نعم لن تسقط مصر.. هذه حقيقة ثابتة لا خلاف عليها, ولكن السؤال الدائم يبقي حول الثمن الذي يتوجب علينا دفعه لبلوغ النظام السياسي الجديد القائم علي الأسس والاهداف التي قامت الثورة من أجلها, وأهمها الحرية والكرامة والعدالة والديمقراطية. ليس جديدا أن تتعرض مصر لمؤامرات ومخططات تسعي لعرقلة مسيرتها واجهاض احلامها وقد حدث ذلك في الخمسينيات عندما نادي عبد الناصر بالقومية والوحدة العربية ومواجهة اشكال الهيمنة من الدول الكبري, وخاضت مصر الحروب دفاعا عن فلسطين وعن مبادئها ولم تستسلم وإنما صنعت تاريخا سياسيا جديدا للمنطقة. فما بالنا ونحن نتحدث الآن عن ثورة شعبية كبري مازالت توابعها تتوالي حولنا وفي بقية ارجاء الدنيا من شرقها لغربها ومن شمالها لجنوبها لتصنع النموذج الذي يحتذي من الشعوب الباحثة عن حريتها وكرامتها.. المخططات والمؤامرات لن تكون فقط من القوي الخائفة من هذا النموذج الذي سيمتد اليها حتما ولكن من القوي الاخري المتربصة والمعادية لمصر, وفي الداخل ايضا هل ننسي الذين تضررت مصالحهم وسقطت دولتهم بزوال النظام السابق. لقد حان الوقت لمراجعة كل الأوراق والملفات والمواقف المرتبطة بتلك القوي وان تصل اليها رسالة محددة وقاطعة تقول ان مصر التي لم تستسلم في الحروب فهل يمكنها ذلك أمام محاولات التخريب الصبيانية ؟ مصر كبيرة وقادرة ولديها من المؤسسات والاجهزة التي تحمي البلاد, والمطلوب وعلي الفور وضع الحقائق كاملة امام الشعب من خلال لجان تحقيق وتقصي حقائق تتعامل مع المشهد بأكمله ولا تضع الشباب في التحرير في خانة واحدة لأن الأغلبية منهم من الثوار الذين يتمسكون بسلمية التعبير عن مطالبهم وهذه السلمية هي التي نالت اعجاب العالم وتقديره. أما الأطراف المحرضة فيجب كشفها والتحقيق معها دون الاكتفاء بتوجيه الاتهامات المرسلة التي تنتهي في كل الحالات الي المجهول. نريد حسابا عسيرا لكل الخارجين عن القانون من خلال التحقيقات القضائية, ونريد مراجعة للتعرف علي اخطاء في إدارة الأزمة تستوجب محاسبة المتورطين في العنف دون استثناء.. المراجعة العاجلة والشفافية في التعامل مع الرأي العام والثقة في قدرات مصر هي مفاتيح العبور للمستقبل. muradezzelarab@hotmailcom