالكامل48 قانونا لامتلاك القوة): كتبه روبرت جرين في العقد الماضي وحاز شهرة واسعة حمست مؤلفه لان يكتب علي المنهج نفسه كتابين آخرين فن الاغراء وفن الحرب وجميعها تسير علي منوال كتاب الامير الغاية تبرر الوسيلة علي ان جرين يقتبس الكثير من كتابات ميكافيللي ثم يضيف خبرات ونماذج لم تكن متوافرة عند كتابة الامير. دعني اشركك عزيزي القاريء في تامل بعض النصائح الواردة في الكتاب وكيف تستخدم بواسطة الساسة في منطقتنا فلابد من معرفتها وتجنب آثارها عندما يقبل الخصم علي تطبيقها. كن مصدر اعتماد الآخرين: كان لويس السادس عشر مولعا بالتنجيم, وفي احد الايام تنبا احد منجميه بوفاة احدي الوصيفات بعد8 ايام وعندما صدقت نبوءته اصيب الملك الفرنسي بالذعر. فالمنجم اما ان يكون قد قتلها ليثبت صحة بنوءته واما ان يكون علي درجة خطيرة من العلم في كلتا الحالتين قرر الملك قتله. احضر الحرس وامر ان يقتلوه فور صدور اشارة منه ثم استدعي المنجم وساله الملك: هل يمكنك ان تخبرني متي ستموت؟ اجابه المنجم: مولاي ساموت قبلك بثلاثة ايام توقف الملك عن اعطاء الاشارة بل قام بحماية هذا المنجم وتوفير افضل رعاية صحية له. مات الملك وعاش المنجم بعده سنوات عديدة مثبتا خطا نبوءته وقوة دهائه. ان تكون مصدر اعتماد الآخرين سواء لاسباب حقيقية او وهمية هو احدي مفاتيح القوة. ولعلنا نذكر كيف كان الحكام في منطقتنا يربطون بين استمرار نظام حكمهم والاستقرار, وان الفوضي هي البديل المخيف لنظام فقد مقومات البقاء. اخف نواياك: معظمنا يؤمن بالامانة ويحاول ان يكون واضحا ومقروءا للآخرين لكن الساسة الدهاة يخفون نواياهم دائما ويقومون بالتخطيط وسط الضبابية وعدم وضوح الرؤية لدي الآخر. يقول الكتاب اخف نواياك اترك الآخرين في الظلام, عندما يجهلون نواياك لن يمكنهم الاستمرار او الدفاع, دعهم يسيرون في الطريق الخاطيء وغط علي نواياك بكثير من الضباب وعندما يدركون نواياك الحقيقية يكون الوقت قد فات الجا الي الخداع واذا احس البعض بالشكوك اظهر لهم اخلاصا مزيفا,ثم ارسل رسائل متضاربة وغامضة في هذا المضمار لعلنا يذكر كيف انطلق قطار التوريث وكيف تم انكاره تماما في مطلع الالفية( مصر ليست سوريا التوريث لن يحدث) وبالتدريج كلما وصل القطار لمحطة تتغير النغمة مثل لايوجد توريث لدينا ديمقراطية وانتخابات ثم هل يحرم نجل الرئيس من حقه الدستوري لمجرد انه ابن الرئيس وقرب النهاية ظهرت حملة دعم نجل الرئيس. كيف تتجنب ان تقع فريسة للساسة الذين يخفون نواياهم..ابسط طريق هو مقارنة الافعال بالاقوال..اذا وجدت تناقضا فصدق الافعال في الحال. حطم عدوك تحطيما كاملا: يقول الكتاب كل القادة العظام تعلموا انه لابد من سحق العدو بالكامل..اسحقه جسديا ومعنويا..انك تفقد الكثير اذا وقفت في منتصف الطريق, فسيتعافي العدو وسينتقم...مصاص الدماء اذا محقته تحت قدميك ثم تركته نصف حي, سيتعافي ويغرز نابه في جسدك وبجرعة مضاعفة وهكذا سيكون عدوك. علي ان الكتاب يعترف بأنه كثيرا مايكون من الافضل ان تترك خصمك يدمر نفسه بنفسه اذا امكنك تحقيق ذلك الهدف. تلك بعض النصائح وكما تري عزيزي القاريء كلها نصائح يغلب عليها البرجماتية والانتهازيه. ولكن هكذا عالم السياسة, ابعد مايكون عن المثالية اتذكر قول فضيلة الشيخ الشعراوي رحمه الله اتمني ان يصل الدين الي اهل السياسة واشاركه هذا التمني