بدأت هيئة الاستثمار تنفيذ أكبر حملة لانقاذ الاستثمار الذي شهد خلال الأشهر الماضية تراجعا خطيرا بعد تدني معدلات الاستثمار الأجنبي, وفي هذا السياق تقود الهيئة تحركا واسعا لاستعادة الاستثمارات الأجنبية والعربية في مجال المشروعات الجديدة. خاصة بعد نجاح مصر في تنظيم انتخابات برلمانية حرة وتشكيل حكومة انقاذ برئاسة الجنزوري تولي الاستثمار أولوية خاصة. وفي هذا السياق, عقد أسامة صالح رئيس هيئة الاستثمار سلسلة من اللقاءات مع سفراء ورجال أعمال ومسئولي شركات في دول إسبانيا والسعودية وسنغافورة تمت فيها مناقشة مستقبل الاستثمار في مصر والفرص المتاحة أمام الشركات ورجال الأعمال. ودعا أسامة صالح, رئيس الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة الشركات الأجنبية العاملة في مصر, إلي مواصلة خططها الاستثمارية وتوسعاتها في السوق المصرية خلال المرحلة المقبلة وفقا للخطط الموضوعة مسبقا, معربا عن التفاؤل إزاء جهود الحكومة الجديدة من أجل تطوير أداء الاقتصاد المصري وعودة الأمن والاستقرار إلي الشارع المصري خلال المرحلة المقبلة, وكذلك النظرة الإيجابية التي اصبحت تنبعث لدي المستثمرين المحليين والأجانب تجاه السوق المصرية بعد نجاح المرحلة الأولي من الانتخابات البرلمانية, الأمر الذي يمثل فرصا إضافية واعدة أمام الشركات الأجنبية العاملة بمصر لزيادة استثماراتها, وفتح آفاق أرحب للتعاون مع شركات جديدة في مختلف القطاعات الإنتاجية الكثيفة العمالة. وفي لقاء مع السيد فيدل سينداجورتا, سفير دولة إسبانيا لدي مصر, بحث معه المجالات التي تشهد فرصا حقيقية لتعزيز الاستثمارات المتبادلة في البلدين, ومنها مشروعات البنية الأساسية وتطوير شبكات الطرق ومجالات السياحة والمقاولات والصناعات الغذائية, وأكد أسامة صالح خلال الاجتماع علي ضرورة دفع مزيد من التعاون الاستثماري والاقتصادي بين مصر واسبانيا في ظل التطورات التي يمر بها اقتصاد البلدين, وأشار أسامة صالح إلي أن العلاقات الثنائية بين البلدين تشهد نموا مطردا, كما أن الاستثمارات الأسبانية في مصر ارتفعت بشكل ملحوظ خلال السنوات الأخيرة لتصل إلي965 مليون دولار من خلال146 شركة إسبانية عاملة في مصر. وأكد أنه علي الرغم من هذا التطور الملحوظ, إلا أنه لا يزال هناك مجال لمزيد من التعاون, مشيرا إلي إمكانية التعاون في مجالات جديدة مثل الطاقة الجديدة والمتجددة والملابس الجاهزة والمنسوجات وصناعات الجلود ومجال الإنشاءات, فضلا عن إمكان تصنيع المنتجات الإسبانية وتصدير من خلال مشروعاتها الاستثمارية في مصر. من جانبه, أكد فيدل سينداجورتا سفير أسبانيا بالقاهرة أن مصر تعد من أهم الشركاء الاقتصاديين لإسبانيا في منطقة الشرق الأوسط وحوض البحر المتوسط, مؤكدا حرص بلاده علي توسيع آفاق التعاون الاقتصادي والاستثماري مع مصر خلال المرحلة المقبلة, ووجه السفير الأسباني الشكر لهيئة الاستثمار علي سرعة حل المشكلات التي كانت قد واجهت بعض المشروعات الإسبانية بمصر خلال الفترة الأخيرة, وهو ما من شأنه دفع عجلة الاستثمارات الأسبانية في مصر وتحقيق المزيد من التعاون المشترك علي المستوي الاستثماري. كما التقي أسامة صالح بوفد رفيع المستوي من شركة أسكوت السنغافورية للوحدات السكنية, والذي قام بزيارة لمصر من أجل الترتيب للدخول إلي السوق المصرية خلال المرحلة المقبلة.. وأكد أسامة صالح للوفد السنغافوري حرص الهيئة العامة للاستثمار علي تقديم كافة التسهيلات اللازمة للشركة, مستعرضا في هذا الصدد تطور أداء الاقتصادي المصري عقب ثورة25 يناير والإجراءات التي قامت بها الحكومة المصرية والبنك المركزي لدعم الاقتصاد الوطني, كما أشار لحزمة الحوافز التي أعلنت عنها هيئة الاستثمار مؤخرا لتقديم المزيد من التيسيرات للمستثمرين, والتي من شأنها أن تعزز من رغبهم في الاستثمار بمصر. كما اجتمع صالح بوفد يضم ممثلي شركة السعودية للصناعات الأساسية سابك, حيث تم خلال اللقاء استعراض نشاط الشركة ومشروعاتها المستهدفة للشركة في مجال البولي إيثيلين, حيث تعتزم الشركة إقامة مركز ضخم لها بمصر خلال المرحلة المقبلة من أجل تصنيع البلاستيك وتصديره من مصر إلي كافة دول المنطقة, مع مراعاة كافة الشروط والالتزامات البيئية.. حيث أكد أسامة صالح علي استعداد الهيئة العامة للاستثمار للقيام بالتنسيق الكامل بين الشركة ومختلف الوزارات والكيانات الحكومية المعنية لسرعة تنفيذ المشروع, مع المتابعة الدائمة من أجل تذليل كافة العقبات والمساهمة في إنجاح هذا المشروع الاستثماري الضخم, واكتساب شركة سابك لتنضم إلي قائمة كبري الشركات العالمية المستثمرة في مصر.