آثار قرار محافظ دمياط اللواء محمد علي فليفل ببناء سور حول مبني ديوان عام محافظة دمياط, استياء عدد كبير من أهالي دمياط, وطالبوا بوقف بنائه فورا, واعتبروا بناءه عودة إلي العهد البائد, وتكريسا لعزلة المحافظة ومن فيها عن المجتمع, وأن الدافع هو حماية المبني في أثناء المظاهرات والاحتجاجات, فإن كثيرا من تلك الأحداث حدثت منذ قيام الثورة ولم يحدث أي اعتداء من أحد علي المبني أو الموظفين, واتهم الأهالي المحافظ بإهدار المال العام. من جانبها, تقول إنجي البرش موظفة إننا نطالب بتوضيح عاجل وسبب مقنع من محافظ دمياط لبناء سور حول المحافظة ليس له أي مبرر, مشيرة إلي أن بناء السور يذكرنا بالجدار العازل حول السفارة الإسرائيلية, وبالتالي فهو يستفز مشاعر المواطنين بغير داع, وكان أولي بهذه المبالغ التي أنفقت عليه أن تنفق في إصلاح أحوال الشوارع المنهارة, خاصة خلف استراحة المحافظ وعلي بعد أمتار من المحافظة. وقال مصدر مسئول بالمحافظة: إن العاملين فوجئوا ببناء هذا السور, وأعلنوا اعتراضهم عليه, فقال لنا المسئولون عن بنائه إنه سيتحول إلي جدارية, ونحن نري كمجتمع مدني أن إقامة هذا السور لا مبرر له علي الإطلاق, حتي لو حولوه إلي جدارية, فهو يعيدنا إلي نظام السجون, في عصر يتحول فيه كل شيء في مصر إلي الحرية, وكان أمامهم سور علي الطريق نفسه بمدخل المحافظة طوله ضعف طول سور المحافظة المزمع إقامته حول مدرسة الصنايع كان أولي بهم عمل الجداريات عليه وليس من المتصور إقامة سور من أجل رسم جدارية ولكن العكس هو المنطقي. ويضيف صلاح غنيم المحامي أن هذا المبني الجميل محاط بالحدائق والزهور, وبناء السور سوف يحول مبني المحافظة إلي مبني مرعب, محاط بالأسوار بماتعنيه كلمة سور من قيود وكبت وإسكات وحصار. وأكد غنيم أن المبني رمز من رموز الثورة المصرية, فبرغم المظاهرات التي شهدتها أحداث ثورة يناير, فلم يمس هذا المبني بأي سوء, لأن شعب دمياط كان يدرك أنه مبني للشعب وليس مبني للحكومة, ونرفض أن يتحول في عهد الثورة إلي ما يشبه السجون. ويقول الأديب سمير الفيل: إن بناء سور حول حديقة مبني محافظة دمياط, معناه إعادة عقارب الساعة إلي الوراء, حيث الاختباء وراء جدران عازلة, وهو ما يعني الانقطاع عن الشعب. وأضاف محمد الطلخاوي, رئيس اللجنة النقابية لاتحاد معلمي مصر بدمياط, أن ما يقوم به المحافظ جريمة, بتحويل هذه الحديقة إلي ملكية خاصة, مع أنها في الأصل خصصت كمتنفس للجماهير, ولتجميل شكل المنطقة. وطالب بوقف بناء هذا السور فورا, والذي يعد انتهاكا صارخا للشكل العام والجمالي لهذه المنطقة المركزية. وقال مهندس محمد الشرقاوي مدير عام أملاك دمياط السابق, إن بناء سور وحجب حديقة مبني المحافظة جريمة كبري, وإهدار مال عام, فهذه الحديقة المجاورة لم يمسسها أحد, وبناء السور يكشف عن خوف محافظ دمياط, من الجماهير وعدم القدرة علي التواصل معهم.