لم يعد يملك فلول الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك سوي ورقة الاختباء خلف أجهزة الكمبيوتر والاستفادة مما يتردد عن التمويل السري من رجال المخلوع. في القيام باختراق صفحات كل من ينتمي إلي ثورة25 يناير ويتحدث عن الاصلاح عبر شبكة الفيس بوك. هذا التصرف الخارج علي القانون بات يمثل المنفذ الوحيد لأبناء مبارك كما يسمون أنفسهم الذين لا يزيد عددهم وفقا لأفضل الاحصائيات علي200 شاب وفتاة, لتجميل صورة المخلوع واظهار أنفسهم كيانا موجودا في الشارع المصري بعد أن سقطت كل دعواتهم عن مليونيات تأييد الرئيس المخلوع وطردهم كلما حاولوا الظهور بأعداد لم تكن تتجاوز ال200 شخص في الميادين. الانقلاب علي ثورة25 يناير من جانب رجال مبارك تخطي حدود صفحة احنا آسفين ياريس علي شبكة الفيس بوك التي قوبلت بمقاطعات حادة وهجوم شرس, بالإضافة إلي الفشل الآخر في الظهور بأعداد غفيرة خلال جلسات محاكمات مبارك في قضية قتل المتظاهرين خلال أيام الثورة الأولي. وباتت هناك تحركات جديدة يؤكد مراقبون أنها مخالفة للقانون يلجأ إليها فلول مبارك وهي اختراق الصفحات الشخصية لمرشحي الرئاسة وكل من يهاجم حسني مبارك بالإضافة إلي صفحات الثورة ذاتها التي ارتبطت بوجدان من أيد الثورة قبل أن يشارك فيها. وتحولت جماعة احنا اسفين يا ريس إلي هاكرز مبارك يملكون تمويلا يتيح لهم الحصول علي أفضل برامج اختراق المواقع الإلكترونية وسلب أصحابها السيطرة عليها بما فيها إدارة المواقع ذاتها, وشهدت الأيام الأخيرة أحداثا مثيرة في الثورة المضادة التي يحاول انصار المخلوع القيام بها, فعندما أطلق المستشار هشام البسطويسي حملة المطالبة بمنع أعضاء الحزب الوطني المنحل من الترشح في الانتخابات البرلمانية والابتعاد عن العمل العام لمدة5 أعوام. جري اختراق صفحته الخاصة بترشيحه لرئاسة الجمهورية من قبل هاكرز مبارك الذين اظهروا وفقا لعبارة أنور السادات الشهيرة خلال رئاسته للجمهورية الغباء السياسي بالدفاع عن أعضاء الوطني المنحل ووصفهم بشرفاء الوطن من خلال تعليقاتهم مثل حرمان أعضاء الحزب الوطني من العمل5 سنين.. الحزب الوطني قائم ولا يبطل بأمثالك شرفاء الحزب الوطني الديمقراطي قادمون. وأتت عمليات الاختراق لمن عرفوا بالمعارضة لمبارك قبل إعلانهم خوض الانتخابات بعد أيام معدودة من نشر احدي صفحات مؤيدي مبارك شهادة منسوبة إلي اللواء عمر سليمان نائب رئيس الجمهورية السابق في قضية قتل المتظاهرين وتبرئته لمبارك من اتهام اعطاء الأوامر, وهي الشهادة التي نشرت مخالفة لقرار النائب العام, ثم جري حذفها بعد ساعتين من نشرها الكترونيا وهو ما يؤكد وجود مخطط الكتروني لتجميل صورة المخلوع. وقبلها كانت هناك محاولة اختراق ناجحة أخري لصفحة مرشح آخر للرئاسة, ولكن دون تحديده لانتماء المخترق السياسي, وهي صفحة حازم أبوإسماعيل المرشح المحتمل الآخر لرئاسة الجمهورية التي آتت بعد انتقاده تصريحات اردوغان رئيس وزراء تركيا في مصر وقوله إنها دولة علمانية, وكتب علي عنوان الصفحة لا نريدها وهابية أو إسلامية البداية الحقيقية لهذه الظاهرة كانت في الثامن من يوليو الماضي عندما ظهر فلول مبارك في واقعة اختراق الصفحة الرسمية لصفحة25 يناير علي الفيس بوك ووضع صورا لحسني مبارك بدلا من شعار الصفحة, وتقديم تعليقات لأعضاء فريق الهاكرز أكدوا خلاله دعمهم لمبارك وتوجيه اساءات لثورة25 يناير وشبابها. وفي التوقيت نفسه جري اختراق صفحة أخري وهي صفحة شاهد عيان علي الثورة المصرية التي يشارك فيها نحو4 آلاف من ثوار ميدان التحرير بين25 يناير إلي11 فبراير, وترصد كليبات وصورا للثورة, وقام الهاكرز بوضع تعليقات منها أبناء مبارك قادمون أبناء الشعب الأصيل إلي بيحث بلده بجد هنرفع صورك ياريس في كل صفحة عالنت وفي كل شارع احنا إللي عندنا الأصل. وقوبلت تعليقاتهم بسخرية كبيرة في المنتديات وأيضا بالصفحة منها تعليق قالت فيه فاطمة مجدي: الصفحة تغيرت وأصبح فيها.. مبارك.. اللي ان شاء الله هايداسوا تحت جزمة كل مصري, فيما طالبت أخري بالانسحاب من الصفحة لحين العودة إلي محررها الأصلي من الثوار, واتهم تعليق ثالث أمن الدولة المنحل بالوقوف وراء هذا الاختراق وطالب رابع هو محمد فوزي بإلغاء الإعجاب بالصفحةحتي لا يستغل في الترويج للمخلوع. وجرت دعوات من قبل هاكرز مبارك بعد تلك العمليات لاختراق جديد لصفحة كلنا خالد سعيد التي تعد أحد أهم منابر الدعوة لثورة25 يناير التي يشرف عليها الناشط وائل غنيم صاحب الباع الطويل في العمل الإلكتروني والذي يملك الخبرات التي وضح أنها فاقت قدرات هاكرز المخلوع في حمايةالصفحة ومنع اختراقها. وأجمع خبراء علي ضرورة تعامل قطاع شرطة الاتصالات مع هذا النوع من الأعمال المنافية للقانون, خاصة أنها أصبحت تحاول الاساءة للثورة ورموزها, وتعتدي علي الحقول الخاصة لمالكي الصفحات علي مواقع التواصل الاجتماعي, ممن يتحدثون عن اصلاح للوطن, وربط الخبراء بين عمليات الاختراق الأخيرة, وعملية التصويت المريب الذي حاز عليه اللواء عمر سليمان نائب رئيس الجمهورية السابق وأحد أقرب رجال محمد حسني مبارك في الاستفتاء الذي أجراه المجلس الأعلي للقوات المسلحة عبر صفحته الرسمية وعقب انتهاء الفترة المحددة للتصويت, والذي شهد تصاعدا في أصوات سليمان كمرشح محتمل للرئاسة بعد انتهاء التصويت رسميا وحلوله في مركز متأخر ثم الدفع به إلي الصدارة.