وكان يقف في شرفة الدور الثاني في البناية التي تقع مباشرة امام مدرسة البنات الاعدادية يرتدي بنطلون بيجاما مخططا وفانلة بيضاء يراقب عشرات الفتيات اللاتي يتوافدن علي المدرسة تأهبا للفترة المسائية. وتظهر نهودهن بارزة خلف قمصانهن البيضاء تهتز مع اهتزاز اجسادهن وحين يدق جرس المدرسة وتبدأ فتيات الفترة الصباحية في الخروج فتتخايل امام اعينه مئات النهود المختلفة باحجامها واستدارتها مكورة في حجم البرتقالة وناتئة في حجم الليمونة.. وعيناه لاتكاد تري وجوههن قدر ماتري نهودهن. لم يعلم سر تمسكه بهذه العادة ولالما يستهويه هذا الجزء بالذات دون باقي الجسد لكنه كان يشعر بسعادة وتوق لايقاومان. حين كان صغيرا كان لايشعر بالدفء والامان في هذا العالم المترامي المخيف الذي يبدو لعينيه بلا نهاية إلا في حضن امه حين تلقمه ثديها فيعتصره بفمه متشبثا به بيده فيشعر بانه بمأمن من العفاريت التي كانت تروي قصصها جدته العجوز, وكانت أمه تهدهده وتربت علي شعره وتقبل رأسه وهو يمتص لبن الطفولة فيشبع روحه وجسده برائحتها الطيبة العطرة النفاذة, وكأنه يسمع صوت خرير جداول ماء عذب يتدفق في انحاء روحه تجري وسط حدائق غناء زاخرة بالاشجار الوارفة والورد الزاهي والعصافير تصدح في سمائها بالحان عذبة والبهجة ترف في قلبه فينام تهدهده احلام اليقظة. وحين كبر كانت ليلة عرسه زاخرة بالزينة, والاضواء الملونة, والعزف حتي الصباح وكانت عروسة تجلس بجواره تلمع عيناها ببريق الفرحة وحين انفض الجمع, وبقيا بمفرديهما في حجرة النوم ازاح الطرحة بيده, فتألقت علي وجنتيها بسمة كفلة يانعة فضمها إلي صدره في حنان, وبعد ان خلعت ملابسها ونظر إلي جسدها البض, وإلي صدرها الممتلئ كثمار ناضجة حان قطفها, تذكر صورة امه ثم بدأ في اعتصارهما بيديه, ثم بشفتيه في نهم, وهي تتأوه من اللذه والخجل والاشتياق او استرسل في مص رحيق نهديها في شبق حتي طالت المدة فبدأت تتململ, ولما بدا الأمر غير مفهوم سحبت جسدها العاري من تحت جسده بسرعة في ذعر, وارتدت ملابسها في عجالة وخرجت متوترة إلي الصالة, انقبض حالي الحيرة المقتحمة, ولم يجد مبررا لغضبها وثورتها, لكنه تماسك وحاول في الليلة التالية والتي بعدها وكرر ما فعله حتي رفسته بقدميها بعيدا عنها, انتابه الذهول, وحين واجهته بقولها: ما تفعله غير طبيعي. اجابها بأنه يشعر بمنتهي اللذة, واردف بقوله في هدوء: ألا تشعرين انت ايضا بها. اخبرته بانها لذة ناقصة وانه لايكمل ما بدأه, لماذا توقف عند هذا الحد ولايبادر بالخطوة التالية. حين ماتت أمه حملوه بعيدا فوق سطح المنزل, ومن فوق رأي صندوقا مستطيلا مغطي بقطيفة خضراء يحمله اربعة رجال يغادر منزلهم ونسوة يتلفحن بالسواد يأخذن في النشيج والعويل من خلفه وبعد سنوات ادرك بان حضن امه الدافئ وصدرها كمركب تحمله بلا شراع إلي عوالم ساحرة, قد ذهب للابد وبأنه اصبح وحيدا في عالم يموج بالخطر والقلق والاعاصير. قالت حماته في اسي: لماذا لاتقصد طبيبا أجابها في وجوم: فعلت ولم يجد عندي شيئا فلتستشر إذن طبيبا نفسيا تقصدين بأني مجنون يا بني لماذا لاتكمل ما تبدؤه, ماذا يمنعك عن الخطوة التالية؟ حدث الطلاق في هدوء. وتزوج مرة ثانية وثالثة, وتكرر الأمر, كلهن يرفضن التوقف عند اللحظة الآنية والاستغراق فيها. يرفضن ان يظل العالم بريئا طاهرا. ان يهبن الحب والحنان بلا مقابل. وتساءل: هل اجد امرأة مثل امي تقبل ان تمنحني صدرها ارتشف منه شهد الحياة دون ان تطالبني بالخطوة التالية. مهاب حسين مصطفي القاهرة