في خطوة سياسية وعسكرية بالغة الدلالة, تحركت بوارج حربية روسية نحو الشاطئ السوري الممتد علي مدي جغرافي واسع, وذلك في المياه الإقليمية التي لا تقاربها الدول الكبري, إلا إذا كان في الأفق وضع خطير أو موقف استراتيجي من ذلك الوضع وتداعياته المفترضة. وأشارت الأنباء إلي أن هذه البوارج الحربية الروسية وصلت أمس إلي المياه الإقليمية السورية في مؤشر واضح من قيادة روسيا الاتحادية علي أن الجمهورية العربية السورية خط أحمر, وأن مجرد الاستخفاف بحدود هذا الخط الأحمر لن يترك روسيا في موقع المتفرج أو اللامبالي. كما قال رئيس الحكومة الروسية فلاديمير بوتين إن موسكو تدعو إلي ضرورة الحرص والحذر في التعامل مع سوريا. من جانبه حذر وزير الخارجية التركية أحمد داود أوغلو من مخاطر تحول الأحداث الجارية في سوريا إلي حرب داخلية, وذلك خلال مباحثاته أمس مع نظيره الفرنسي جوبيه. وحول مدي استعداد تركيا لخيار تشكيل منطقة طيران محظورة المطروحة من قبل المعارضة السورية, قال داود أوغلو- في مؤتمر صحفي مشترك مع آلان جوبيه- لقد تركزت أنظارنا حول خطة الجامعة العربية بتاريخ الثاني من نوفمبر مضيفا لقد بذلنا جهودا كبيرة منذ11 شهرا لإقناع الإدارة السورية ولكنهم بدلا من الإجابة علي مثل هذه الجهود شهرت أسلحتها ضد شعبها أمام أنظار العالم جميعا الذين لم تظهر منهم ردود الفعل المطلوبة. من جانبه, قال وزير خارجية فرنسا آلان جوبيه إن التدخل بسوريا من الممكن أن يتم عن طريق صدور قرار من مجلس الأمن الدولي مثلما حدث في ليبيا, مضيفا ستتشدد درجة العقوبات الصادرة من الاتحاد الأوروبي ضد إدارة دمشق, مؤكدا أن الإدارة السورية لا ترغب بتحقيق الإصلاحات التي وعدت بها وفات الآوان لتحقيقها. سياسيا, أعلن الدكتور نبيل العربي أمين عام جامعة الدول العربية أنه تلقي رسالة من وليد المعلم وزير الخارجية السوري تضمنت طلبه إجراء تعديلات علي مشروع البروتوكول بشأن المركز القانوني ومهام بعثة مراقبي جامعة الدول العربية إلي سوريا الذي أقره مجلس الجامعة علي المستوي الوزاري في16 الجاري. وأضاف في بيان للجامعة العربية أمس أن هذه التعديلات هي محل دراسة الآن. علي صعيد متصل, نفي المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية مارك تونر أمس وجود أي اتصال من الولاياتالمتحدة للجيش السوري الحر, مشيرا إلي أنها لا تقر أي لجوء للعنف. ورفض تونر ما تردد عن أن سوريا أصبحت بالفعل تشهد حربا أهلية قائلا نعتقد أن الأمر علي الأرجح هو أن نظام الأسد يشن حملة عنف وترهيب وقمع ضد المحتجين الأبرياء. وميدانيا, أعلنت لجان التنسيق المحلية السورية مقتل18 شخصا برصاص قوات الأمن التي سعت لتفريق تظاهرات جمعة طرد السفراء في مختلف المدن السورية. يأتي هذا في الوقت الذي دعا فيه المجلس الوطني السوري المعارض المجتمع الدولي إلي طرد السفراء السوريين منها للمساهمة في عزل نظام الرئيس بشار الأسد عربيا ودوليا.
