وسط أفراح عمت ربوع ليبيا والعالم, أسدل الستار أمس علي42 عاما من حكم الطاغية الليبي معمر القذافي الذي حكم شعبه بالحديد والنار, حيث لقي مصرعه أمس في مسقط رأسه بمدينة سرت بعد معارك عنيفة مع الثوار استقرت خلالها طلقتان في رأسه وبطنه.ولم تمض ساعات علي إعلان نبأ وفاة القذافي مع نجله المعتصم فيما تضاربت الأنباء حول مقتل سيف الإسلام الذي كان يعده لخلافته في السلطة, وكان خميس القذافي قد لقي مصرعه منذ عدة أيام لينتهي إلي الأبد حكم آل القذافي وتبدأ ليبيا مرحلة التحول الديمقراطي. وكشفت اللحظات الأخيرة للعقيد المخلوع عن مقتله عقب اعتقال الثوار له في سرت. وأنه تم إطلاق الرصاص عليه بعد تعرضه للضرب من مجموعة من الثوار. وكان المتحدث باسم المجلس الانتقالي قد ذكر ان القذافي 69 عاما تم اعتقاله من قبل بعد اصابته في كتفه وساقه, فيما ذكر الثوار الذين اعتقلوا القذافي أنهم توصلوا إلي مكانه عقب اطلاق النار من قبل مرافقيه وبعد الاشتباك خرج القذافي مذعورا من حفرة مجاورة وهو يحمل سلاحا. من جانبه أعلن محمود جبريل رئيس المكتب التنفيذي في المجلس الانتقالي ان اعلان تحرير ليبيا سيتم خلال ساعات بعد مقتل القذافي ويمهد ذلك لتشكيل حكومة انتقالية. علي صعيد ردود الأفعال الدولية والعربية, أكد الرئيس الأمريكي باراك أوباما ان الولاياتالمتحدة ستكون شريكا لليبيا بعد مقتل القذافي وأن مهمة حلف شمال الأطلنطي( ناتو) ستنتهي قريبا. وقال للصحفيين في حديقة البيت الأبيض أمس: إن موت القذافي يمثل نهاية فترة طويلة ومؤلمة للشعب الليبي الذي اصبحت أمامه الآن فرصة لتقرير مصيره في ليبيا الجديدة وديمقراطية. وأوضح أن الحكم بقبضة حديدية لابد أن ينتهي. ودعت ردود الفعل الأوروبية إلي ضرورة نزع سلاح الميليشيات المسلحة واجراء المصالحة الوطنية وبدء عملية التحول الديمقراطي. كما دعا الاتحاد الإفريقي المجلس الانتقالي إلي شغل مقعد ليبيا في الاتحاد وفي جميع أجهزته. واعتبر وزير الدفاع الايطالي أن ليبيا جديدة ولدت وعلينا أن نسعد لما حققناه. وقال ديفيد كاميرون رئيس الوزراء البريطاني إن الشعب الليبي لديه فرصة لبناء مستقبل ديمقراطي. ودعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون جميع الأطراف في ليبيا لإلقاء أسلحتهم والعمل معا في سلام لإعادة بناء الأمة في شمال إفريقيا. وقال: إن هذا هو الوقت المناسب لتضميد الجراح وإعادة البناء وليس الانتقام, وأكد أن وفاة القذافي تمثل تحولا تاريخيا في ليبيا, وأعرب عن حزنه لأولئك الذين فقدوا الكثير. من جانبه أيضا, أعرب الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي عن تمنياته بأن تطوي صفحة الاستبداد ومآسي الماضي في ليبيا إلي غير رجعة. وناشد في بيان صادر عن الجامعة أمس جميع القوي السياسية والقيادات الوطنية الليبية التلاقي وتوحيد الصف والتكاتف الوطني الشامل من أجل بناء ليبيا المستقبل التي تحقق أماني الشعب الليبي وطموحاته في الحرية والانتقال السلمي لبناء نظام سياسي وديمقراطي.