بالفرحة والملابس الجديدة والمأكولات يستقبل المصريون أعيادهم المختلفة ورغم أن عيد الأضحي المبارك هو عيد اللحوم والمأكولات غير أن الأطفال وملابسهم الجديدة في العيد أمر يشغل بالهم أكثر من أي شيء آخر. وهو مايفسر ازدحام الشوارع بمشتري الملابس رغم الحديث عن الحالة الاقتصادية الصعبة وهو ما فسره البعض بحتمية إدخال الفرصة علي الأطفال الذين لا ذنب لهم في شيء خاصة أن العيد تزامن مع قدوم فصل الشتاء وسط تباين في الآراء بين مواطنين رأوا أن الاسعار جيدة إلي حد بعيد وآخرين شكوا من ارتفاعها غير المعقول. الأهرام المسائي قرر في جولته لرصد استعدادات العيد عند المصريين من مختلف الطبقات والمستويات التعرف علي سوق الملابس وموقعها من احتياجات المواطنين في عيد الأضحي وكانت البداية في رحلتنا قبل يومين من العيد من وكالة البلح أو الوكالة كما يطلقون عليها وبينما تجاوزت عقارب الساعة الثامنة صباحا بقليل وجدنا ابراهيم مبارك أحد الباعة يرتب بضاعته ويفردها بعد أن نظف مكانها وقام برش المياه ولسان حاله يردد: يافتاح يا عليم الرزق من عندك يارب سألناه عن عيد الأضحي والمصريين مع ملابس الوكالة فقال: العيد ده عيد لحمة مش عيد ملابس لكن السنة دي الأمر مختلف فالعيد يأتي في بداية فصل الشتاء وده بالنسبة لنا موسم ومعروف أن أغلب المصريين يشترون ملابس العيد لأطفالهم في عيد الفطر فقط ويلبسونها في عيد الأضحي ايضا.. وعن زبون الوكالة أكد أنهم من جميع المستويات قائلا: يأت زبائن بسيارات من كل الماركات والأنواع حيث البالة من الملابس التي نشتريها فيها من جميع الدرجات والموديلات التي نبيعها هنا أرخص من المحلات في المناطق الأخري بنسبة تصل إلي90%. تجولنا لنجد لافتات تعلو الملابس المعروضة مكتوب عليها أسعار تبدأ من5 جنيهات وحتي35 جنيه مصحوبة بجملة ومفيش كلام التي فسرها لنا الباعة بأنها تعني عدم الفصال حيث يقتصر الأخذ والرد في الأسعار علي البضاعة بداخل المحل وليس المعروضة خارجه. ورغم أن الوقت كان لا يزال مبكرا إلا أن محمود عبدالحميد11 سنة كان موجودا يقلب في الملابس أمامه ويختار ويقيس وقد اكتسي وجهه بالفرحة التي بررها لنا خاله محمد سيد بأنه منذ أذان الفجر وهو يوقظه من نومه لينزل معه ويشتري له ملابسه بفرحة غامرة اضطرت الخال إلي الاستجابة للطفل والذهاب للشراء في هذا الوقت المبكر قائلا: والدته طلبت منذ ذلك وقد جئنا للوكالة لأن الاسعار هنا حنينة وتوجد إمكانية أكبر للاختيار والفصال ويمكن شراء جاكيت أو بلوفر شتوي بسعر مهاود وأرخص بمبلغ يتراوح بين خمسين وسبعين جنيها عن أماكن أخري وإحنا أولي بالفلوس دي وعن شراء الجديد من الملابس في العيدين أكد أن الشراء عادة ما يكون لعيد الفطر أو العيد الصغير كما يطلق عليه قائلا: لكن لو الظروف مساعدة ماديا وربنا كرمنا بقرش نشتري للأطفال في العيد الكبير أيضا لنفرحهم خاصة أن موسم الشتاء دخل وعايزين لبس ثقيل.