في ظل ضريبة دم يدفعها الوطن عن فساد اعتمد علي تزاوج السلطة ورأس المال لم تتوقف المنافسة بين رجال الأعمال علي تأسيس أحزاب جديدة أو الانضمام لأحزاب قائمة. لتعيد المخاوف مرة أخري من استنساخ الماضي. وفي محاولة لاستيضاح الصورة التقينا رجل الأعمال أكمل قرطام رئيس حزب المحافظين الذي أكد في حواره مع الاهرام المسائي أن طغيان ديكتاتورية المجتمع أخطر من ديكتاتورية الدولة وأنه لا تصالح في جرائم الدم مشيرا إلي مخاوف المواطنين من عودة النظام السابق في صور أخري. وانتقد رئيس حزب المحافظين التحالف الذي يجري بين عدد من الأحزاب قائلا: إنه أمر غير أخلاقي وأن خطاب الأخوان المسلمين دون المستوي المتوقع وطالب المجلس العسكري بأن تكون قراراته أسرع من ذلك والي تفاصيل الحوار: * لماذا هذا الإقبال الكبير من رجال الأعمال علي العمل السياسي؟ ** رجال الاعمال وفي أي دولة يشكلون لوبي ضغط وهذا أمر واضح لتحقيق مصالحهم.. وخاصة إذا كانت الأحزاب ضعيفة وغير موجودة بفعالية علي الساحة وتحتاج تمويلا لايقدر عليه إلا عدد قليل والباقي يحتاج إلي دعم من الدولة. * ولكن الدولة أوقفت دعم الأحزاب؟ ** القانون عندنا ألغي دعم الأحزاب الذي كان هامشيا.. ولو قارنا أنفسنا بدولة كألمانيا نجد أن دعم الأحزاب هناك يتوقف علي عدد أعضائها في البرلمان ومفروض أن نطبق ذلك لأن منع الدعم يعني قصر العمل السياسي علي رجال أعمال يعيشون كما يحلو لهم. * ولكن هناك تخوف من سيطرة رجال الأعمال علي الأحزاب؟ ** وجود رجال الأعمال في البرلمان والحياة السياسية لا يكون خطرآ إلا في ظل غياب القانون الذي طالما قامت سيادته سيكون رجال الأعمال شأنهم شأن أي فئة من فئات الشعب كل يعمل لمصلحة المجتمع. * ألا يضمن القانون الحالي ذلك أم اننا بحاجة إلي قوانين جديدة؟ ** القانون يتحدث عن الوزراء ورؤساء الحكومة وممارستهم لعلمهم ومنع مزاولتهم نشاطا تجاريا لكن القانون لابد أن ينص صراحة علي مبدأ سيادة القانون بالمعني الفعلي وليس فقط مساواة الحاكم بالمحكوم كذلك العدل لابد أن يسود في المجتمع كله وليس في المحكمة وحدها فالقرآن تطرق في كل آياته إلي العدل وفحوي العدل هي الحرية وهكذا لابد من الضمانات المنصوص عليها صراحة. * وهل مجرد النصوص القانونية وحدها تضمن تلك القيم في الوقت الذي نجد مئات المواد القانونية دون تطبيق؟ ** الحرية والديمقراطية والعدل ستكون مسلمات لأن الشعب لن يتخلي عن حريته مرة أخري ولن يقبل أسلوب حكم دون كل حقوقه. * تتحدث عن رجال الأعمال وخلط السياسة بالبيزنس وكأنك لست واحدا منهم ألست متصلا في مصالحك الاقتصادية بالدولة؟ ** شركاتي لا تتعامل أصلا مع الحكومة فمعظم عملنا بالخارج وليس عندي تضارب مصالح.. أتحدث عن مصالح عامة. * كنت في طريقك لتأسيس حزب جديد وفجأة استحوذت علي حزب المحافظين فماذا حدث؟ ** بدأت تكوين حزب باسم النهضة وجمعنا توكيلات من المؤسيسن وصلت إلي500 توكيل ثم توقفنا بعد طلب موافقة مباحث أمن الدولة وبعد الثورة قررت استكمال الموضوع واخترت اسم المحافظين وعند اشهاره بالشهر العقاري وجدته اسما لحزب آخر. * كان معروفا وله جريدة؟!! ** لم أكن أعلم فرجعت إلي الأسم القديم طالما أنه حزب إجتماعي لايعمل بالسياسة وقابلت مصطفي عبد العزيز واتفقنا وقلت ان لدي13 عضوا واريد ادخالهم الجمعية العامة ليكونوا أغلبية وصارحته واتفقنا وهو عضو بالهيئة العليا للحزب وقد غيرنا البرنامج وتم تعديله من حزب اجتماعي إلي حزب سياسي. * لماذا لم تختر حزبا ليبراليا؟ ** وجدت لها اتجاها متشددا في الليبراليه... والشعب المصري بطبيعته محافظ واسم المحافظين لاقي قبولا بالأقاليم. * تتحدث كثيرا في برامج حزبك عن المشروعية الدستورية قبل الشرعية فلماذا هذا التوصيف؟ ** المشروعية هي الاساس أما الشرعية فإنها اجراءات المشروعية( مشروعية القوانين) وتأتي من العقد الاجتماعي لتؤدي إلي الحكم الدستوري والقوانين الناشئة في ظل مشروعية دستورية ترضي الناس ويشعرون انها خليقة بالطاعة والاحترام. * ماأهداف حزبكم وبرنامجه في الانتخابات البرلمانية المقبلة؟ ** اريد النزول إلي كل انحاء الجمهورية وسوف ننافس بقوة فنحن نملك الكوادر الشعبية في مختلف المحافظات. * لماذا لم تتحالف مع أحزاب أخري؟ ** نحن نتحدث عن دولة سيادة القانون وهي من أهم الأشياء التي ننادي بها لن نسير بسلام الا بإعادة بناء الأخلاقيات والمثل الانسانية العليا لهذا البلد فالقيم اختلت في الفترة الماضية وهذه اهم نقاط برامجنا وهنا فالتحالف قلة حيلة وتناقض مع الديمقراطية لان قيام الأحزاب في التحالف بتقسيم المقاعد بينها في قائمة واحدة أمر غير اخلاقي وليس له سابقة في العالم ولا في أمريكا فليس مقبولا ان تتحالف ومبادئنا مختلفة لتوزيع الغنيمة فالميزة الايجابية الممنوحة للأحزاب تم استغلالها أسوأ استغلال وفي ظل النظام المقترح للانتخابات وهو50% للقائمة ومثلها للفردي فإننا نعطي ميزة نسبية كبيرة للأحزاب فعدد أعضاء الأحزاب في مصر لا يتعدي نصف مليون مواطن وتخصيص نصف المقاعد لهم يعني أن نصف مليون مواطن فقط لهم نصف المقاعد وبقية الشعب له النصف الآخر. * تقول غير أخلاقي لكنه سياسي والسياسة فن الممكن؟ ** عمر بن عبدالعزيز كان سياسيا ولم يكتف بوقف الظلم بل رد المظالم التي ارتكبها الخلفاء السابقون. * قررتم دخول الانتخابات المقبلة واعددتم قوائم مبدئية فهل ترفضون انضمام أعضاء سابقين في الحزب الوطني المنحل إلي حزبكم؟ ** إلي الآن لم أطلع علي القوائم لكن ليس عندي مانع ان يكون أحدهم في البرلمان السابق وأنا ضد كلمة فلول ولا أعرفها, اتكلم عن الفاسدين هناك فلول فساد ومنهم اشخاص بالمعارضة وهذا موجود بكل مكان وأنا أرحب بأي إنسان شريف أطمئن لشرفه له مواقفه المتفقة مع مبادئ الحزب. * تكلمت عن قانون الغدر واندلعت مطالبات تطالب بتفعيله فعلي من بالضبط يلزم تفعيل هذا القانون! ** علي كل من أفسد الحياة السياسية. * دخلت الحزب الوطني وتعرضت لمشاكل كثيرة فهل دفعت ثمنا لمعارضة سياسة الحزب من داخله.. وهل كان سقوطك في الانتخابات مقابلا لذلك؟ ** دخلت الوطني عام2000 ولم أكن أعرف وزيرا أو الريس أو أولاده ولا حتي رجال الأعمال دخلت كأي مواطن والأحزاب بالخارج ملك الشعب ونزلت في انتخابات2005 وإلي2010 كنائب لدائرتي ولم أفضل حينها الانسحاب لأنه لم تكن علي شبهة وحتي لا يقال إنني لم آخذ قطعة من كعكة الظهور. * وماذا عن علاقتك بأحمد عز وأسباب اضطهاده لك؟ ** لا أعرف لكنه يكرهنك لله في لله * وما السبب لكراهيته لك؟ * في2005 أخذت حكما قويا عمل أزمة دستورية وأرسل لي أحمد عز برسالة احنا حنجيبك في الشوري ومعناها اسكت ورفضت وبلغني أنه أقسم انني لن أري لا مقعد الشعب ولا مقعد الشوري * و محمد المرشدي؟ ** في2010 قررت الترشيح وذهبت مع أحد الأصدقاء لعلي الدين هلال وقال ان هناك أربعة أسقطوني في2005 هم عز وحسين مجاور والقاضي واسماعيل الشاعر وطالما انهم قائمون.. فإنك سوف تسقط وفي كتاباتي من2005 إلي2010 انتقدت النظام بقوة لم تصل لها المعارضة وقلت علي الريس أن يستقيل من الحزب الوطني وألا تطلق له مدة الرئاسة وكان منطقيا ألا يأتوا بي وطبقا لنصيحة علي الدين هلال قدمت أوراقي وتم اضطهادي وحبس من معي في الحملة الانتخابية وتبني عز ذلك ودخل علي الدين لجمال مبارك وحدثه عن شعبيتي في دائرة اخوانية حسب نص تقارير أمن الدولة وأنا الوحيد الذي سيكتسح التيار الاخواني ونظر جمال لعلي بريبة وأدخلوني دون مزاج لهم ودخلت في2010 وكان هناك أربعة صناديق بها تزوير فاضح أرشدني الاخوان لها.. وعلمت ان الحزب يريد اسقاطي وكان التزوير فوق الخيال.. وبعد استبعاد الصناديق المزورة أعلن فوزي في الانتخابات. * ترددت بعض الأقاويل حول علاقتك بموقعة الجمل فما ردك؟ ** يكفيني أن العلم الكبير الذي رفرف يوم28 يناير الذي وقع عليه هشام بسطويسي, شركتي هي التي أحضرته وأعدنا إرساله في الاعتصام الاخير وهو الآن بمكتبي * هل كنت مستهدفا لاشتراكك سرا في بعض حركات المعارضة؟ * طبيعي أنهم مارسوا التحري عني من كتاباتي ونحن من أيام استقلال القضاء ولنا مواقف مثل حركة شايفينكو و مصريون ضد الحكم وكنت أقف وراءهم سواء أظهرت اسمي أو لم أظهره ونحن أول من أخرجنا اسماء18 قاضيا المفروض محاكمتهم. * كل الأحزاب تحدثت عن السياسة ولم يقدم أحد شيئا عن الاصلاح الاقتصادي رغم الخطر المحدق بنا؟ ** الأحزاب معظمها ضعيف.. وهناك اقتصاد مواز لو دخل المنظومة سوف يحدث طفرة لموارد الدولة ربما تغطي عجز الموازنة.. الأحزاب برامجها كثيرة سمعت مثلا أن برنامج الوطني تكلف200 مليون دولار وخبراء يعملون من الخارج وأخذ دعما من الخارج عن طريق الجمعيات من برلمان كان مفترضا كما يحدث في أي دولة ان يحارب الفساد فكان هو نفسه برلمانا فاسدا. * الكل يلحظ صراع رجال الأعمال علي الساحة السياسية وغيابهم التام عن الملف الاقتصادي لدرجة أنه لم تظهر ولو بادرة واحدة منهم لإنعاش الاقتصاد المصري فهل هو صراع علي الحصانة البرلمانية؟ ** هذه مسألة ضمير واعترف أن رجال الأعمال فعلا لم يقدموا المنتظر منهم في الوقت الراهن بل أزيد علي ذلك الدور الاجتماعي لرجل الأعمال وضرورة قيامنا كمجتمع أعمال بهذا الدور الحيوي واعترف بانني رغم ما أقوم به من خدمات مختلفة في دائرتي إلا انني لم أصل بعد إلي درجة الرضا عن هذا الدور. وفيما يتعلق بالحصانة البرلمانية فإن حزبنا يطالب بإلغائها لأنها تشجع البعض علي القيام بأعمال ما كان يستطيع القيام بها دون هذه الحصانة. * امتنعت عن حضور افتتاح الدورة البرلمانية الأخيرة فما الداعي لذلك ؟ ** كان موقفي رافضا المادة101 وهي تزيد هيمنة السلطة التنفيذية علي التشريعية وتقول في صلبها ان البرلمان لا ينعقد إلا بدعوة الرئيس وهذا يعكس تبعية البرلمان للرئيس وكنت الوحيد الذي لم يحضر اثناء افتتاح مبارك للدورة واتصلت بي أجهزة تسألني قلت ان لي موقفا مكتوبا صحفيا وحتي لما دخلت البرلمان كنت أجلس مع المعارضة وقدمت18 طلبا وقع عليها نواب من المعارضة وخلال الثورة تأكدت إستقالتي عمليا في3 فبراير وأرسلت في اليوم التالي خطابا للنائب العام مع برلمانيون ضد الفساد وطالبت بتفعيل إتفاقية الفساد والتحفظ علي أموال المسئولين ومنهم الرئيس وكان في السلطة * هناك أحزاب تزعمت المعارضة وطالب البعض بتطبيق قانون الغدر عليها فهل أنت مع هذه المطالب؟ ** العيب كان عيب النظام وليس الأحزاب حيث فرض عليها الوضع الكرتوني ويجب تطبيق قانون الغدر علي كل من تآمر علي مصالح الشعب ويجب أن نتذكر انه خلال تمرير التعديلات الدستورية في2006 كان هناك100 نائب من المستقلين والاخوان ولو استقالوا وقتها لما كانت هناك تعديلات وعندما طالبناهم بالاستقالة رأوا أن وجودهم بالمجلس أفيد للشعب وأنا لا أعيب علي الاخوان فهم ظلموا وأهينوا خاصة في عهد عبدالناصر ومنعوا سياسيا في عهد مبارك لأن البلد كلها كان محجورا عليها. * وأنت تخوض غمار الحياة السياسية كيف تري الكيانات المنافسة( الوفد, السلفيون, الاخوان)؟ ** اتخيل انهم سوف يترشحون علي50% من المقاعد لكن ليس بالضرورة ان يحصلوا عليها كلها والمشكلة الكبري تكمن في إجراء انتخابات الشعب والشوري في يوم واحد حيث ان ذلك يعني أن الناخب عليه المرور علي اربعة صناديق ولو حسبنا الوقت اللازم لذلك سنجد انفسنا امام350 صوتا لكل لجنة كحد اقصي وبالتالي فلن يكون هناك مفر من المبيت امام اللجان ولا يجيد ذلك الا الاخوان ولابد من الفصل بين الشعب والشوري أو إلغاء مجلس الشوري. * أكد لنا كمال الهلباوي في حوار أن الاخوان كانت الجماعة المحظورة فأصبحت المحظوظة فهل تتخوف منهم؟ ** كنت لفترة طويلة متعاطفا معهم ومازلت وقلت كلمة أردوغان من حق المؤمنين في هذا البلد ان يعملوا بالسياسة ولي علاقات قوية بأسماء أفاضل منهم وكانوا مظلومين فأصبحوا موجودين لكن عندما اسمع مستشارهم القانون( أحمد بركة) يقول انه لو لم يحكم القضاء علي مبارك بالإعدام فاننا سنعدمه فهذا معناه غياب القانون وكنت اتخيلهم ينزلون أعلامهم برموز السيف ويظهرون بدلا منها ملاعق ليقولوا للشعب احنا هنأكلكم وأري ان خطابهم السياسي دون المستوي الذي نتوقعه من أناس عانوا الظلم والفساد. * لماذا لا نراك مشاركا في منظمات رجال الاعمال أو التجمعات الاقتصادية؟ ** عندما تركت الصحراء اكتشفت جماعات وجمعيات تسعي لمصالحها لا لمصلحة المواطن وفضلت الابتعاد وجاءت لي رسالة ماذا تكتب ألست رجل أعمال؟ والعهد البائد امتلأ بالفساد حتي أن الرشوة لم تعد عارا كما كانت وكأن الحكومة اتفقت سرا علي أن الراتب لا يكفي ومن ثم فالرشوة حق!! * هل تري أن مؤامرة تحاك ضد مصر؟ خاصة بعد حادث الإعتداء علي السفارة السعودية؟ ** لا اخلاقنا.. ولا ديننا ولا اسلامنا يسمح بالاعتداء علي رسول قادم حتي ولو من الاعداء سواء كرهنا ام لا فهو في حمايتنا.. وهذه مسألة تضرنا علي المستوي العالمي وإحقاقا للحقيقة كان علي الخطاب السياسي أن يكون أكثر وضوحا ويوضح بشكل معلن أن هؤلاء الناس أخلوا بإتفاقية السلام واعتدوا علي شبابنا وحدودنا وأن يتم تشكيل لجنة تحقيق وإطلاع الشعب علي كل شيء. * بعض من لاعلاقة لهم بالثورة استغلوا الفوضي وحاولوا الاعتداء علي السفارة السعودية ومديرية أمن الجيزة فما تحليلك؟ ** هذا ضد الثورة والثورات الآن لها شكل جديد كلما سقط نظام اسقط دستورا ولابد من عمل توازن بين المجتمع والحكومة وهناك المنظمات المدنية التي يعبر بها الشعب والمجتمع عن استيائه فلو طغت ديكتاتورية الدولة فهذا خطر والعكس أخطر بمعني طغيان ديكتاتورية المجتمع. * وما الحل لتحقيق هذه المعادلة؟ ** الحل واضح بانتخاب الرئيس وأن يمارس الشعب سلطاته من خلال الرئيس المنتخب وهنا لن يناقض أحد شباب الثورة أو غيرهم أما ادارة البلد من التحرير فكلام غير مضبوط وأمر خطير. * البعض يقول انكم كأحزاب تريدون معركة انتخابية مفصلة عليكم وتخترعون فزاعات الأخوان والسلفيين والفلول لماذا تخشون هذه القوي إذا كنتم تثقون في الناخبين؟ ** الفزاعة الاكبر هي فزاعة الفساد ولا نريد فاسدين آخرين معظم الأحزاب ليست لديها المقدرة للمنافسة علي مستوي جميع الدوائر خاصة مع محدودية الموارد وضعف الامكانات المالية. وربما لو توفرت الامكانيات لانتشرت الاحزاب وحتي ثقافة العمل التطوعي لدي الشعب ضعيفة جدا أمام السعي وراء توفير الطعام للأفواه الجائعة ومع ذلك فإن الشعب المصري مؤهل جدا للديمقراطية وأنا أجد فلاحين في قري مصر مستواهم ثقافيا أرقي من المثقفين أنفسهم. والثورة غيرت الفكر فعلا فالشباب انجزوا ما لم نفعله صحيح ان الشعب جميعا شارك ولكن الشباب في البداية هم من فتحوا صدورهم امام ما هو غير متوقع بشجاعة منقطعة النظير. * ما هو تقييمك لأداء المجلس العسكري؟ ** كان مذبذبا في أشياء كثيرة وهو يريد الحفاظ علي البلد لكن كان يجب أن تكون قراراته أسرع كثيرا ويبدأ بالدستور أولا ثم انتخابات الرئيس ثم انتخاب البرلمان لكنه مع ذلك هو يريد أن يسلم السلطة في موعدها وهذا يجب أن يلتزم به أمامنا ونلتزم به أمامه فنحن في فترة انتقالية ونترك الحكومة تسير الأعمال لتتفرغ للإنجاز وأنا لا أنادي بإقالة وزير ووضع آخر الناس مستعجلة لأنهم خائفون من عودة النظام الساقط في صورة أخري والموضوع صعب علي الطرفين. *وما هو تحليلك كرجل اقتصاد لمسألة أراضي الدولة التي استباحها رجال النظام السابق؟ ** اجيبك من رجل ساهم في مظاهرات التحرير بشكل أو بآخر ويشرفني مشاركة بنتي الفاضلة وزوجها نحن نريد أن ننطلق الي الامام انا لا أقبل أن يأخذ واحد من أراضي المحافظة بالتقسيط علي15 عاما بسعر15 جنيها للمتر مثلا ثم ببيعها بنصف المليار ومعني ذلك أن الحكومة لم تكن أمينة علي أموال الشعب.. وأقول لمن حصلوا علي أراض نفذوا مشروعاتكم وأعطوا الدولة50% من الأرباح. * معني ذلك أنك تؤيد المصالحة مع المتهمين؟ ** نعم أؤيد المصالحة بعيدا عن جرائم الدم أو إحداث العاهات بالمتظاهرين فهؤلاء لا مصالحة معهم ولكن قصاص من قضاء عادل نثق فيه تماما.. ولكن أتحدث عن شق اقتصادي يستهدف دوران العجلة وإنعاش جسد الاقتصاد المصري المنهك وأقول للمواطن المصري إحذر تقسيم الغنائم.