أكد الدكتور كمال الجنزوري, المكلف بتولي مهام رئيس وزراء حكومة الإنقاذ الوطني,, انه لم يسع لمنصب رئيس الوزراء, وانه قبل هذا المنصب حبا في مصر. ووصف المرحلة الحالية ب التحدي الكبير وقال أنا في تحد كبير من أجل الوطن, ورصيدي لدي المواطن البسيط هو ما دفعني لقبول المنصب, وأحترم كل من رفض تكليفي لرئاسة الحكومة وسأمد يدي للجميع. وأضاف: أنا علي دين للبلد دي, ولايمكن أن أتخلي عن مصر في هذه المرحلة الحرجة, والاعتراض علي شخصي أهلا به. وقال الجنزوري في تصريحات خاصة ل الاهرام المسائي عبر الهاتف: إن حكومته لابد أن تكون سياسية, لانه لا يعترف بمسمي التكنوقراط, وأن من يتصدي للعمل العام, لابد أن يكون سياسيا بالدرجة الأولي, مشيرا إلي أنه أضيفت إليه صلاحيات كثيرة تتيح له حرية الحركة, وهي تصل لصلاحيات رئيس الجمهورية. وعن رفض شباب التحرير له, قال إنها مسألة رأي, وأنا أحترم كل الآراء, واللي في التحرير دول زي ولادي, والميدان به ائتلافات كثيرة, منهم من يوافق ومنهم من يرفض, فالجنزوري مواطن بسيط ومسالم, وصاحب قرار عدم فرض ضريبة المبيعات لسنوات طويلة, وفي عهده انخفض معدل الفقر من21 إلي19%, وآباء الموجودين في التحرير حاليا, هم من يعرفون كمال الجنزوري جيدا, ومن لايعرفني يسأل والده عني. وأتعهد للجميع ببذل كل ما في وسعي لخدمة هذا البلد, وعندما أجد نفسي لا أقدم جديدا لمصر, لن أذهب إلي مجلس الوزراء, وسأرحل. وقال الجنزوري: إن عجلة الإنتاج التي توقفت لن تتحرك, قبل إعادة الأمن في الشارع المصري, فكيان الدولة متهالك, والأمن منهار.إنه سيتدخل في عمل الوزارات التي تسمي سيادية, موضحا: عدم تدخل رئيس الوزراء في شئون هذه الوزارات كان في الماضي, أما الآن فمن حقي كرئيس للحكومة أن أبدي رأيي في عملها, وإعادة هيكلة وزارة الداخلية, في إطار عملي أيضا. وحول رأيه في مدي مشاركة الشباب في تولي حقائب وزارية في حكومته قال الجنزوري: سأكون أسعد الناس إذا تولي أكبر عدد من الشباب حقائب وزارية في حكومتي. وفي مداخلة أخري علي قناة النيل للأخبار قال الجنزوري: أرجو أن أتمكن من تشكيل الحكومة الجديدة بنهاية الأسبوع المقبل, ولا يمكن أن أقوم بتغيير نحو30 وزيرا في الحكومة الحالية دفعة واحدة, ولن أتوجه إلي مقر مجلس الوزراء قبل حلف اليمين القانونية. وحول رأيه في مدي وجود وزارة للإعلام من عدمه قال: أنا عن نفسي لا أحبذ وجود وزارة للإعلام, فالدول الموجود بها وزارة للإعلام محدودة جدا. وحول سبب إلقائه أول بيان صحفي له من مقر وزارة الدفاع, في الوقت الذي يثور فيه ميدان التحرير ضد المجلس العسكري, برر الجنزوري ذلك بقوله: أنا كنت عايز أوصل رسالة إن التشكيل الوزاري مش بكره. واختتم الجنزوري تصريحاته بأن حكومته ستركز من اليوم الأول علي الملف الأمني وإعادة حركة الإنتاج, وأنه سيستعين بالشباب في حكومة وصفها ب الجديدة علي الشعب وأنها سوف تضم كل الأطياف السياسية. كان الجنزوري قد تواجد بعد ظهر أمس بمكتبه القديم بمقر معهد التخطيط القومي بمدينة نصر وغادره بعد ساعتين أجري خلالهما مجموعة من الاتصالات الهاتفية دون أن يدلي بأي تصريحات للصحفيين. كما أجري مشاورات تشكيل حكومته الأولي التي تولت المسئولية في الرابع من يناير عام1996 بمعهد التخطيط القومي, حيث كان مديرا لمعهد التخطيط القومي خلال الفترة من عام1977 حتي عام.1982 ومن المتوقع أن يجري الدكتور الجنزوري مشاوراته المكثفة لاختيار وزراء الحكومة الجديدة وسط تكتم إعلامي بالغ حتي يتسني له اختيار مجموعة الوزراء بهدوء وبعيدا عن التكهنات الصحفية المعتادة التي تصاحب كل مشاورات لتشكيل أي حكومة جديدة. وشهد مجلس الوزراء أمس حالة من الهدوء التام والتعتيم الإعلامي علي تحركات الدكتور الجنزوري الذي لم يصل حتي الآن إلي مقر مجلس الوزراء الذي غادره في الخامس من أكتوبر عام1999, إثر خلافات مع الرئيس السابق حسني مبارك بعد أن أمضي في منصبه نحو أربعة أعوام بادر خلالها بتنفيذ مجموعة من المشروعات الاقتصادية والتنموية الكبري مثل توشكي وشرق العوينات والخط الثاني من مترو الانفاق, إلي جانب إصدار قانون الايجارات الجديد, ووصف بأنه يتمتع بذاكرة حديدية وقدرة علي إلقاء بيانات الحكومة من الذاكرة إلي جانب تمتعه بملكات إدارية واسعة, كما كان يلقب بوزير الفقراء, لما ظهر منه في وقت رئاسته للحكومة من اهتمام بالشرائح المحدودة الدخل من المجتمع.