إن المعركة الحقيقية لمصر خلال المرحلة المقبلة هي تغيير سلوكياتنا التي أساءت إلينا جميعاوأهانت الشارع المصري ومؤسساتنا, فنحن في أمس الحاجة إلي العودة لأخلاقيات المصريين الدمثة. وإرساء مبادئ المعاملة الحسنة التي دعت إليها جميع الأديان السماوية, وهذا يتطلب حملة تثقيفية شاملة في وسائل الإعلام وكل الوسائل التي تساعد علي ضبط الشارع المصري الذي يحتاج أيضا إلي التطبيق الدقيق للقوانين علي كل أفراد المجتمع المصري. وهذا يفرض علينا مواجهة حقيقية للسلوكيات الخاطئة في الشارع, خاصة من سائقي الميكروباص والأتوبيس وإلقاء القمامة في الشارع, وتطبيق قوانين التنظيم بالأحياء وعدم السماح ببناء عمارات بدون جراجات والتي أدت إلي اختناق الشارع بالسيارات. إن الثورة المصرية تميزت بالعديد من الايجابيات خاصة التغير في حرية التعبير ودرجة الوعي السياسي وأتمني أن تتبع ذلك ايجابيات في السلوكيات وحتي لايزداد سخط الغالبية الصامتة من الشعب علي الثورة بسبب التسيب والانفلات الموجود بالشارع واستباحته من البلطجية والخارجين علي القانون. فعلي شباب مصر الواعي الذي فجر هذه الثورة أن يحافظ عليها من خلال حملات توعية مدروسة من المواطنين ومساعدة الشرطة في العودة بقوتها للشارع المصري واعطائهم الثقة مرةأخري, خاصة أن الشرطة سوف تنتهج نهجا جديدا يعتمد علي احترام المواطن وعدم إهانته. ولابد من توضيح أشياء مهمة جدا حول السلوكيات وهي ارتباطها الوثيق بتحضر الأمم وتقدمها وسمو أخلاقيات تعامل أفراد شعبها فيما بينهم.. وترجع أسباب تدهور الأوضاع في الشارع المصري إلي الصراع المرير للحصول علي قوت اليوم الواحد وانتشار الرشاوي والوساطة والمحسوبية وأدي ذلك إلي تغيير سلبي في سلوكياتنا. فالسلوكيات السوية تبدأ من الأسرة ثم المدرسة والجامعة والعمل. وعلي الآباء والأمهات أن يعلموا الأبناء السلوكيات الحميدة, ورفض السلوكيات الخاطئة وعلينا جميعا ضبط تصرفاتنا اليومية في علاقاتنا مع الآخرين ولابد أن يبدأ كل إنسان بنفسه.