في الوقت الذي اجتاحت فيه الثورة الصناعية العالم بأسره مازلنا نحبو نحو التقدم التكنولوجي في مجال الصناعة ولم تشهد مصانعنا تطويرا يذكر طوال السنوات الماضية, وعلي سبيل المثال لا الحصر بدلا من أن تتقدم صناعة الغزل والنسيج بقلعة الصناعة المصرية المحلة الكبري بدأت في التدهور تدريجيا ولم تلحق بركاب العصر الحديث. والسؤال الذي يطرح نفسه ويحتاج إلي إجابة شافية هو هل يعقل ونحن في القرن الحادي والعشرين أن يعمل نحو100 مصبغة تخدم مايزيد علي1200 مصنع للأقمشة والوبريات والملابس الجاهزة بالمنطقة الصناعية بالمحلة الكبري بالطرق البدائية, حيث مازالت تعمل بالسولار الذي يلوث البيئة ويهدد حياة وصحة العاملين بهذه المصانع رغم أن أصحاب المصانع طرقوا جميع الأبواب من أجل توصيل الغاز الطبيعي لهذه المصابغ ولكنهم لم يجدوا أذانا صاغية حتي لحظتنا هذه. بداية يؤكد حمدي السمسار صاحب مصبغة بالمحلة الكبري أن أصحاب المصابغ يواجهون معوقات وعراقيل من أجل سعيهم للتخلص من الطرق البدائية التي لاتزال تعمل بها المصابغ حتي الآن عن طريق تشغيلها بالسولار والذي تنتج عنه عوادم سامة تتسبب في إصابة العاملين بهذه المصابغ بالأمراض الصدرية الخطيرة والمزمنة وهو مايؤثر علي جهدهم ويؤدي في النهاية إلي خروج هؤلاء العاملين والجلوس في بيوتهم بعد أن يكون المرض قد أنهكهم وتملك منهم وجعلهم غير قادرين علي العمل. وأضاف أن رسوم التعاقد علي توصيل الغاز الطبيعي لهذه المصابغ ليكون بديلا عن السولار يبدأ من200 ألف جنيه كحد أدني ومليون جنيه كحد أقصي وحسب متوسط استهلاك كل مصبغة وطاقتها المنتجة وعدد الغلايات التي تعمل بها حيث تعتبر هذه المبالغ كبيرة وتقف حائلا دون اتمام التعاقد مع شركة الغاز لتوصيله للمصابغ. كما أن عملية إحلال الغاز الطبيعي بدلا من السولار تتطلب ولاعات غاز جديدة لابد من استبدالها وهي تتطلب تكاليف باهظة أيضا هذا بخلاف نفقات الكهرباء والمياه والتأمينات والضرائب, والمستلزمات الأخري المطلوبة من أصحاب هذه المصابغ. وأوضح سمير الغنام صاحب مصبغة بالمحلة أن هناك منحا ومساعدات تحصل عليها وزارة البيئة من بعض الدول الأوروبية والتي تقوم بدعم الصناعات المختلفة من أجل حماية البيئة ومنع التلوث الصناعي حيث تصل قيمة هذه المنح إلي حوالي400 مليون فلماذا لاتتم الاستفادة من هذه المنح في تطوير الصناعة المصرية وتوصيل الغاز الطبيعي لهذه المصابغ التي يعجز أصحابها عن دفع رسوم التوصيل لشركات الغاز الطبيعي أو استغلال هذه المنح في توصيل الغاز للمصانع بدون فوائد مع جدولة هذه الرسوم علي المستفيدين. وأضاف أن هناك منظمات دولية تقوم بدعم المصابغ التي لديها استعداد للحفاظ علي حماية البيئة من التلوث الصناعي وتغيير أنظمتها بما يضمن الحفاظ علي البيئة من التلوث ولكن تبين أن هذا لايحدث إلا من خلال الدولة أيضا ولذلك نطالب المسئولين بالدولة بضرورة سرعة ايجاد حل عاجل لهذه المشكلة البيئية الخطيرة. بينما يؤكد محمد النبراوي صاحب مصبغة أن المصابغ الموجودة بالمنطقة الصناعية بالمحلة الكبري تستهلك كميات كبيرة من السولار المدعم بما قيمته حوالي20 مليون جنيه وانه في حالة توصيل الغاز الطبيعي لهذه المصابغ سيتم توفير هذا الدعم المادي الكبير التي تتحمله الدولة كل ستة شهور. وطالب بضرورة تقديم تسهيلات من جانب الدولة لتوصيل الغاز للمصابغ بنظام الأقساط الطويلة الأجل لمساعدة أصحاب المصابغ علي تحمل تكاليف توصيل الغاز الطبيعي الباهظة والعمل علي إنهاء هذه المشكلة بشكل نهائي.