اشتهرت مدينة أخميم بسوهاج منذ مئات السنين بصناعتها اليدوية المتطورة التي جعلت لها الريادة علي مستوي الجمهورية وغزت منتجاتها العالم وقد كانت أخميم تشتهر منذ قديم الأزل بانتاج الحرير الطبيعي وصناعة الكليم والمفارش, حيث كان الصانع يعمل أجمل المفارش علي نول خشبي وبخامات الحرير والصوف والقطن ويعزف الصانع والصانعة بالكف والدف أجمل وأعظم المفروشات التي أشاد بها العالم ورحبت بها الأسواق الأوروبية والعربية والآسيوية ولكن الكبوة التي أصابت السياحة وارتفاع أسعار الخامات وزيادة التأمينات وانتشار الركود والكساد أدي إلي تدهور الصناعة بالمحافظة. في البداية يقول إبراهيم محمد عبدالله57 سنة لي أسرة كبيرة مكونة من3 أولاد وثلاث فتيات ونقيم بحجرة واحدة بقرية النساجين بحي الكوثر ولا أملك من حطام الدنيا سوي صناعتي لا اعرف غيرها وهي صناعة الكليم والمفارش وهي الصناعة التي كانت تدر علينا ما يفي باحتياجات الأسرة ولكن خلال الفترة الأخيرة بدأت تندثر هذه الصناعة لارتفاع أسعار الخامات الأولية ومعوقات التسويق وكذلك عدم اقامة المعارض اصاب هذه الصناعة بالكساد وبات الكثير من الصناع بقرية النساجين مهددين بالسجن بسبب عدم استطاعتهم دفع ايجارات ورشهم مما يهدد باندثار الصناعات اليدوية بالمحافظة. ويضيف فتحي إبراهيم وشقيقاه محسن وأحمد ياريتنا ما تعلمنا الصنعة دي جابت لنا الكسل والفقر, حيث لا نستطيع الصرف علي أسرنا بسبب عدم استطاعتنا بيع المنتجات التي ننتجها واصبحنا عاطلين ومهددين بالسجن بسبب تراكم ايجارات الورشة ونطالب المسئولين بالمحافظة باقامة معارض وتوفير خامات للصناع قبل أن تندثر هذه المهنة. وتقول تحية عبدالسلام(70 سنة), علي الرغم من تسلمنا الورش منذ أكثر من10 سنوات فان المشاكل تحاصرنا من كل الاتجاهات وتهدد بانهيار واندثار الصناعة اليدوية بقرية النساجين, حيث إن الجمعية لا تقوم بتسويق المنتج وطالبنا أكثر من مرة بضرورة اهتمام المحافظة بصانعي الصناعات اليدوية بقرية النساجين باعتبارها جزءا من التراث الوطني وعودة الحياة الاقتصادية لمحافظة سوهاج عن طريق سحب المنتجات اليدوية والقضاء تماما علي حالة الكساد. ويقول عبدالسلام محمد, إنه بسبب انهيار الصناعة تحولت المصانع بقرية النساجين إلي خرابة, كما تم غلق العديد من مصانع الكليم, مما أدي إلي زيادة البطالة بين الصناع ومن أهم الأسباب التي أدت إلي تدمير الصناعة هي زيادة كلفة المواد الخام وبالتالي زيادة تكلفة المنتج, مما أدي إلي كساد المنتج بالمخازن, وطالب بأن يكون بمدينة أخميم معرض دائم بأرض المعارض أسوة بالمحافظات الأخري. ويتساءل محمد خلاف, أين مسئولو محافظة سوهاج من هذه الحرف اليدوية التي اشتهرت بها محافظة سوهاج, هل الحكومة اقامت ورشا بدون تدبير المواد الخام واقامة معارض وتسويق المنتج؟ مما يؤكد أن الحكومة تقيم مباني فقط واصبحت قرية النساجين خاوية من الصناع وتعوي بها الكلاب الضالة. ومن جانبه أكد السيد وضاح الحمزاوي محافظ سوهاج, أنه سيتم سحب الأنوال من أصحابها غير الجادين, مشيرا إلي أن عدد الأنوال بالقرية أكثر من122 نولا للنسيج اليدوي بدأ منها26 نولا العمل والانتاج وطالب مسئولي