ما أشبه اليوم بالبارحة.. هذه العبارة كانت لسان حال من هم خارج الميدان والذين تابعوا ما يحدث فيه عبر الشاشات في رحلة البحث عن حقيقة ما يحدث هناك وسط شبح الخوف من تكرار يوم الجمعة الدامية جمعة الغضب28 يناير, تحدثوا عن رأيهم في مليونية الجمعة الماضية والأحداث المتلاحقة التي تبعتها وأول عبارة اجتمعوا عليها هي مرحناش الميدان وبدأ كل منهم في تفسير الوضع الحالي وفقا لرؤيته التي كونها من اللي سمعه وبدا القلق واضحا علي الوجوه بسبب الاشتباكات المستمرة في التحرير بين قوات الشرطة والمتظاهرين, اشتركوا جميعا في نبرة الحزن مرددين السؤال نفسه ماذا يحدث في ظل انتخابات مرتقبة لا يعلم مصيرها أحد حتي الآن. في البداية أكد عبدالجليل شريف وكيل وزارة بهيئة الصادرات والواردات أن الوضع سئ جدا وأن ما يطلقون عليه مليونيات تدور حوله كثير من علامات الاستفهام حيث يندس بينها العناصر التخريبية المأجورة لتنتهي كل مليونية بكارثة أكبر مما سبقتها, مشيرا إلي سوء نية بعض القوي السياسية التي تفتعل مثل هذه المليونيات لتحقيق مصالح خاصة, وقال الوثيقة ممكن تتغير مش قرآن ولا انجيل عشان يحصل بسببها كل ده. وأضاف أن لغة الحوار التي يفتقدها الشعب المصري لأننا مش بنسمع بعض, وتوقع عبدالجليل أن يكون ما حدث هو مقدمة السيناريو الذي يخشي الجميع حدوثه وهو تأجيل الانتخابات لأنها إذا تأجلت ستنتقل مظاهرات وهتافات التحرير لكل حي في مصر, وقال: انتظر ما ستسفر عنه هذه الأحداث فيما يتعلق بتوقيت إجراء الانتخابات, لأنه في حالة التأجيل ينتظرنا السيناريو الأسوأ. ووصف اللواء نبيل عبدالمعطي مدير المتحف القبطي ما يحدث حاليا: دي فوضي منظمة لها ترتيب مسبق, وأكد أن الحل الوحيد للقضاء علي هذه الفوضي هو فرض الأحكام العرفية وحظر التجول لحين إجراء الانتخابات وتسليم السلطة عشان البلد تتظبط علي حد قوله. وأكد عبدالمعطي أن هناك بعض التيارات الإسلامية التي تنتظر تأجيل الانتخابات, وقال الأحزاب الإسلامية قد تكون السبب في اشعال فتيل الأزمة, وتوقع قيام الانتخابات في موعدها في ظل قبضة حديدية يري ضرورة فرضها من الجيش والشرطة حتي انتهاء الانتخابات. وقال الدكتور محمد هنداوي الذي كان يقيم بألمانيا منذ أكثر من30 عاما أن ما يحدث في مصر منذ يوم تنحي مبارك في11 فبراير2011 يؤكد أننا لازلنا في سنة أولي ديموقراطية لأن سقوط النظام كان يقتضي أن نبدأ الحوار وليس سلسلة من الاضطرابات والاعتصامات والمليونيات التي لا تنتهي, وأضاف أن مصر الآن تعاني أكثر مما عانته لسنوات طويلة والدليل علي ذلك نزيف الدم المستمر منذ قيام الثورة. وقال هنداوي: لا أريد أن تنتهي الأحداث بأن تكون القلة المندسة هي المسئولة, حيث أكد أننا الآن أصبحنا قلة محترمة تعيش وسط غالبية مندسة تسعي لتخريب البلاد, ويري أن تأجيل الانتخابات قرار صائب لأن إجراءها في هذا التوقيت بمثابة أنبوبة بوتاجاز بتسرب واحنا بنولع جنبها عود كبريت. وطالب بالوقوف إلي جانب المجلس العسكري لاجتياز هذه الفترة الحرجة, مؤكدا ثقته في عدم رغبة المجلس في تولي السلطة والسبب كما أوضحه أنهم لو عايزين يمسكوا البلد كانوا هيمسكوها ومحدش هيعرف يعمل حاجة ضدهم. وقال علي رمضان موظف أنا مروحتش التحرير وسمعت كتير عن اللي حصل هناك, ثم بادرني بسؤاله: هما فلول ولا بلطجية؟ ثم عاد ليجيب: كلهم بيستغلوا ظروف البلد عشان نفضل كده علطول. أضاف رمضان: أنا مع تأجيل الانتخابات في الفترة الحالية بسبب حالة الفوضي التي تعم أرجاء البلاد, ولكنه في الوقت نفسه يخشي من نتائج تأجيلها, وقال: اتأجلت أو متأجلتش هتحصل مشكلات, وأضاف المجلس العسكري لازم يفضل عشان يظبط البلد. وأبدي حسن توفيق موظف قلقه مما يحدث من اشتباكات دامية في ميدان التحرير, وقال: أنا مش عارف إيه اللي بيحصل, استكمل حديثه متعجبا مما وصل إليه وضع البلد قائلا: في يومين الدنيا اتقلبت تاني. والتقط أطراف الحديث رجل يجلس علي قهوة وهو فتحي محمد الذي بدأ حديثه بنبرة حزينة قائلا: السلاح بقي مالي البلد ومفيش أمان هنعمل انتخابات إزاي دلوقتي؟! وطلب مني توجيه رسالة للموجودين في ميدان التحرير وهي خلوا المجلس شويه عشان يظبط البلد لأنهم مش طمعانين يحكموا. وقاطعه أحمد عبدالفتاح قائلا: المظاهرات دي مش هتجيب نتيجة غير أن الناس هتموت وتتصاب. مشيرا إلي ما يحدث في صعيد مصر من انفلات أمني حقيقي ينذر بكارثة, وقال: الانتخابات لازم تتأجل ولازم الناس تبطل تنزل التحرير عشان البلد تمشي.