ودارت الأيام في انتخاب الإسكندرية, فبعد سنوات عديدة عاني فيها الإخوان المسلمون الأمرين من عمليات تزوير الانتخابات ضدهم من قبل الوطني المنحل وأعضائه. أتهم حزب النور السلفي أمس في محضر رسمي أحد القضاة المشرفين علي الانتخابات بمحاولة التزوير لصالح مرشحي حزب الحرية والعدالة, حيث قام أشرف ثابت أحد مرشحي قائمة النور بالدائرة الأولي التي تضم المنتزه والرمل وسيدي جابر ثمانية مقاعد بتحرير محضر باللجنة القضائية بلجان فيملنج بالرمل لاثبات الواقعة. وأما صراع القوائم في الدائرة الأولي بشرق الإسكندرية التي تضم مناطق المنتزه أول وثان والرمل أول وثان وسيدي جابر التي تتنافس فيها71 قائمة علي عدد ثمانية مقاعد وكان من أبرز القوائم, قائمة حزب الحرية والعدالة التي يتصدرها صبحي صالح وصلاح ندا وبشري السمني وقائمة حزب النور التي يتصدرها أشرف ثابت ومحمد رمضان أشتدت المنافسة بين القائمتين اللتين يسعيان للحصول علي أعلي المقاعد ويدخل المنافسة معهما قائمة الكتلة المصرية التي يؤيدها الأقباط بمختلف الطوائف المسيحية يتصدرها محمد السعيد جمعة ووليد القطان ويأتي بعدها قائمة حزب الوسط الذي يتصدر قائمته عمرو أبوخليل ثم قائمة حزب الوفد التي يتصدرها الصحفي حسني حافظ ونادر السيد وهيثم نصار وينافس معهم بقوة قائمة حزب الاصلاح والتنمية الذي يتصدر قائمته الدكتور علي قاسم عم خالد سعيد وبعض الأحزاب الأخري من الفلول وغيرها خرجت من المنافسة. وفي منافسة القوائم بالدائرة الثانية التي تضم12 قسم شرطة بداية من محرم بك وحتي برج العرب الجديدة اشتدت المنافسة بين قائمتي الإخوان والسلفيين الذين حاول كل منهما استقطاب أبناء القبائل العربية كل بقائمته لكسب ثقتهم خاصة بمناطق الدخيلة والهانوفيل والعامرية وبرج العرب الجديدة والقديمة, بينما استعان كل منهما بأبناء الصعيد في مناطق مينا البصل وكوم الشقافة والورديان والقباري وكفرعشري, حيث يتصدر قائمة الإخوان الداعية حسين محمد إبراهيم أمين حزب الحرية والعدالة بالإسكندرية والدكتور حسن البرنس في مواجهة قائمة السلفيين التي يتصدرها أحمد خليل عبدالعزيز خير الله من أبناء القبائل العربية وأحمد الشريف الذي لقي شعبية جارفة بالدخيلة والورديان وتؤكد المؤشرات الأولي فوز رؤوس القائمتين, أما علي المقاعد الفردية بالدائرة الرابعة فتشتد المنافسة ووصلت ذروتها بين الدكتور حمدي حسن فئات المتحدث الرسمي لكتلة الإخوان بمجلس الشعب السابق ونائب رئيس حزب الحرية والعدالة والذي يجد قبولا واسعا بمناطق مينا البصل في مواجهة السلفي عصام حسنين الذي يدعمه أبناء العامرية والدخيلة وبعض الناخبين باللبان وكوم الشقافة, بينما يستحوذ الإخوان علي مقعد العمال يددفعهم محمود حسن الذي يجد شعبية كبيرة ليجد منافسة قوية من مرشح النور عصام محمود. وأكد المحللون السياسيون حصول الإخوان والسلفيين علي أكبر المقاعد بالقائمة والفردي ثم قائمة الكتلة المصرية ومازال الغموض يحيط بقائمة حزب الوفد والثورة المصرية, وخرجت من المنافسة أحزاب اليساريين والناصريين ولكن القطب الناصري كمال أحمد المرشح الفردي علي مقعد العمال بالدائرة الثالثة يقف بصلابة في مواجهة السلفيين والإخوان بالدائرة. في حين اقتحم المرشح المستقل كامل عرفة علي مقعد الفئات بالدائرة الثالثة بالاسكندرية لجنة اسماعيل صبري بماونة انصاره وقام بتصوير صناديق الاقتراع بعد فتحها وذلك من أجل تحرير محضر وإلغاء الانتخابات بالدائرة وتوجه المرشح بعد ذلك الي المنطقة الشمالية العسكرية لتحرير محضر ضد قاض اللجنة متهمه بأنه لم يقم بتشميع صناديق الاقتراع ولم يتبع تعليمات اللجنة العليا للانتخابات وقد حرر له القاضي في نفس التوقيت محضرا بالواقعة. وبعيدا عن صراعات الانتخابات سجل المشهد الانتخابي لقطات لأول مرة في تاريخ انتخابات البرلمانات السابقة تتمثل في أن بعض الصناديق بلجان غرب امتلأت علي آخرها ببطاقات التصويت, مما دعا القضاة هناك إلي الاستعانة باللجنة العليا للانتخابات التي أرسلت إليهم صناديق جديدة لاستكمال عمليات الاقتراع دون توقف. علي جانب آخر, شهدت اللجان الانتخابية بالإسكندرية إقبالا كبيرا منذ الساعات الأولي لبدء العملية الانتخابية إمتدت مسافات طويلة ولم يقطعها سوي الباعة الجائلين والسيارات التي علي جانبي الطريق.. وقد شاركت القوات المسلحة والقوات البحرية والشرطة العسكرية وقوات مديرية أمن الإسكندرية في تأمين اللجان الانتخابية بالدائرة الأولي والدائرة الثانية. وقام العديد من الائتلافات بعمل لجان شعبية لتنظيم المرور أمام اللجان الانتخابية, بينمان قامت أحزاب النور والعدالة والحرية بعمل مقار لتقديم خدمات للناخبين لمعرفة لجانهم الانتخابية. وقد شهدت الإسكندرية أمطارا غزيرة منذ صباح أمس, ولم تؤثر علي العملية الانتخابية بل زادت من إصرار الناخبين علي الإدلاء بأصواتهم في طوابير طويلة تحت الأمطار التي نزلت بغزارة وكانت السيدات أكثر إصرارا علي البقاء في الطوابير الطويلة لتسطير مستقبل مصر من خلال برلمان الثورة باختيار أعضائه الجدد. وبعيدا عن التزوير والبلطجة والرشاوي الانتخابية شهدت مناطق شرق وغرب الإسكندرية إقبالا كبيرا من خلال طوابير ممتدة لمسافات طويلة, حيث شهدت مناطق الدخيلة والعجمي والمكس ووادي القمر حشدا كبيرا من الناخبين الذين اكتظوا أمام اللجان الانتخابية وانحصرت المنافسة غرب الإسكندرية ومينا البصل بين قوائم حزب النور في الساحل الشمالي بينما تمركز تأييد مرشحي الحرية والعدالة بمنطقة مينا البصل وقد انخفضت أعداد مرشحي الأحزاب الليبرالية نظرا لارتباط العملية الانتخابية بأبناء القبائل بالمنطقة. وقد ساعد في إنجاح العملية الانتخابية مشاركة العمد والقبائل في نقل الناخبين بقيادة الشيخ مهدي منيسي والعمدة مهدي نجيب أعضاء لجان الحكماء غرب الإسكندرية وقام إئتلاف شباب الثورة غرب الإسكندرية باشراف العمدة حكيم نصر الله وعبدالله مفتاح وقد شهدت لجان غرب الإسكندرية أمطار غزيرة منذ الصباح الباكر إلا أن إصرار الناخبين علي الوجود للأدلاء بأصواتهم كان فيه تحدي للأمطار والعواصف التي انهمرت علي تلك المناطق في ذات الوقت قام العديد من الناخبين بالابتهال إلي الله عقب الصلاوات بالدعاء لمصر بالأمن والاستقرار واختفت تماما المشاحنات وأعمال البلطجة في اتفاق غير مسبوق لانجاح العملية الانتخابية.. ومن المشاهد التي اختفت أمام لجان التصويت بالساحل الشمالي وغرب الإسكندرية إختفاء الموائد واللحم والأرز الذي كان مرشحو فلول الحزب الوطني المنحل يقدمونه للناخبين. كما شهدت مناطق شرق الإسكندرية تدفق الآلاف علي اللجان الانتخابية خاصة مناطق العوايد.