ليلة أخري في ميدان التحرير تبدأ هادئة ساكنة كسكون الجميع بالخيام, همهمات خافتة تحملها الريح الي أذنيك بصعوبة.. همهمات تحمل تفاصيل استشهاد احمد السيد سرور امام مجلس الوزراء, واخري تتحدث في عجالة عن اعتصام منع الجنزوري, واخرون استسلموا للنوم.. الي ان دقت الساعة الثالثة من صباح اليوم التالي لتدب في الميدان هبة اثر العراك الدائر بين البائعين واللجان الشعبية والتي طالبتهم بالخروج إلي حدود الاعتصام.. لنبدأ رصدنا لتلك الليلة عبر السطور التالية. بطاقة تعريف بعض هؤلاء لا يحمل بطاقات تعريف ونخشي ان يتسببوا في فض الاعتصام بالقوة.. هكذا تحدث الينا حسن عبدالوهاب أحد القائمين علي تنظيم اللجان الشعبية بالميدان ويضيف: بالطبع نحن لسنا ضد البائعين ولا نريد طردهم من الميدان الا ان تأمين الميدان يقتضي خروج كل من لايحمل بطاقة تعريف الي حدود الميدان. مول تجاري أما هاني السيد حاصل علي ليسانس الاداب فقال نحن معتصمون منذ اليوم الأول والبائعين بدأوا في التأثير علي إقبال المصريين علي دخول الميدان, وأري ان الحل الاسلم هو تخصيص ركن من اركان الميدان لهم علي طريقة المول التجاري وبالتالي لن يتسببوا في أي احتكاكات مع المعتصمين. نجاح محدود محاولة من شباب التراس أهلاوي وزملكاوي بدأت في تهدئة الجلبة التي ثارت في الميدان حيث طلبوا في هدوء من الباعة إخلاء الميدان خلال ساعة وهو الأمر الذي استجاب اليه بعض الباعة في حين استمر اغلبيتهم في الوجود بقلب الميدان. محمد حسن أحد شباب الالتراس قال إثر النجاح المحدود لمحاولتنا مع اللجان الشعبية هو اتخاذ قرار بمنع دخول أية بائعين اضافيين للميدان مع العمل علي اقناع الموجودين منهم بمغادرة الميدان والوقوف خلف البوابات بطريقة سلمية. تعاون مشترك تكنيك جديد قامت به اللجان الشعبية بإيعاز من منظمي اعتصام مجلس الوزراء, وهو طبع لافتات كبيرة علي بوابات الميدان لمنع البائعين الجدد مع ملاحظة ما اذا كان هناك غيرهم بالميدان أم لا فيما قال محمد عبداللطيف ان القائمين علي تأمين اعتصام مجلس الوزراء اقترحوا التعاون مع60 شابا لاخلاء الميدان من الباعة قبل مليونية الانتخابات مشهد واحد ثلاثة مشاهد رئيسية هي ابطال المشهد في اعتصام مجلس الوزراء.. الأول هو النصب التذكاري الاشبه بمسرح الجريمة في الافلام البوليسية والذي اقامه المعتصمون بشارع القصرالعيني المواجه لمجلس الوزراء وبالتحديد في مكان دهس الشهيد احمد سرور حيث استخدموا بعض الطوب والشرائط الصفراء لإحاطة مكان الحادث وكتبوا بالجرافيتي رسالة إلي كل المصريين برز فيها الهلال والصليب فيما وضعوا لافتة كشاهد القبر كتبوا عليها دم الشهداء بغدر العسكر الشهيد احمد سرور2011/11/26 السابعة صباحا. فيما اجتمع بعض المارة حول شاهد القبر بين متفرج وبين مواس واخر معارض لفكرة تلقيب من توفي في الاحداث بالشهيد.. مناقشة جعلت الهتافات اكثر سخونة خاصة أمام معارضي الاعتصام والذين بدأوا غزو الميدان مرة اخري.. عائدين من العباسية! بورتريه انا اؤيد المبادرة الوطنية.. حكومة انقاذ وطني تملك كل الصلاحيات مصر فوق الجميع هكذا اعلن عصام الطفل الصغير اعتراضه ومطالبه دون هتاف مكتفيا بالجلوس تحت اللافتة التي كتبها بخط يده علي حائط في مدخل شارع مجلس الوزراء وظل ساكنا ينتظر عدسات الكاميرات لتسجيل رسالته واعتراضه في بورتريه يؤكد سلمية الاعتصام. هايد بارك المشهد الثالث هو المدينة المنظمة التي انشئت في مجلس الوزراء وكانت مدينة علي الرصيفين علي عكس عشوائية خيام التحرير, والبوابات يحرسها شباب البحرالاحمر كما تشير اللافتات ودخول الباعة ممنوع وكانما شيدها استشاري تخييم او يكون العدد القليل نسبة للمساحة هو سبب هذا النظام الواضح, اسئلة متواصلة قد تستمر لخمس دقائق في طابور الترداد للتأكد من هوية القادم الي اعتصام مجلس الوزراء ومنصة واحدة لم تكلف قرشا واحدا حيث اتخذ احد اعضاء حركة كلنا مينادانيال احد الاشجار المواجهة لمجلس الوزراء كمنصة يهتف منها ويرفع علم مصر المحاك بصورة مينادانيال يقول عاليا تقتل خالد تقتل مينا.. كل رصاصة بتقوينا.