افتتحت امس بالعاصمة تونس أولي جلسات المجلس التأسيسي الذي انتخب الشهر الماضي في جلسة وصفت بأنها اولي الخطوات لبناء الجمهورية الثانية بعد اشهر من الاطاحة بالرئيس السابق زين العابدين بن علي. ووصف رئيس الجمهورية المنتهية ولايته فؤاد المبزع في كلمة امام اعضاء المجلس التأسيسي امس بأن هذه الجلسة موعد فعلي للانتقال الديمقراطي ولحظة فارقة في تاريخ. وطالب الرئيس اعضاء المجلس التأسيسي بالوفاء لدماء الشهداء وتغليب المصلحة العامة والانتماء للوطن. وجرت الجلسة الاولي بحضور عائلات شهداء الثورة من بينهم ام محمد البوعزيزي مفجر ثورة تونس الذي احرق نفسه احتجاجا علي ظروفه السيئة. وحضر الجلسة ايضا رئيس الحكومة المنتهية ولايته الباجي قايد السبسي واعضاء حكومته اضافة الي رئيس الجمهورية الجديد المنصف المرزوقي وحمادي الجبالي رئيس الوزراء ومصطفي بن جعفر رئيس المجلس التأسيسي. وخارج المجلس تظاهر المئات من التونسيين للضغط علي المجلس لتحقيق مطالبهم. وقال احد المتظاهرين ويدعي سليم حمدي نحن جئنا الي هنا لنقول لاعضاء المجلس التأسيسي احذروا فنحن لكم بالمرصاد ان زغتم عن السكة الصحيحة. وقالت متظاهرة اخري يجب ان يعلم النواب ان المئات من شبان تونس دفعوا ارواحهم فداء لتونس الحرة ويتعين ان تتم محاسبة قتلتهم. ورفع المتظاهرون شعارات مكتوبا عليها تونس تونس حرة والتطرف علي بره ولا تنسوا حقوق المرأة ورددوا شعارات الشعب يريد الثورة من جديد ولا ارهاب ورجعية الشعب يريد دولة مدنية. ونقلت وكالة الأنباء التونسية وات عن رئيس الجلسة الطاهر هميلة قوله- في كلمته خلال الجلسة امس إن المجلس يعقد جلسته الافتتاحية في لحظة فارقة في تاريخ تونس الساعية إلي بناء دولة مدنية تسودها الحرية والديمقراطية ويكون فيها الشعب صاحب السيادة المطلقة ضمن أحكام دستور يشترك الجميع في صياغته. ودعا هميلة, أعضاء المجلس إلي تجاوز انتماءاتهم الحزبية والفئوية والالتزام فقط بخدمة تونس وقضايا شعبها. وقام عديد من الأعضاء خاصة من بين ممثلي الحزب الديمقراطي التقدمي بمقاطعة هميلة أثناء الجلسة معترضين علي وصفه ب العيب لما قام من لم ترضهم نتائج انتخابات المجلس الوطني التأسيسي, مطالبينه بالتزام الحياد وعدم التعرض بالإساءة إلي مكونات المجتمع المدني. فيما اعترض آخرون علي عدم التزام هميلة ببرنامج الجلسة, داعين إياه للمرور إلي فتح باب الترشح لرئاسة المجلس ونائبيه واعتماد مشروع تنظيم أشغال الجلسة.