يتناول سامي المرسي مقصا صغيرا حاد الحافة ويمرره علي قلم خشبي صغير ليعده لجولة جديدة من الرسم إلي جانب مطعمم الوجبات السريعة الشهير الذي صار اسمه قاسما مشتركا في العديد من النكات منذ اندلاع الثورة الشعبية في الخامس والعشرين من يناير وحتي الآن تتراص لوحات ذات أحجام متباينة تنير مساحاتها البيضاء وجوه الشهداء الذين ارتقت ارواحهم بدءا من الخامس والعشرين من يناير ومرورا بالثامن من ابريل فاعتداءات العباسية فماسبيرو وصولا إلي الشهداء الذين لحقوا بزملائهم في الموجة الأخري للثورة في يناير. سامي المرسي هو واحد من أعضاء رابطة فناني الثورة التي تشكلت بعد ايام من موقعة الجمل في الخامس من فبراير ومنذ ذلك التاريخ وهي تشارك في كل فاعليات الثورة وعلي الارض في المنطقة التي يعتصمون بها امتدت لوحة خشبية ضخمة تجمعت اجزاؤها المكونة من ألواح خشبية عدة علتها صورة المشير محمد حسين طنطاوي رئيس المجلس العسكري وعلي جانبيها وقف جنديان ينتمي احدهما لقوات الامن المركزي بينما حمل الثاني الذي يدل زيه علي كونه من قوات الجيش( الشرطة العسكرية تحديدا) حاملا هراوته وبندقيته مطاردا مدنيين بينهم اطفال قضوا في ليلة التاسع من ابريل في هجوم قوات الشرطة العسكرية المدعومة بالامن المركزي علي ميدان التحرير لفض الاعتصام الذي شارك به مجموعة من ضباط الجيش. لتخرج الجدارية التي تصور الهجوم الذي اسماه الثوار فيما بينهم بموقعة المشير وشارك فيها أكثر من خمسة عشر فنانا بدأوا عملهم بمجرد عودتهم للميدان واستمروا يسجلون مشاهداتهم للواقعة التي انكرتها القوات المسلحة لشهرين قبل ان تعترف باستشهاد الشاب علي ماهر برصاص قواتها في تلك الليلة. صادرت القوات المسلحة الجدارية ثم استعادها الفنانون شريطة عدم عرضها وهي واحدة من أعمال عديدة نفذها فنانو الرابطة اتساقا مع هدف رابطتهم الاساسي والذي يرتبط بتوثيق أحداث الثورة عبر فنون الرسم والتصوير والشعر والادب والسينما والمسرح. وخلال الأيام الماضية تلقي مقر الرابطة بميدان التحرير زيارات عدة من صحف مختلفة تعمدت تجاهل مايعكسه المعرض من رفض واضح للحكم العسكري لمصر, ومايسجله فنانو الثورة الذين عايشوها منذ اليوم الاول, من جرائم استشهد خلالها شباب كثير علي يد قوات الشرطة العسكرية المدعومة بقوات الامن المركزي مما جعلهم اكثر حساسية في التعامل مع الصحف ووسائل الاعلام لكن مساحتهم الصغيرة المقتطعة من الرصيف الايمن لميدان التحرير مازالت قبلة زوار الميدان من الراغبين في التعرف علي مطالب الثوار, ومازالت صور الشهداء مثار تساؤلات تستدعي دقائق ممتدة من الحكايات حو تضحيات قدمها شباب مصر في سبيل الوصول لدولة مدنية حرة.